بالتأكيد أننا نتطلع اليوم لكأس آسيا ليكون مسك الختام لكل الروائع والأشياء الجميلة التي قدمها منتخبنا في البطولة، لكن النتيجة في علم الغيب وتأتي مباراة اليوم كإضافة لمنتخب النماذج المثالية التي نفاخر بها فزنا بالكأس أم خسرناها لا قدر الله. نواف بن فيصل عرفناه قبل الكأس الآسيوية قيادة إدارية شابة مثقفة واعية ذات أفق واسع وأثناء الآسيوية اكتشفنا نواف الإخصائي النفسي الذي تعامل مع الجوانب الفنية بطريقة حضارية احترافية وتركها بيد المدرب وتفرغ هو لدعم معنويات أفراد الفريق الذين شهدوا له بالبراعة والقدرة على التحفيز المتزن البعيد عن الضغوط النفسية والشحن غير المبرر وتأكيده أهمية احترام الخصوم لأنه مفتاح التفوق عليهم منتهجاً وربما لأول مرة في مسيرة المنتخب الوطني سياسة التحفيز الفردي ليمنح كل لاعب الشعور باهتمام ومسؤولية ذات خصوصية لإبراز إمكاناته وتسخيرها لخدمة مجموعة الفريق وهو ما ظهر خلال المباريات، فالجماعية ونكران الذات كانت هي الغالبة على الأداء فتقاسم الجميع النجومية والتألق. واكتشفنا نواف بن فيصل الواجهة الإعلامية المضيئة فهو لم يعلن الحرب على بعض إعلاميي الوطن الذين نالوا من منتخب الوطن قبل انطلاقة البطولة كما لم ينجرف أثناء البطولة لمحاولات بعض الإعلام الخليجي لإشغاله عن فريقه بنسج قصص وهمية تتحدث عن الفريق ونجومه، بل ركز في تصريحاته على كل ما يسهم في دعم مسيرة الفريق واحترام وتقدير المنافسين وترك مهمة الرد لنتائج ومستويات المنتخب الكبيرة، وحتى وهو ينتقد بقوة وصرامة وصراحة الاتحاد الآسيوي في عدد من المسائل التنظيمية ظل نواف المهذب اللبق الذي يتحدث بكل العقل والمنطق محترماً نفسه والآخرين مما كان له أثره الإيجابي بين قياديي الاتحاد الآسيوي الذين وافقوه في انتقاده لمسألة التنظيم. الأمير الشاب نموذج إداري مثالي قاد وبدعم من سمو أمير الشباب سلطان بن فهد منتخب النماذج المثالية وسأتحدث اليوم عن أنجوس وياسر ومالك وسعد وهوساوي كأمثلة فرضتها أحداث المباريات. أنجوس لأنه قدَّم نفسه كمدرب متمكن وأقنع الجميع بمن فيهم صحفيو نور والمنتشري ولقربه من لاعبيه ولأنه أيضاً اطلعنا على معنى آخر في التدريب كنا مثلاً نفترض أن من يهدر فرصة ثمينة في وقت حرج يضعه المدرب في القائمة السوداء لكن الحارثي أضاع الفرصة أمام كوريا ومع ذلك أعاده أنجوس في وقت حرج أمام إندونيسيا ليسجل هدف الفوز! ومن موروثنا القديم افتراضنا أن اللاعب الذي يسجل هدفاً ثميناً يكون أساسياً في المباراة القادمة لكن أنجوس أخفى الحارثي وأبقى على الثنائي ياسر ومالك ليقدما المتعة والخطورة والأهداف! أيضاً فالمدربون السابقون يمنحون اللاعب الهداف رعاية خاصة ويطلبون من مجموعة الفريق أن تكون في خدمة النجم الهداف وألا يسأموا من تموينه بالكرات فيكفي أن يسجل هدفاً من كل خمسين تمريرة تصل إليه خلال المباراة فيما أنجوس على العكس منهم فهو يمنح مالك معاذ الفرصة كاملة وهو الذي لم يسجل في ثلاث مباريات لأنه يثق بإمكانات اللاعب وأنه يقوم بأدوار تمنح الفرص لزملائه للتسجيل ويثق بأنه سيظهر ويسجل في الوقت المناسب وهو ما حدث أمام اليابان! وأنجوس بالكرة الجماعية الشاملة قدَّم لنا عدداً من الهدافين فالتسجيل والنجومية متاحة لكل عناصر الفريق وهذا من أسرار تألق المنتخب. ياسر القحطاني يقود الفريق بخبرة تفوق عمره يبادر بالتسجيل ليمنح المجموعة الشابة ثقة المباريات الكبيرة ويدعم معنوياتهم وسعد الحارثي أكد أن ظروف المباريات لا يمكن أن تحجب موهبة اللاعب النجم ومالك معاذ لم يهتز ولم يفقد الأمل وهو يغيب عن التسجيل أمام كوريا وإندونيسيا والبحرين وعاد كما عهدناه هدافاً بارعاً أمام اليابان وهوساوي الذي تفوق على نفسه ولم تحبطه غلطة مباراة الإمارات في دورة الخليج تألق مع عبد ربه وشكلا ثنائياً يؤدي ببراعة يواجه الخصوم ونقص الخبرة بكل شجاعة وثبات. شكراً لكل من ساهم في صناعة منتخب الأحلام إدارياً وفنياً وكلنا أمل في أن يتوج ظهوره القوي المشرف بكأس البطولة وهو مرشح اليوم للفوز باللقب لكن الترشيحات لا تكفي ولا بد من تواصل الأداء القوي والروح العالية واحترام الخصم فالمنتخب العراقي خطير بروح أفراده القتالية وهذا ما يجب أن نحسب حسابه! وسع صدرك! ** سمو الأمير سلطان بن فهد أعطى بعض الإعلاميين درساً لا ينسى في كيفية النقد عندما عاتبهم سموه لانتقادهم المدرب أنجوس فور إعلان التعاقد معه ونصحهم بعدم مهاجمة الشخص إلا بعد مشاهدة عمله والتأني والتروي قبل إصدار أحكامهم. ** اعتذار إدارة المنتخب عن عودة بعض الإعلاميين في طائرة المنتخب الخاصة من فيتنام إلى جاكرتا قرار طابعه قديم وغريب على المنتخب الحديث! ** هدف ماجد في الصين تراجع خلف هدف مالك الثاني في اليابان حيث فاقه في الروعة والأهمية! ** الإشادة بمعلقي قناتي دبي وأبو ظبي تفرض على قناتنا الرياضية الاهتمام باختيار معلقيها لكي تحظى بمتابعة المشاهدين! ** أنجوس شكر مساعديه البرازيليين فهل نسي ناصر الجوهر أم أن الجوهر لا يقدم ما يستحق عليه الشكر؟! ** شاهدت مباراة المنتخب مع اليابان خارج المملكة في مكان عام اجتمع فيه ثلاثون سائحاً سعودياً تعرفت على أنديتهم المفضلة من خلال تعاطيهم مع أحداث المباراة.. عشرة منهم هلاليون وسبعة أهلاويون وخمسة اتحاديون وثلاثة تابعوا المباراة بدون تعليق واثنان نصراويان (لكن ما شاء الله عليهم عن ميه يحتجون على أي شيء ويعلقون على كل شيء)! ** الاتحاد يعسكر في سويسرا والأزمة المالية تهدد معسكر النصر في الإسكندرية! ** ما دام فيه أزمة المعسكر ما له لزمه! ***** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6384 ثم أرسلها إلى الكود 82244