أكثر ما يعرقل ويحطم أية مؤسسة أو مدرسة أو إدارة أو وزارة أو حتى دولة هو أن تفقد هيبتها سواء داخل منظومتها أو في تعاملها مع غيرها, الوضع يزداد ضرراً وتعقيداً في قطاع عاطفي واسع وغير منضبط كالوسط الرياضي وباتجاه جهاز صاخب كاتحاد الكرة.. لا أحد منصف وعقلاني وموضوعي يتجاهل أهمية وقيمة وضرورة أن يكون لدينا اتحاد منتخب, وهذا ما تحقق مع الاتحاد الحالي برئاسة الخبير والخلوق والمتمرس الأستاذ أحمد عيد, إلى جانب نخبة من زملائه نائب الرئيس والأعضاء, وليس من المنطق مطالبة الاتحاد بأن يتجاوز مرحلة تكوينه وبداياته لينجز بجرة قلم ولمح البصر كل ما هو مطلوب منه, لكن هذا لا يلغي حاجته وحاجة الكرة السعودية لأن يكون لاسمه ورئيسه وأعضائه وأمانته ولجانه هيبة وشخصية قوية في تطبيق قراراته وتنفيذ برامجه واحترام كل من ينتمي إليه أو يصدر منه. نحن جميعاً وبالذات في الوسط الإعلامي مع النقد وحرية الرأي وأحقية الدفاع عن الحقوق وفق الآداب والحدود المسموح بها, لكننا في نفس الوقت ضد الإهانة والتجني والتجريح وفوضوية النقد بالتأجيج والضجيج, وكذلك ضد من يستخدم موقعه وصفته وربما ثروته في توزيع الاتهامات الباطلة والتطاول على الاتحاد أو اللجان التابعة له أو الأندية, ضد رئيس ناد يسمي لجنة الانضباط بغير المنضبطة, وآخر يتهم رئيس لجنة الحكام بتعمد خسارة فريقه, وثالث يوجه اتهاماً خطيراً لناد آخر بالتنازل عن نتيجة المباراة لمصلحة فريق آخر منافس, بالتأكيد نحن ضدهم ونطالب بمحاسبتهم وإيقاع العقوبة عليهم لأنهم بأسلوبهم هذا لا يساهمون في تأليب الرأي العام واحتقان جماهيرهم فقط، بل إضعاف موقف الاتحاد وفقدانه لهيبته, وعندها تدب الفوضى وتضيع الطاسة وتصبح أمور كرتنا خارج سيطرة اتحادها. قناتنا وحثالة عدنان اتفق مع من يرى أن شخص بثقافة وعقلية وفكر المعلِّق عدنان حمد لا يستحق منا أن نمنحه أي اهتمام بما يقول من سخافات يبحث من ورائها عن شهرة مبتذلة افتقدها في بلده الذي عرف حجمه فلم يسمح له بالعبث بأسماع وأذواق الرياضيين هناك, كما أنني شخصياً ومعي الكثيرين لم يفاجئنا أسلوبه الفج المتمادي الموجه لفئة تنتمي للوطن, وبالتالي لم أكن أرغب بإزعاجكم في الحديث عنه, لكن المهم بالنسبة لي في هذا الجانب لا يتعلق به وبترهاته وإنما بقناتنا الرياضية التي كانت معه دون غيره كريمة متسامحة محامية ومدافعة عنه, تقف بقوة وحزم في وجه كل من تسوّل له نفسه انتقاده, وزادت على ذلك بأن قدمت له من المال والدلال والمعاملة الخاصة ما لم تقدمه لأحد من أبناء الوطن بما في ذلك أفضل منسوبيها وأكثرهم نجاحاً وإخلاصاً وخبرة وخدمة وتميزاً. وصفه لفئة من جمهور الهلال أو حتى لمشجع واحد لأي من أندية الوطن بالحثالة, ولمبررات إضافة إلى أنها كاذبة ومغلوطة وتدينه أكثر من أن تبرئه فهي تخص فريق ومنسوبي وجماهير نادي العين الذين أكَّدوا تماماً وهم المعنيون بالأمر عدم