السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد اطلعت على ما كتبه الأخ خالد الرشيد تحت عنوان مكاشفات للمدير العام ضمن العدد رقم 10154 وتاريخ 15/4/1421 ه وكانت مكاشفات جميلة ومفيدة وهذا ما دفعني للمشاركة برأيي المتواضع الحاقا لمقالة الأخ الرشيد حول الادارة والقيادة مستشهدا ببعض الوقائع الفعلية لأسلوب الادارة. والقيادة المتميزة ذات تأثير مباشر على العمل برسم خطط النجاح والسير قدما نحو الأفضل وتحقيق النجاحات المتوالية والمحصلة التفوق من أجل الصالح العام, وتعرف القيادة بأنها قدرة الفرد في التأثير على شخص أو مجموعة وإرشادهم من أجل كسب تعاونهم وحفزهم على العمل بأعلى درجة من الكفاية في سبيل تحقيق الأهداف الموضوعية وحتى يتحقق ذلك لابد من تفهم مشاكل المرؤوسين وحفزهم على التعاون في القيام بالمهام الموكلة اليهم وتوجيه طاقاتهم واستخدامها الى أقصى درجة ممكنة من الكفاية الانتاجية ومن أهم الصفات التي يتحلى بها القائد النجاح ما يلي: 1 التمتع بمستوى من الذكاء يفوق مستوى ذكاء مرؤوسيه. 2 التمتع بسعة الافق وامتداد التفكير وسداد الرأي. 3 طلاقة اللسان وحسن التعبير. 4 الاتزان العاطفي والنضج العقلي والتحليل المنطقي. 5 قوة الشخصية والطموح والحماس المتواصل. 6 إنكار الذات والنزول إلى مستوى العامة من المرؤوسين. والقائد الناجح هو الذي يكتسب الصفات القيادية بعد تمرسه في الحياة ونتيجة عمله في الجماعة وممارسته قيادة أفرادها ولاشك أن صرف الجهود العقلية والجسمية في العمل لهو شيء طبيعي كما هو الحال عند صرفها أثناء اللعب أو الراحة وإن الانسان بطبيعته يحب العمل لانه مصدر اشباع رغباته ولابد ان تدرك القيادة ان التهديد والعقاب ليس هو الطريق الوحيد للحصول على الجهود اللازمة لتحقيق أهداف الخطط العملية فالانسان يعمل تلقائيا على مراقبة النفس وتوجيهها لتحقيق الأهداف تتعهد لها والتي تتمثل في إشباع الغرور النفسي وتحقيق الذات كواحد من أهم المكافآت التي يمكن استخدامها من أجل توجيه الفرد نحو تحقيق الأهداف المطلوبة, وتتجلى القيادة الديموقراطية على هرم القيادات المتنوعة لكونها تتبع أساليب الإقناع والاستشهاد بالحقائق والأخذ بالاعتبار أحاسيس الأفراد ومشاعرهم وجعلهم يشعرون بكرامتهم وأهميتهم في تحقيق الأهداف المطلوبة وإشراكهم في اتخاذ القرارات لحفزهم على التعاون ولهذا فإن القائد الديموقراطي يستأنس بآراء أتباعه ويعير افكارهم الاهتمام الأكبر ويقدم لهم المعومات الارشادية اللازمة كما يلعب دورا فعالا في تنمية الابتكار وتحقيق التعاون وإطلاق قدرات المرؤوسين واستغلال طاقاتهم الكامنة. دراسات القيادات وجدالها لا تعدى على مالي: 1 القائد الأتوقراطي كان يستخدم لغة الأمر ويصدر أوامر متضاربة تسبب الفوضى كما كان يقدم الانتقادات غير البناءة ويقوم بالمدح أو الاستحسان في غير موضعه. 2 قائد عدم التدخل كان سلبيا في معاملة اتباعه وكان يقدم معلومات لأتباعه أكثر من غيره من القادة الآخرين وكانت المعلومة تقدم عند الطلب وليس تلقائيا. 