رغم أنه من عائلة كبيرة تضم عشرة إخوة ووسط ظروف معيشية صعبة لم يمنع ذلك الكونغولي ليلو مبيلي من القتال على الإبداع وليصبح جندياً بارزاً في دولة كرة القدم فقد غادر في الخامسة عشرة من عمره إلى الكاميرون ليلعب هناك ويكون أساسياته الكروية يقول مبيلي: (لقد كان من الجيد أن أغادر إلى الكاميرون فوجودي في الكنغو لم يكن ليجعلني صافي الذهن لوجود أصدقائي وعائلتي وهو ما أضاف لي الكثير) الاحترافية بهذا القول بدأت معه مبكراً وأصبح يعرف -رغم صغر سنه- كيف يحارب من أجل النجاح وكيف يستقل بحياته مبكراً مع شخصيته الجادة جداً وهو ما جهزه بشكل واضح ليتأقلم جيداً في محطاته وهو أيضاً ما يجيب عن أي تساؤل حول سرعة انسجامه في المملكة وفور وصوله قدم فواصل من الإبداع ومع (فريق أول) الإبداع لجيش كرة القدم الآسيوية لقد كانت المحطات في حيات مبيلي متنوعة إنسانياً وكروياً بين جنوب إفريقيا وتونسوالكاميرون ثم المملكة. الجزيرة استضافت مبيلي في حوار سريع قبل لقاء الليلة أمام النصر في الديربي الثاني للفريقين هذا الموسم. * كيف شاهدت المملكة بعد وصولك إليها؟ وماذا كنت تعتقد قبل وصولك؟! - لقد سمعت بأن البلد متشدد نوعاً ما وكنت خائفاً بشكل بسيط ولكن الصورة تغيرت تماماً بعد وصولي. * وكيف تصف المراحل التي مررت بها خلال مشوارك حتى الآن؟ - لعبت مع نادي فيتا الكونغولي ستة أشهر ثم ذهبت إلى جنوب إفريقيا لألعب في الدرجة الأولى سنة ثم لعبت لنادي أورلاندو لسنة ونصف ثم ذهبت إلى نادي الصفاقسي التونسي. * وماذا عن الكاميرون؟ - رحلت إليها وأنا في الخامسة عشرة وكان القصد الأساسي هو التكوين الكروي وكان الوضع بالنسبة لي صعباً بالفعل وخصوصاً مع وجود لاعبين كثر ومهرة وذوي أسماء بارزة هناك ولكن هذا أيضاً أضفى الحماس الكبير علي ودافعاً لي لتقديم أداء أعلى. * وكيف كان شعورك من النواحي الإنسانية وبعيداً عن الكرة؟ - في الكاميرون كنت أجلس وحيداً في منطقة التدريب ولم أكن أخرج كثيراً وأشاهد البلد وأتحرك فيها حتى موعد عودتي لبلادي. * وماذا عن جنوب إفريقيا وتونس؟ - لقد كان من المفيد لي كثيراً الخروج من الكونغو بعيداً عن الفصل الذهني بيني وبين مهنة الكرة لعوامل كثيرة داخل بلدي ولذلك أحببت اللعب في الخارج ولم يمثل هذا مشكلة لي أما بالنسبة للتفضيل الشخصي فأنا أرجح كفة جنوب إفريقيا فالتقاليد والعادات وطريقة المعيشة أقرب لي منها في تونس والبلد لطيف وجميل بالفعل. * وماذا عن الناحية الكروية؟ - بالطبع تونس كانت الأفضل فالمستوى الفني كان أعلى والتنافس كان أشد فيها. * المفاوضات بين الهلال والصفاقسي وليلو كانت سريعة بالفعل هل كنت تتوقع أن تنتهي بهذه السرعة وهل كان العامل المادي هو الفاصل فيها؟ - عرض الهلال كان جيداً وفي وقت مناسب وهذا أمر مهم أيضاً بالنسبة لي وفي مثل هذه الأمور يجب أن تقرر بسرعة وأجد أن قراري كان صائباً ومريحاً لي وأنا مقتنع به وأطمح إلى النجاح هنا كما نجحت في المحطات السابقة لي. * وما هي انطباعاتك عن الهلال بعد وصولك له؟ - وجدت التنظيم داخل النادي جيداً وهناك انسجام واضح بين لاعبي الفريق ولم أكن أستغرب هذا الأمر فقد كنت أعرف قبل وصولي بحجم نادي الهلال وسمعته ولاعبي الهلال كما رأيتهم يمتعون بمستوى عالٍ وهو ما يسهل علي الانسجام معهم فاللعب مع لاعبين جيدين يتيح لي الفرصة للتألق وإظهار إمكاناتي الفردية والجماعية للجودة العالية للمجموعة وقدراتها. * وكيف تقيم اللقاءين اللذين خضتهما أمام الوطني ثم الاتفاق؟ - كانا لقاءين صعبين والمهم أننا حققنا نقاطهما. بالنسبة للمستوى فالمدرب السيد أولاريو وجماهير الفريق أبدوا لي رضاهم عن أدائي وأنا من طبيعتي أن آخذ بآراء الآخرين وإذا قال الجميع بأنني قدمت مستوى جيداً فمن الواضح أنني فعلت ذلك. * صحيح الجميع قال: إنك صفقة رابحة للهلال هل هذا هو مستواك الحقيقي أما مازال لديك الكثير لتقدمه في المستقبل؟ - قد تظهر بعض المباريات بشكل جيد ولا يظهر اللاعب بمستوى عالٍ أو مستواه الطبيعي وما أستطيع قوله هو أنني سأعمل وسأتدرب بجدية حتى أظهر بجدية حتى أظهر بصورة ممتازة في كل اللقاءات التي ألعبها. * ما رأيك بطريقة اللعب هنا بعد اللقاءين اللذين لعبتهما هنا؟ - يتميز بالسرعة والمهارة. * إذاً ما الفرق بين طرق اللعب هنا وبينها في تونس محطتك الأخيرة والناجحة؟ - في المملكة الحكم دائماً يكون قريباً من اللعبة واللعب وليس عشوائياً بل منظماً وهناك فرصة للاعب أكبر لإظهار إمكاناته أما في تونس فهناك عشوائية أكثر وخشونة أكبر في اللعب. * هل سبق لك أن خضت مباريات الديربي في محطاتك السابقة بمناسبة لقائكم الليلة مع فريق النصر؟ - نعم لعبت مثل هذه المباريات بل ولعبت في أجواء مشحونة كثيراً وأعرف طبيعة هذه اللقاءات وكنت ألعب في تونس لقاءات كبيرة وتكون المدرجات ممتلئة بالجماهير وكذلك في جنوب إفريقيا وأجواء الديربي ليست غريبة علي. * وهل راقبت فريق النصر لتعرف أسلوب لعبهم؟ - نعم شاهدت اللقاء السابق لهم ضد القادسية وراقبت طريقة أدائهم. * وكيف تتوقع الأداء خلال هذا اللقاء؟ - سمعت أراء عدة حول هذه المباراة وأهميتها وطبيعتها وأنها ستكون مباراة صعبة ولكني لا أريد أن أتكلم كثيراً عن هذا اللقاء وأريد أن أظهر في الملعب. * عند وصولك كان ياسر القحطاني يتسلم جائزة أفضل لاعب بآسيا ثم في الملعب ظهرتم متفاهمين بشكل مميز؟ - ياسر لاعب مميز ويستحق الجائزة وكان المدرب قد تحدث معي وياسر حول طريقة لعبنا وكيف نخدم الفريق وهو ما أظهر هذا التفاهم. * الجماهير الهلالية بدأت تهتف لليلو في المدرجات؟ - لعب بطريقة تعجب الجمهور والمهم لدي أنا والجماهير هو الحصول على نقاط اللقاءات التي نخوضها. * أخيراً من أعجبك من لاعبي الهلال؟ - جميع اللاعبين ظهروا بمستوى عالٍ وممتاز. نقاط من اللقاء: * ليلو لاعب جدي ويظهر رغبة دائمة في تحقيق الأفضل. * يتحدث ليلو لغة بلاده الفرنسية بالإضافة إلى إجادته للغة الإنجليزية التي تعلمها في جنوب إفريقيا عندما كان محترفاً هناك. * ليلو متزوج وينتظر حضور زوجته للمملكة خلال الأيام القادمة. * كان معنا خلال اللقاء الوسيط الفرنسي موسى الرحالي وكيل اللاعب والذي تعاقد الهلال مع ليلو عن طريقه وقال لنا خلال اللقاء: (ليلو يملك مستوى متميزاً وسيقدم مستوى أفضل في اللقاءات القادمة عندما ينسجم أكثر مع طبيعة البلد وزملائه في الفريق). * أشاد الوسيط بسرعة الأمير محمد بن فيصل في إنهاء أمور التعاقد بسرعة واحترافية عالية وأنه مع وجود أكثر من اسم جيد في قائمته إلا أن حسن نظرته لمهارات اللاعب ومستواه وما قدمه في تونس رغم تقارب أسعار اللاعبين المطروحين على الطاولة الهلالية جميع ذلك جعله مناسباً.