سماعهم لأية إساءة من الجمهور الهلالي, أقول وصفه وحماسه وإصراره على النيل من الهلال أو غيره بهذه الطريقة التي يترفع عنها أكبر المتعصبين يمثل قمة الإحراج لقناتنا الرياضية, ويضعها أمام احتمالين لا ثالث لهما: فإما أنها طيلة الفترة الماضية لم تكتشف مستواه وكوارثه وإخفاقاته بمثل ما اكتشفناها وحذّرنا منها نحن في مواقف عديدة كان آخرها تسخيره لبرنامجه في قناة دبي لمهاجمة منتخبنا والتشويش عليه في خليجي المنامة, وإما أنها على علم ودراية واقتناع بما يصدر منه وهي التي منحته الضوء الأخضر وأيَّدته وباركت تصرفاته, وفي الحالتين القناة هي من تورطت به وتتحمّل مسؤولية تجاوزاته. الآن أصبحت الأوراق مكشوفة, ولا مجال لمزيد من التلاعب بمشاعر وعقول وحقوق الملايين من المشاهدين إرضاءً لمعلق أثبت مرات ومرات فشله وتعصبه, كما لم يعد أمام قناة الوطن سوى تغيير موقفها وتصحيح أخطائها والتخلص من عنادها ومكابرتها وتجاهلها الغريب لاستفزازات هي في غنى عنها, وعن شخص تعاقدت معه ودلعته ليقول لنا بتعال وازدراء حد الوقاحة: أنتم حثالة..! هذا العروبة هلوا به صعود فريق العروبة لدوري عبداللطيف جميل كان في نظر الكثير من المهتمين بدوري ركاء إنجازاً متوقعاً ونتاجاً طبيعياً لجودة وروعة واحترافية ما يدور داخل النادي إدارياً وفنياً خلال الموسمين الأخيرين, وهو ما ساهم في استقرار وتناغم الفريق وتصاعد مستواه من مباراة إلى أخرى حتى بلغ المرحلة التي أهلته عن جدارة لتحقيق حلم الصعود, في الوقت نفسه أرى أن تطور فريق العروبة وتألقه بهذا الشكل اللافت والمثير لإعجاب المتابعين هو من ثمار ما يجري في المنطقة بوجه عام وبمختلف القطاعات الحكومية والأهلية, وذلك لقناعتي الشخصية بأن الكرة دائماً ما تتأثر سلباً أو إيجاباً بما يفرزه محيطها الرسمي والشعبي, تماماً كما ذكرته قبل سنوات عن بريدة, مقابل ما حدث لحائل وتأثيره على ناديي الطائي والجبلين.. ما نتمناه من مسيري العروبة بقيادة الرئيس الذهبي مريح المريح ألا يتجاوبوا مع من يطالبهم بتتبع خطوات فريق الفتح, وألا يكونوا مقلّدين له وذلك للاختلاف الكبير بينهما وخصوصاً في هذا الوقت, وإنما من الأفضل والأجدى أن يضعوا لأنفسهم منهجية خاصة بهم تتوافق مع ظروفهم وإمكاناتهم وأيضاً طموحاتهم في الموسم الأول الذي يكفيهم فيه فخراً ونجاحاً وإنجازاً البقاء في دوري الكبار موسماً آخر, وهذا ليس بالمستحيل متى ما وفقت الإدارة بالتعاقد مع لاعبين غير سعوديين يكونون إضافة ومصدر قوة للفريق, إضافة إلى تحضيره وتجهيزه بدنياً وفنياً وعناصرياً للموسم بوقت مبكر. هنيئاً لجماهير الكرة السعودية قبل جماهير العروبة وأهالي منطقة الجوف الكرام صعود فريق برع فأبدع وكافح ليرسم مجداً جديداً وليقدّم للشمال الفاتن وللمناطق الأخرى المتعة نموذجاً في فن العطاء والمهارة في التخطيط والإتقان في القول والفعل والعمل. [email protected]