بالقدر الذي يبذل فيه الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل جهوداً رائعة وتحركات واسعة للارتقاء بالكرة السعودية والوصول بها إلى المكانة اللائقة بوطن الخير والعز والشموخ، من خلال قرارات وإجراءات إدارية وتنظيمية تتجدّد وتتواصل يوماً بعد آخر، وصرنا نلمحها بوضوح في الفترة الأخيرة، فإننا من المنطلق ذاته نتطلع أيضاً إلى تحقيق طموحاتنا جميعاً وتتويج جهودهما بعطاءات ومنجزات لن تأتي هكذا بضربة حظ، وإنما بعمل منضبط في سائر المواقع والقطاعات واللجان. قبل سنوات كتبت تحت عنوان (افسحوا المجال للأجيال)، واليوم أجدني متحمساً لتكرار ذات المطلب بصورة أكبر وأشمل، وبالحجم الذي يتناسب مع مستوى الطموحات وكمية المتغيّرات، ومع طبيعة وظروف المرحلة المقبلة بمختلف تفاصيلها.. إذ من غير المعقول أن نحقّق كل ذلك بنفس الأسماء والأفكار والأدوات والإمكانات، كما أننا لا نستطيع التجديد والتطوير بمجرد كلمات وشعارات لا تنتج عملاً ناجحاً، ولا تكفي وحدها لتفعيل طموحاتنا والوصول إلى أهدافنا طالما أن الأجهزة والعقول والآليات لم تتغيّر..!! هي مرحلة مهمة وحساسة ومفصلية تتجسد بما يقدّمه ويسعى إليه جاداً الأمير سلطان بن فهد ويرسمه ويفكر به لمصلحة الوطن ومستقبل الكرة السعودية الأمير نواف بن فيصل عبر ما يصدر من قرارات وتعديلات هي في شكلها ومضامينها وأهدافها تعد خطوة جريئة رائدة سواء فيما يخص التحكيم والاحتراف أو أسلوب الدوري واستحداث مسابقة جديدة أو حتى فيما يتعلّق بانتخابات اتحاد الكرة أو الاتحادات الأخرى.. وبالتالي نريد لهذه الخطوة أن تنجح وتزدهر بإدارة تنفيذية جديدة مؤهلة وقادرة على تشغيل وتفعيل قرارات ومستجدات المرحلة.. الوطن غني بأبنائه ممن لديهم المعرفة والرغبة والإلمام بإدارة أمانة اتحاد الكرة ولجانه المختلفة، ها هم يوجدون في كثير من الأندية المغمورة والمدن والمحافظات البعيدة عن الأضواء.. فقط افسحوا لهم المجال..! دفاعكم متهالك! كنا ننتظر من برنامج (قضايا في الوسط أن يقدِّم لنا في حلقته الأخيرة موضوعاً حوارياً مفيداً يثري الشأن الإعلامي الرياضي وتحديداً المرئي منه تبعاً للصفة الرسمية للضيف (عبد الله المقحم) مدير البرامج الرياضية في التلفزيون السعودي سابقاً، وإذا به يتحول بمجمله ومن بدايته إلى نهايته وكذلك مداخلاته إلى (حفلة) مجاملات وإطراءات للضيف لم يحظ بها رموز وقادة وخبراء الإعلام السعودي، وكأننا في تلك الحلقة أمام شخصية إعلامية رياضية سعودية فذة وليس عبد الله المقحم الذي لم ينجح في فترة إدارته إلا في تكريس لغة التعصّب وإتاحة الفرصة لرواده وأساتذته ونجومه حتى أصبحت البرامج الرياضية التلفزيونية آنذاك مسرحاً لاحتضان أسماء معروفة بتعصبها ومغالطاتها وحروبها ضد أندية بعينها.. وللعبث والتلاعب بحقوق وعقول وعيون البشر..!! المضحك أن المقحم لم يتحدث بنرجسية فاضحة وفوقية زائدة عن نفسه وعن بطولاته وصولاته وجولاته فحسب وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك بتطاوله وشتائمه الموجهة نحو الجميع في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة والتلفزيون السعودي والصحافة الرياضية والمعلّقين دون أن يستثني أحداًَ، وليقول إنه وحده الأستاذ والمبدع والداهية والفارس المغوار الذي لا يشق له غبار. واضح جداً أن الحلقة برمتها