وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى عاصمة طاجيكستان امس الاربعاء ليبحث مع زعماء الصين وثلاث من دول آسيا الوسطى سبل تعزيز الامن المشترك في تلك المنطقة المتوترة. وتشترك روسياوالصين وقرغيزستان وطاجيكستان وقازاختسان في مجموعة تعرف باسم (شنغهاي خمسة) انشئت عام 1996 لتسوية المشكلات الحدودية على طول الحدود الصينية السوفيتية القديمة لكنها تركز الآن على مكافحة الارهاب والنزعة الانفصالية والتطرف الديني. وقال وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف للصحفيين بعد اجتماع مع نظرائه من الدول الاربع في دوشنبه امس ان هناك قضايا جديدة تطرح نفسها بقوة على جدول اعمال المجموعة. وخص ايفانوف بالذكر افغانستان كمصدر رئيسي لعدم الاستقرار على حدود المنطقة وقال ان الصراع هناك سيكون بين الموضوعات المهمة في جدول اعمال القمة. واجتمع الرئيس الصيني جيانج زيمن ورئيس طاجيكستان امام علي رحمانوف امس وحثا ميليشيا طالبان الحاكمة في افغانستان وتحالف المعارضة على وقف اراقة الدماء, ولكل من الصين وطاجيكستان حدود مع افغانستان. وتلقى اوزبكستان التي تشعر بقلق من تصاعد التيار الاسلامي المتشدد في وادي فرجانا الكثيف السكان باللوم ايضا على افغانستان في رعاية الارهاب والاصولية الدينية في آسيا الوسطى وتحضر اوزبكستان اجتماع المجموعة كمراقب. وستتيح القمة للرؤساء الستة عقد اجتماعات ثنائية بينها اجتماع بين جيانج وبوتين. وقال ايفانوف انهما سيناقشان (الشراكة الاستراتيجية) بين بلديهما في مواجهة الولاياتالمتحدة واقتراحها لاقامة نظام دفاعي صاروخي جديد تخشى بكينوموسكو انه قد يخل بالتوازن النووي العالمي. وتقول الصين انها قد تعزز ترسانتها من الاسلحة اذا مضت الولاياتالمتحدة قدما في اقامة نظامها الصاروخي وتعترض روسيا على المشروع لانتهاكه معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ لعام 1972. وقال ايفانوف: اليوم فان المسألة الرئيسية هي: الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وليس خرق معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ لعام 1972 موقفنا وموقف الصين متطابقان. على صعيد آخر دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون اول امس في الاستانة الى تطوير العلاقات بين الحلف وكازاخستان مع اعترافه بالدور البارز الذي تلعبه روسيا في آسيا الوسطى. وقال روبرتسون الذي التقى الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف ان زيارته الى آسيا الوسطى تؤكد اهمية دول المنطقة بالنسبة لحلف الاطلسي بالرغم من بعدها جغرافيا عن المناطق المعهودة لتدخله. واضاف خلال مؤتمر صحافي (ان حلف الاطلسي وكازاخستان يتشاركان في عدد من الاهتمامات مثل محاربة الارهاب ومحاربة تهريب المخدرات والاسلحة. ولا تنظر موسكو بعين الرضى الى محاولات الاطلسي التوسع شرقا كما حصل مع دول كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق مثل المجر وبولندا وتشيكيا. وقد جمدت العلاقات بين روسيا والحلف الاطلسي في مارس 1999 لدى بدء الحلف هجومه على يوغوسلافيا. وتابع روبرتسون: نعتبر روسيا شريكا في حل بعض المشاكل الكبيرة التي نواجهها في الوقت الحالي مثل انتشار الاسلحة والارهاب والحركات الانفصالية. واستبق روبرتسون احتمال ما تثيره رغبة الاطلسي في التعاون مع دول آسيا الوسطى من ردود فعل عنيفة من موسكو، فشدد على الدور البارز الذي تلعبه روسيا في المنطقة.