انتشرت في السنوات الأربع الماضية الاستراحات في عنيزة بشكل لافت وأصبحت هدفاً اقتصادياً للمستثمرين، وتنافس رجال الأعمال والتجّار في الدخول في تجارتها بيعاً وشراءً وتأجيراً، وتسابق المستثمرون إلى المخططات الزراعية بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي حيث وصلت إلى أرقام قياسية، فالأرض التي تصل مساحتها خمسة آلاف متر تتجاوز قيمتها نصف مليون ريال في بعض المخططات القريبة من المناطق العمرانية في المحافظة، ويحرص المستثمرون أن يكون مخطط الاستراحة واسعاً ومحاطاً بالأشجار والمسطحات الخضراء مع توفر مبنى أنيق يضم غرفاً وأجنحة مؤثثة بأفخم أنواع الأثاث. وفي الغالب تقسم الاستراحة إلى قسمين الأكبر للنساء والأطفال مع تأمين أنواع مختلفة من الألعاب المناسبة، ومن الأشياء الضرورية المسبح الذي يعد عنصراً أساسياً ويتحكم في سعر التأجير. وفي بعض الاستراحات هناك مسابح تعتبر أولومبية ويمكن أن تقام فيها منافسات ومسابقات السباحة بمختلف أنواعها. وبعد نجاح التنشيط السياحي في عنيزة وجذب عدد كبير من الزوار للمحافظة من منطقة القصيم ومختلف مناطق ومحافظات المملكة ورغم انتشار الشقق المفروشة والفنادق إلا أن الاستراحات بدأت منافسة في جذب الزوار في التأجير اليومي والأسبوعي. الجزيرة زارت عدداً من الاستراحات والتقت بزوار قصدوا عنيزة من أجل قضاء وقت ممتع بين نخيلها ومزارعها خاصة مع قرب موسم جني التمور الذي يشهد توافد أعداد كبيرة من الزوار من المملكة ودول الخليج. ففي إحدى استراحات مخطط الكتيب الزراعي التقينا وسام البلوشي من دولة عمان الذي أوضح أنه جاء إلى عنيزة من أجل موسم التمور، وقال: في العام الماضي قصدنا عنيزة برفقة عدد من الأصدقاء واستأجرنا شقة مفروشة، وبعد أن تعرفنا على أحد أبناء المحافظة دلنا على هذه الاستراحة التي يتوفر فيها جميع مقومات السكن الحديث المريح، فهذه الاستراحة جمعت بين الخضرة والنخيل والمباني الحديثة الموزعة بين الرجال والنساء، إضافة إلى أهم عنصر وهو المسبح الذي نقضي فيه أجمل الأوقات. وأشار وسام إلى أنه استأجرها بمبلغ خمسمائة ريال ويسكن فيها ثلاث عوائل من دولة عمان، كما أنه أثنى على اهتمام مالك الاستراحة وحرصه على نظافتها بصفة يومية. وفي مخطط القصور الزراعي التقينا بنواف المطيري من دولة الكويت الذي أوضح لنا أنه في كل عام يقصد عنيزة لعدة مقاصد أهمها زيارة أقاربه وحضور موسم التمور. ويقول نواف كنت أحجز في أحد فنادق عنيزة لمدة عشرة أعوام وقبل أربع سنوات بدأت الاستراحات بالانتشار واستأجرنا واحدة بقيمة أربعمائة ريال وكانت أفضل بكثير من الفنادق والشقق، فهي واسعة ومليئة بالأشجار والخضرة وتتوفر فيها مسابح للصغار والكبار وتأثيثها راقٍ، ومنذ ذلك الوقت ونحن نقصد تلك الاستراحات ونغير مواقعنا باستمرار نظراً لكثرة الاستراحات في عنيزة. الجدير ذكره أن بلدية عنيزة حريصة على تحسين الخدمات التي تقدمها الاستراحات المعدة للتأجير وقررت إلزام ملاكها باستخراج رخص تأجير من أجل متابعتها والاهتمام بجودة الخدمات التي تقدمها وأن تكون خاضعة للأنظمة القانونية.