حتى وقت قريب كان هناك رأي سائد بأن الرياضة نقيض الثقافة والتعليم، وأن الرياضيين هم الأقل تحصيلاً علمياً وثقافياً. وفي السنوات الأخيرة تغيرت هذه النظرة وأصبح هناك وعي أكبر تجاه الرياضة، فثقافة الوسط الرياضي جزء من الثقافة العامة للمجتمع باعتبار الرياضيين يمثلون كل فئات المجتمع وطبقاته الثقافية وهم نتاج مدارسه وجامعاته وبيئته وسلوكياته العامة. ولأننا كشباب مسلم نؤمن بأن الرياضة فكر وخلق وتنافس شريف، ولأننا ندرك أن رسالة الرياضة في بلادنا ذات أهداف سامية وقيم عالية فلعلنا نتكاتف جميعاً ونعمل سوياً لدخول مرحلة أكثر تقدماً لنجعل الرياضة تقود ثقافة المجتمع إيجابياً. فجماهيرية المنافسات الرياضية وسطوتها الإعلامية تجعلها أسرع وسائل نقل المعلومة وأقواها تأثيراً، فهي تبث رسائل تربوية وسلوكية تؤثر في المجتمع إيجابياً أو سلبياً حسب مضمون تلك الرسالة. وما دمنا كرياضيين نملك الوسيلة الأقوى والكفاءات العالية والإخلاص فماذا يمنعنا من خوض تحدٍ ثقافي لجعل الرياضة منبر الثقافة وشعلة الوعي ونموذج السلوك القويم، وهذه المرحلة تتطلب مراجعة تصحيحية لأدائنا كرياضيين من منطلق المسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع، وتتطلب الارتقاء بالطرح الإعلامي والحوارات الرياضية والمحافظة على الروح الرياضية في كل الأحوال، فالمجتمع يقيم الوسط الرياضي من خلال سلوكيات منسوبيه وشكل التنافس ودرجة الاحترام بين المتنافسين والجماهير ومن خلال أداء الإعلام الرياضي ودرجة الاهتمام بالأنشطة الثقافية في الأندية. وهذه عوامل تحتاج لمراجعة وتقويم مستمر، وتحتاج لجهود كل العقلاء الذين لديهم القدرة على العمل والتأثير الإيجابي ومن الخطأ أن نعتقد أن هذا الدور مسؤولية الجهة الرسمية فقط!! فمساحة الحرية في الإعلام الرياضي تضاعف من واجباته تجاه المجتمع وشهرة الرياضي وشعبيته تجعله أمام مسؤولية تجسيد أخلاقيات الرياضة ومتابعة مسؤولي الأندية والاتحادات الرياضية للتوجهات الفكرية للشباب لحمايتهم من الانحرافات واجب ديني لا يمكن التقاعس عنه. ومن هنا أوجه دعوة عامة إلى من هم أكثر مني علماً وخبرة من منسوبي الوسط الرياضي لتقديم مقترحات وخطط لجعل الرياضة السعودية عاصمة الثقافة ومنبر الوعي وعنوان الحضارة، ولدي ثقة كبيرة بأن المؤهلين لهذه المهمة كثيرون ويحتاجون فقط لجهة تتولى التنسيق وتوزيع المهام وتوفير الإمكانات اللازمة لهذا المشروع الحضاري الجميل الذي أراه بتفاؤل وأتوقع تحقيقه قريبا..فما رأيكم؟ مَنْ غير النموذجي؟! هذا اللقب لم يطلقه الشبابيون على ناديهم بل أطلقه المحايدون وعقلاء الإعلام الرياضي على نادي الشباب منذ سنوات طويلة وظل نادي الشباب محافظاً على نموذجيته، فهذا اللقب المستحق يضاعف من مسؤوليات الإدارة الشبابية التي بدأت الموسم بعمل احترافي وتنظيم عالي المستوى. فمَنْ غير النموذجي يتنازل عن حقه في مفاوضة لاعبين محليين حفاظاً على علاقته مع أندية منافسة وينسحب من مفاوضات لكيلا يدخل في مزايدات مع أندية أخرى، ومَنْ غير النموذجي استطاع أن يستثمر معسكره الإعدادي بالتوقيع مع راع رسمي (سنابل السلام) مقابل نصف مليون ريال في وقت تشتكي فيه الأندية من تكلفة المعسكرات، ومَنْ غير النموذجي يسجل ثلاثة لاعبين أجانب ومهاجماً محلياً بدون ضجة إعلامية وبإشادة من لجنة الاحتراف، فلا مشاكل قانونية عالقة ولا مستحقات مالية متأخرة، هذا هو سر الاحترام الكبير الذي يحظى به نادي الشباب وهذا التميز الدائم يدل على أن خلف نادي الشباب كفاءات بشرية قادرة على العمل والتخطيط باحترافية وأمانة لم تتغير بتغير الإدارات، فسر التميز أن الإدارات المتعاقبة على نادي الشباب تكاملية متجانسة وليست تنافسية متنافرة.