4 أما القائد الديموقراطي فكان يقدم اقتراحات توجيهية بناءة ويثير في اتباعه طريقة توجيه الذات وكان يبدو أكثر مرحا وثقة بالنفس. وقد دلت تلك الدراسة على افضلية القيادة الديموقراطية على أنواع القيادات الأخرى في تخفيض حدة العداوة والبغضاء بين الرئيس والمرؤوس وطاقتهم نحو خدمة أفضل للعمل من أجل تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة, ومتى ما تزايدت الثقة في اتباع القائد فإن ذلك سوف يدفعه لمنحهم صلاحيات أكبر من أجل سرعة اتخاذ القرار وإنجاز العمل المطلوب والقضاء على الرتابة المعتادة والتي ليس من نتائجها الا تأخير القرارات وتعطيل القدرات. ومن الأمثلة الحية على ذلك الصلاحيات التي منحها مدير عام البلديات بالقصيم لرؤساء البلديات والمجمعات بالمنطقة حيث رفع صلاحية ترسية مشاريع السفلتة وتوقيع عقودها إلى قيمة تتماشى مع حجم الأعمال المناسبة لكل رئيس في السابق ولم يتم منح الصلاحية الا بعد دراسة مستفيضة وكان من نتائجها تخفيض مدة إجراءات الترسية وعدم اشغال الجهات الأخرى بأمور اضافية بالاضافة إلى سرعة اتخاذ القرار والأهم من ذلك منح المسؤول الثقة في تعاملاته الإدارية والمالية ومتى ما شعر المرؤوس بالدعم والمساعدة عند الحاجة فإن ذلك سوف يكسبه الثقة والاستعداد النفسي. إن الاتصال بين شخص وآخر أو رئيس ومرؤوسيه أو قائد وأتباعه عملية ضرورية لكل نشاط انساني لانها لا تنحصر في العلاقة بين شخص وآخر بل تتعداها إلى العلاقة بين الفرد ونفسه ومع ان الاتصال كثيرا ما يحرف ويؤول عند التطبيق في الأعمال الادارية الا انها عملية مهمة جدا لوظيفة القيادة وقد عرفت منظمة تدريس المشرفين الأمريكيين عملية الاتصال بأنها تبادل الآراء والمعلومات من أجل إحداث تفاهم وثقة متبادلة أو إحداث علاقات انسانية طيبة، وقد تصبح القيادة مستحيلة إن لم يكن هناك اتصال بين الأعضاء في الجهاز، فالقائد في علاقته مع اتباعه يحدث حدث تأثير في نطاق مقدرته على نقل أفكاره وآرائه ومشاعره وقراراته إلى هؤلاء الأتباع وهم بدورهم يقومون بعملية الاتصال مع قائدهم حتى يدرك مقدار استيعابهم لتوجيهاته ويتفهم مشاعرهم وأحاسيسهم ومشاكلهم, ولعلي عند هذه المعلومة أذكر حدثا يؤكد صحة تلك النظرية وذلك عندما تلقيت دعوة من أخي الكريم العميد خالد بن منصور العساف وكيل محافظة الرس وتلك الدعوة تضمنت الالتقاء بوكيل إمارة منطقة حائل الأستاذ الفاضل محمد بن فهد بن سويلم وبرفقة عدد من مديري ورؤساء الإدارات الحكومية بمنطقة حائل وقد تجشم هذا الجمع مشقة السفر البري من منطقة حائل إلى محافظة الرس من أجل السلام على زميلهم السابق الأخ خالد بن منصور العساف عندما كان مديرا للجوزات بمنطقة حائل والمباركة له بمنصبه الجديد وكيلا لمحافظة الرس على الرغم من المباركة السابقة عبر الهاتف ولكن القيادة المتميزة والناجحة لا تكتفي بأقل الواجبات، ولقد حظيت بلقاء الوكيل ومعه باقي الزملاء من مديري الإدارات الحكومية والذي يتجاوز عددهم عشرين مسؤولا تجشموا مشقة السفر وهم مسرورون بمبادرتهم ولقد علمت ايضا إن من لم يرافقهم من باقي زملائهم لم يمنعهم من الحضور الا المرض أو الظروف القاهرة, ذلك وخلاصة أن القيادة زرعت في نفوس الاتباع المحبة والاحترام والتقدير وكانت النتائج الخضوع والاستجابة والمبادرة بكل قبول وبشاشة, ولم تكن المستخلصات الايجابية من