افادت الإذاعة الإسرائيلية ان رئيس الوزراء ايهود باراك اكد لوزراء ونواب إسرائيليين انه لا يعتزم التراجع في مسائل اساسية يجري التفاوض حولها في كامب ديفيد. وقالت الإذاعة ان باراك اتصل من كامب ديفيد بالوزراء بنيامين بن اليعازر اتصالات وماتان فيلناي العلوم والثقافة وحاييم رامون وزير لدى رئاسة الوزراء وبالنائبين يوسي ساريد وايلي يشائي لطمأنتهم بأنه لا يعتزم التجاوب مع الشروط غير العقلانية المطروحة من قبل الفلسطينيين . واضاف باراك حسب قول الإذاعة ان الاسباب التي أملت قراره مغادرة كامب ديفيد مازالت قائمة وانه قرر في النهاية البقاء احتراما للجهود الهائلة التي بذلها الرئيس الامريكي بيل كلينتون الذي طلب منه الانتظار حتى الاحد . وكان الرئيس الامريكي بيل كلينتون قبيل مغادرته لليابان أعلن أن باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيبقيان في كامب ديفيد لمواصلة المفاوضات في غيابه تحت اشراف وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت. وقد اتهمت المعارضة اليمينية الإسرائيلية والمستوطنون رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمبالغة في تقديم التنازلات للجانب الفلسطيني وحضوه على انهاء مفاوضات كامب ديفيد. واتهم يهوشع ماتزا، النائب عن الليكود، في تصريح للإذاعة البريطانية بأنه قسم القدس وانه يسعى الآن الى تحويلها الى بلفاست 2 ، واعتبر ان نقل السيادة على الاحياء العربية الى الفلسطينيين سيجعل قواتهم الامنية اقرب الى الاحياء اليهودية وسيؤدي الى حمام دم . واعرب ران كوهين، النائب عن حزب ميريتس الذي انسحب اخيرا من الائتلاف الحكومي عن الامل في ان يعود باراك باتفاق، مما سيسمح لوزراء ميريتس بالعودة الى الحكومة ، وايد تقديم تنازلات مهمة في القدسالشرقية، وقال في القدس 200 الف فلسطيني لهم الحق الطبيعي في ان يكونوا مواطنين في دولة فلسطينية . وقد كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن دراسة عملية حول مستقبل إسرائيل. وجاء في الدراسة التي نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية ان إسرائيل في افضل التوقعات ستدوم عشرة اعوام اخرى فقط. واوضحت الدراسة ان المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة في طريقها للزوال,, وقالت ان مفاوضات تجري بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن قيام السلطة الفلسطينية بشراء المستوطنات الإسرائيلية كي تستخدم في ايواء نصف مليون لاجئ فلسطيني سيعودون الى الضفة الغربية وقطاع غزة في اعقاب التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في المستقبل القريب. من جهة اخرى نشر المتطرفون اليهود ملصقا عنصريا جديدا يحمل اسم بعث إسرائيل في القدس ومناطق اخرى اشتمل على صور لبعض اعضاء الكنيست العرب وسط شتائم وبذاءات عنصرية ضد الاعضاء العرب المؤيدين للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات . وكتب في الملصق ليمح اسمهم وذكرهم الذين بواسطة اصواتهم سيقسم باراك القدس وطالب الملصق بالموت للعرب. من جهته حمل عضو الكنيست عصام مخول الكنيست مسؤولية وقف حملة التحرض ضد النواب العرب والجماهير العربية وقال لا يمكن التسامح مع هذا التحريض الذي لن يتوقف عند اطلاق الشعارات العنصرية. واكد مخول في رسالته الى رئيس الكنيست ان هذا الملصق هو مادة تحريضية وتهدر دم النواب العرب وتلغي شرعية الصوت والوجود العربي واشار الى ان هذا الملصق يذكر بالتحريض الذي قاده اليمين المتطرف ضد النواب العرب في الكنيست زمن حكومة رابين,واعلن زعيم حزب الليكود ابرز احزاب المعارضة اليمينية ان عرفات افضل من باراك في مفاوضات السلام وانه سجل نقاطا عدة لصالحه. وقال شارون للاذاعة الإسرائيلية الرسمية بعد الإعلان عن مواصلة المباحثات في كامب ديفيد ان عرفات افضل من اعضاء الوفد الإسرائيلي بقيادة ايهود باراك الذي لم يتوقف عن تقديم التنازلات المؤلمة في القمة، وانه يقود المباحثات بعقلية هاو . وزاد من حماس شارون، ارتفاع شعبية اليمين بعد خسارة باراك الغالبية النيابية في اعقاب انسحاب ثلاثة احزاب من الائتلاف الحكومي. وانسحبت تلك الاحزاب في التاسع من تموز/يوليو احتجاجا على انعقاد القمة. واضاف شارون ان ايهود باراك وضعنا في موقع خطير لأنه وافق على تنازلات حول القدس وحول وادي الاردن وحول حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، وخلق بذلك سابقة خطيرة نظرا لتحديده نقاط انطلاق مستحيلة للمفاوضات المقبلة . وتابع شارون يقول ينبغي ازالة خطوط الانسحاب التي رسمها باراك على خرائط كامب ديفيد ، متهماً رئيس الوزراء بأنه يرغب في تقسيم القدس . وكان شارون يلمح الى معلومات نشرتها الصحافة ومفادها ان باراك على استعداد لنقل السيطرة على الاحياء العربية في القدسالشرقية، الجزء العربي من المدينة المقدسة الذي ضمته إسرائيل في 1967، الى الفلسطينيين. من جهة اخرى، رفض شارون امكان تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع ما بين حزب العمل بقيادة باراك والليكود. وقال ايضا ان التنازلات التي وافق عليها باراك مهمة الى حد انه بات علينا اجراء انتخابات مبكرة في اسرع وقت ممكن من اجل تشكيل حكومة وطنية تتمكن من التوصل الى سلام حقيقي مع الاحتفاظ بالقدس، وهو امر ممكن . من جهته دعا مجلس مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة، اعلى هيئة للمستوطنين، رئيس الوزراء الى العودة فورا الى إسرائيل لتحضير الجيش لمواجهات عنيفة مع الفلسطينيين . واضاف المجلس في بيان ان فشل كامب ديفيد برهن للجميع ان ياسر عرفات ليس شريكاً حقيقياً للسلام، وحتى اذا ما تم التوصل في نهاية المطاف الى ابرام اتفاق سلام، فإنه لا يمكن الا ان يكون ناتجاً عن تنازلات إسرائيلية دون اي شيء في المقابل . من جهة اخرى، اعلن رئيس الكتلة اليسارية في الكنيست اوفير بينيس باز انه يأمل في ان يعود باراك بعد توصله الى اتفاق سلام شامل او جزئي من كامب ديفيد . ولدى سؤال عما يمكن ان يحصل في حال فشل القمة، اشار باز الى انه لا يستبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الليكود.