ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة التي تقوم فيها إدارة نادي النصر الحالية بإقحام نادي الشباب في قضاياها الخاصة دون مبرر منطقي أو سبب عقلاني، ولكنها هذه المرة جاءت من شخصية نصراوية استثنائية عرفت باتزانها ورجاحة عقلها واحترامها المتبادل مع جميع الأطراف، فقد اختار عضو الشرف النصراوي الأمير منصور بن سعود نادي الشباب ليبرر من خلاله تردي نتائج النصر هذا الموسم، وقال في تصريح صحفي معنون ب(الشباب يخسر ويتراجع وما حد درى عنه) و (أن نادي الشباب تعادل وخسر ولا أحد يتحدث عنه وتسير الأمور داخل ناديهم بهدوء) وسأتجاوز العنوان الاستفزازي للتصريح لأسأل: ما علاقة نادي الشباب بنتائج نادي النصر؟! ثم إن الحقيقة التي أغفلت هي أن نادي الشباب حين تعثر في بداية الدوري لم تسر الأمور بهدوء بل استنفرت كل طاقاته الإدارية والفنية وشعرت إدارته بمسؤولية مضاعفة تجاه النادي وتمت معالجة النقص وإزالة العوائق باحترافية مهنية وبعقلانية وعلى أسس إدارية علمية حتى عاد الفريق لمساره الصحيح بعيداً عن خداع الجماهير وذر الرماد في العيون والبهرجة الإعلامية. والحقيقة الأخرى أن نادي الشباب بكيانه العريق لن يكون معبراً سهلاً لتبرير إخفاقات الآخرين، فالجماهير الرياضية أكثر ذكاء ووعياً مما يظن بهم فغربال الأعذار لن يحجب شمس الحقيقة ولن يغير من الواقع شيئاً.ورغم أن في هذا التصريح إساءة لنادي الشباب إلا أنني أثق بأنها زلة صغيرة من شخصية كبيرة وهذا مصدر العتب، فالوسط الرياضي عامة ومحبو النصر خاصة يعولون كثيراً على الأمير منصور بن سعود في إعادة النصر لمنصات التتويج إن شاء الله دون المساس بحقوق الغير المعنوية.ففي نادي الشباب رجال يعملون بإخلاص ويشعرون بعظم الأمانة وحجم المسؤولية وهذا ما جعل النادي النموذجي يحظى باحترام الوسط الرياضي حتى لقبه الرئيس العام لرعاية الشباب ب(صديق الجميع) فهو صاحب الدور الرائد في خدمة المجتمع من خلال أنشطته الثقافية والفكرية وهو ثاني أكثر فريق حقق بطولات باسم الوطن بعد شقيقه الهلال، فقط اتركوا الشبابيين يعملون لصالح الرياضة السعودية ولا تقحموهم في ما ليس لهم فيه فائدة!! النادي الثقافي يكسب منذ أن انتقلت الشؤون الثقافية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام والأندية الرياضية تعاني شللاً في دورها الثقافي والاجتماعي ومما زاد الأمر سوءاً أن وزارة الثقافة والإعلام قد أسقطت الأندية الرياضية من استراتيجيتها الثقافية فتحول معظمها إلى أندية لكرة القدم والفلاشات الإعلامية فقط!! ووسط هذا الجو المعتم كان الضوء يأتي كعادته من النادي النموذجي الذي استضاف أكثر من ألفي طفل في المهرجان الثقافي للأطفال الذي يهدف لتوعية النشء بحب الوطن وتثقيف الأطفال بأساليب ترفيهية لصناعة جيل واعد، وهذا الاصرار على تأدية النادي الرياضي لدوره الاجتماعي رغم العقبات يؤكد أن الإرادة والعزيمة والشعور الوطني عوامل تحقق الأهداف السامية، وقد أكد رئيس النادي النموذجي خالد البلطان في أكثر من مناسبة أن الدور الاجتماعي والثقافي يأتي في مقدمة الأولويات في إدارته، ويأتي هذا المهرجان كامتداد لأنشطة ثقافية واجتماعية كسب فيها الشبابيون خدمة مجتمعهم وقلبوا المفاهيم السلبية السائدة عن الأندية الرياضية، وأملي أن تخصص جميع الأندية الرياضية جزءاً من مدخولاتها الاستثمارية لصالح أنشطتها الرياضية أو أن تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب باستقطاع جزء من مستحقات الأندية لصالح أنشطة ثقافية تعدها وتشرف عليها رعاية الشباب، ولعله يأتي اليوم الذي تتحول فيه الأندية الرياضية إلى منارات ثقافية ومراكز للندوات والحوارات الفكرية البناءة.