ذلك اللقاء تثمين موقف الوكيل وزملائه في تلبية الدعوة والحضور الشخصي وانما لفت انتباهي الروح المعنوية العالية السائدة بين المديرين والوكيل وكذلك الانسجام اللامتناهي وحالة المرح المؤدب والطرافة المحترمة التي كانت تسود مجلسهم أثناء التقائي بهم في منزل الوكيل خالد العساف وما شاهدته بعيني عكس تماما ما يسود في لقاءات بعض المسؤولين والذي هو اقرب للعزاء منه للفرح حيث تسود الرسمية طابع اللقاء فيمر الوقت متثاقلا يبحث معها المسؤول عن أي فرصة تسمح له بالمغادرة للابتعاد عن جو الرتابة القاتل. وعودا على لقاء وكيل إمارة منطقة حائل الاستاذ الفاضل محمد بن سويلم فإنني وعبر أسطر هذه المقالة أود أن أهنئه على أريحيته الطيبة وروحه العالية مكبرا فيه خطوته الأخوية في تلك الزيارة ورغم استغرابي لتلك الروح المثالية التي كانوا عليها الزملاء مديرو الإدارات الحكومية بمنطقة حائل إلا ان ذلك لم يلبث أن تبدد حينما أفادني الأخ خالد العساف بأن ما أراه ماهو الا نتاج زرع صحي بثه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز حينما كان أمير منطقة حائل قبل تشريفه بإمارة المدينةالمنورة وبث ذلك الزرع بين مرؤوسيه فأزهر بالمحبة والاحترام والتقدير وجنى القائد من زرعه المثالية في أتباعه, والمحصلة خدمة المواطن والوطن على الوجه المطلوب ولاشك بأن القيادة المثالية لا تكسب من الكتب أو يتعلمها القائد من قائد آخر حيث ان التميز في القيادة يتمثل أولا في شخصية الفرد ومدى قابليته لتحمل المواجهات حيث ان الطبع في الفرد حالة لا يمكن أن تتغير بالقراءة وقد تكسب بالممارسة حيث يقول المثل الشعبي (حدر جبل ولا تحدر طبع) و(الطبع يغلب التطبع) وهذا لا يعني أن لا يبحث القائد غير المؤهل عن ما يعدل فيه جزءا من شخصيته إذا رغب ذلك ومن النقاط التي تساعد القائد على التميز والنجاح في مبادرته اذا هو اتبع وتمشى بها تمشيا لبقا لطيفا منها: 1 الاصغاء بصبر لما يقوله الشخص الآخر حتى إذا كان ما يقوله غير صحيح. 2 محاولة تفاهم المشاعر التي يرد الشخص الآخر التعبير عنها. 3 السماح بالوقت الكافي للاستماع الى الشخص دون مقاطعته ما أمكن. 4 تجنب الأسئلة المباشرة أو الجدل في المعلومات التي يبديها. 5 الصدق والصراحة في الاجابة اذا تبين ان الشخص صادق وفي حاجة الى مشورة. 6 عدم التورط عاطفيا في مشكلة الشخص الآخر بل حاول فهم المشكلة فقط. 7 عدم ابداء الرأي رأسا ومحاولة التأجيل حتى يتمكن من تقييم الوضع تقييما صحيحا. 8 الحرص على عدم اتخاذ القرار في شكوى بعد سماعها من طرف واحد. 9 اعطاء الجهات ذات العلاقات حقها في الدراسة المطلوبة والاستماع لمرئياتها وإن كان لديك الحل الأمثل. 10 تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بكل دقة مع عدم التحيز. ولاشك بأن الإدارة فن قبل أن تكون علماً والنجاح مرهون بشخصية القائد ومدى تحمله للضغوط المحيطة ومحاولة تجاوز تلك الضغوط دون إشعار الآخرين بمدى تأثير الضغوط عليه حيث ان لكل ناجح معارض وعليه ان يعي تلك الظاهرة ووضعها في الحسبان والاستعداد لكل عارض قد يعصف بالجهود المبذولة لإنجاح العمل المطلوب. م/ عبد العزيز بن علي الزنيدي رئيس بلدية محافظة الرس