ما تزال الاصداء السياسية والاعلامية لتوقيع المعاهدة النهائية الدولية للحدود بين المملكة والجمهورية اليمنية الشقيقة، وكذلك أصداء تبادل وثائق هذه المعاهدة أول امس في العاصمة اليمنية صنعاء، واصداء توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين المملكة ودولة الكويت الشقيقة، ماتزال هذه الاصداء تتردد في انحاء العالم العربي والاسلامي والساحة الدولية معبرة عن مدى الترحيب بهذين الانجازين باعتبارهما مثالين رائعين يمكن ان يحتذى بهما الاشقاء العرب في تسوية المشكلات الحدودية المماثلة. فعلى صعيد المعاهدة السعودية/ اليمنية جدد الشيخ عبدالله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني اشادته بالانجاز وقال: (ان الباب اصبح مفتوحا الآن امام التعاون المثمر بين البلدين وان التعاون سيشهد خلال الفترة القادمة انطلاقا الى الأمام، وان ما يربط بين الجانبين أقوى من كل خلاف). وأول أمس عبر سمو وزيرالخارجية الامير سعود الفيصل عن نفس المشاعر والقناعات المشتركة مع الاشقاء في اليمن إذ قال عقب تبادل وثائق المعاهدة: (الانجاز التاريخي يتماشى مع القيادة السياسية لخادم الحرمين الشريفين والرئيس علي صالح، وان مناسبة تبادل الوثائق تجيء للتعبير عن الفرحة بهذا الانجاز). وعلى صعيد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين المملكة والكويت الشقيقة فقد أكد وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله (ان البلدين سيواصلان مباحثاتهما حول الاتفاقية الحدودية لترتيب موضوع الصيد البحري في المناطق التي تضمنها الاتفاق). وفي جميع احوال المعاهدة والاتفاق فإن حسن النيات، وصدق العزائم، وتفعيل الارادات السياسية واعتماد منطق الحوار والتفاوض السلمي بعد فضل الله وتوفيقه كان وراء تحقيق الانجازين الكبيرين خلال مدة زمنية لم تزد على الاسبوعين. وصدق وزير خارجية مصر الذي وصف الانجازين السعودي/ اليمني، والسعودي/ الكويتي بأنهما مثالان يحتذيان من الاشقاء العرب في تسوية المشكلات المشابهة. ويقيننا انه في ضوء هذا الترحيب الواسع عربيا واسلاميا وافريقيا ودوليا، فإن من المتوقع والمأمول ان تتجاوز مواقف جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة الوحدة الافريقية الترحيب بالانجازين الكبيرين إلى اعتبارهما من الوثائق الرئيسة لديها في مجال تسوية الخلافات الحدودية والمشكلات الناجمة عنها حتى يستفيدوا من صياغتهما واحكامهما والمبادئ السياسية والقانونية والاخلاقية التي قامت عليها الجهود التي بذلتها الاطراف الثلاثة، المملكة واليمن والكويت للوصول إلى هذين الانجازين التاريخيين حاضراً ومستقبلاً.