كانت مرتبة ومعدة مسبقاً لتحسين صورة الضيف ومحاولة استغفال المشاهد بحكايات وروايات ومواقف مصطنعة من ترتيب وإعداد وتقديم وإخراج مجموعة من الأصدقاء من باب الفزعة لصديق.. بينما واقع البرامج الرياضية أيام المقحم يشير إلى أن الفشل الذريع كان حليفه، ولم تستطع البرامج في ذلك الوقت أن ترتقي أو تساير ولو بالحد الأدنى الكثير من الإنجازات الكروية السعودية على صعيد الأندية والمنتخبات. الأكيد أن مدير القناة الرياضية الخلوق والخبير عادل عصام الدين لم يتمكّن من الوصول بالقناة إلى هذا المستوى المتألق قياساً بما هو متوفر له إلا بعد نجاحه في تغيير وغربلة تركة المقحم ومعالجة العديد من أخطائه وتقليعاته الإدارية والفنية التي كلّفت المشاهدين سنوات طويلة من الإزعاج لمشاعرهم وعدم الاحترام لأذواقهم ورغباتهم..!! طريق الطائي المسدود عرف عن الطائيين ومنذ زمن بعيد مهارتهم الفائقة في حل مشاكلهم واحتواء أزماتهم وخلافاتهم عن طريق الحوار المباشر والاحترام المتبادل بين كافة الأطراف. الأمر الذي ساهم في زرع الثقة وزيادة العمل المشترك وسط أجواء صحية نقية قفزت بالطائي إلى مصاف الكبار ومقارعة الأقوياء بإمكانات مادية متواضعة وظروف محبطة يصعب على غيره تجاوزها. كان هذا في السابق أما اليوم فالأوضاع تبدلت وانقلبت الأجواء المستقرة والعلاقات الأخوية المتناغمة إلى أخرى متوترة ومعقدة، والسبب برأيي أن الإدارة الحالية بالغت في عزل وتهميش الكثير من أعضاء الشرف المؤثّرين أصحاب الأيادي البيضاء والتاريخ الطويل والخبرة العريضة في فهم الطائي ودعمه والمشاركة الفاعلة في كفاحه وصياغة مجده ومنجزاته.. حالياً وبسبب أخطاء إدارة الطائي في تقديرها لخطورة الموقف، وفي إدارة نفسها ومسؤولياتها، ونتيجة لعدم إنصاتها واهتمامها بآراء ونصائح ومبادرات كل العقلاء وغالبية أعضاء الشرف إن لم يكن جميعهم.. أصبحت - أي الإدارة - في مواجهة مباشرة ليس مع ثلاثة أو خمسة أو عشرين وإنما مع الجميع ممن لا يقدّمون مصالحهم الشخصية على مصلحة الطائي النادي والكيان والتأريخ.. وبالتالي ستجد نفسها من حيث لا تدري في عزلة عن أعضاء الشرف والجماهير، وسيكون الطائي لا غيره هو الضحية والخاسر والمتضرّر بعد أن اتجهت به إدارته إلى طريق مسدود وبعد أن حوّلت محبي النادي إلى خصوم لها ومعارضين لتصرفاتها يزدادون يوماً بعد آخر.. لذلك وللخروج من مأزق ما يجري.. أرى أن إدارة الطائي ترتكب خطأ أسوأ وأخطر من أخطائها السابقة فيما لو استمرت ولم تتخذ بشجاعة قرار الاستقالة، وهو بالتأكيد قرار صعب لكنه ضروري والحل الوحيد الذي لا بد منه إنقاذاً للطائي ومراعاة لمستقبله قبل وأهم من أي شيء آخر.. * * * - جائزة اللجنة الأولمبية الدولية لهذا العام (الرياضة والفكر الأولمبي) تأكيد جديد وتثمين مستحق لإسهامات وعطاءات الأمير نواف بن فيصل المحلية والدولية. - ما قاله الأمير عبد الله بن مساعد عن إنجازات سامي الجابر هو في النهاية رأي شخصي لا يحتمل في تفسيره ومعناه ومقاصده أكثر من ذلك.. - يخطئ الهلاليون كثيراً إذا ما اعتبروا أن تجاوز فريق الوحدة الإماراتي نتيجة متوقّعة ومفروغ منها. - التحركات النصراوية الأخيرة دليل على أن هنالك رغبة حقيقية في عدم تكرار إخفاقات الماضي. - الكوارث يرتكبها الإداريون واللوم يوجّه فقط للصحافة الرياضية. [email protected]