حينما أنظر لحال الرياضة السعودية المتدهورة تباعا يوما بعد آخر لابد أن نتساءل ونفهم بالضبط أين يكمن الخلل وما مصدره وظروفه : هل السبب نابع من داخل جهاز الرياضة ام ان مايجري لها هو امتداد لما هو قائم في كثير من القطاعات الاخرى؟ واذا كانت فيما مضى أفضل بكثير مماهي عليه الآن فهل يعني هذا ان العقول والقيادات التي تديرها اليوم اقل من سابقتها؟. في تقديري أن كل الاحتمالات واردة وقد تكون كلها مجتمعة هي السبب, وبالتالي لايجوز ان نبقى هكذا نتويل ونتذمر ونتألم وغالبا نفضفض بأطروحات وتساؤلات هي للفت الانظار أقرب من أي شيء آخر, فالوضع لا يحتمل الترقيع والتدليس واختراع مبررات وأحيانا مهدئات تزيد الامور سوءا وتعقيدا. كما يتطلب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إيضاح موقفها وحسم أمرها بما يليق ويتناسب مع موقعها وحجم مسئولياتها, نعم فهي المعنية أولا وأخيرا اما بكونها المسئولة مباشرة , اوان تقول وتشرح لنا وللوطن وللتاريخ الحكاية ومافيها. لقد مللنا وشبعنا من ترديد ان وزارة المالية لم تدعم الرياضة بما تحتاجه ماليا, ليس لأن هذه المقولة غير صحيحة بل هي كذلك الى حد بعيد وإنما لأن المسئولين في الرئاسة ظلوا صامتين وغير واضحين في هذه المسألة تحديدا, وهنا لاندري لماذا لا يتحدث احد منهم ويقدم للجميع وبالحقائق والأرقام ماخصص في الميزانية وما أنفق وما تحتاجه الرئاسة والاتحادات التابعة لها كي تتضح الصورة وتتحدد المسئولية والجهة المقصرة؟ لماذا لايطالبون بدعم الاندية بالإعانات المالية المناسبة لتفعيل دورها في خدمة الرياضة والشباب, وللارتقاء بمستواها وألعابها وأنشطتها. هذا هو الحل أتذكر في بطولة أمم آسيا الأخيرة في الدوحة وفي اليوم الاول الذي تولى فيه الامير نواف بن فيصل منصب الرئيس العام لرعاية الشباب وفي البرنامج التلفزيوني الخاص بالبطولة انني طالبت بأن يتفرغ الأمير نواف للرياضة السعودية ويترك الاتحاد العربي, وأن تعاد هيكلة اللجنة الاولمبية السعودية والاتحادات الرياضية بحيث تستقل عن الرئاسة, واليوم أجدد المطالبة وأناشد سموه ناصحا وصادقا ومحبا لرياضة وشباب بلدي بأن يبادر بإعادة تنظيم الأجهزة والأنظمة الرياضية, والأمر هنا سهل وممكن ويستدعي فقط الاستعانة بخبرات ولوائح لانقول دول اوربية وإنما آسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين العائدة بقوة الى سابق تفوقها في كرة القدم, كما أتمنى من سموه أن يتحدث بشفافية عن واقع وما هو مفترض ان تحظى به الرئاسة والاتحادات والاندية من دعم مالي من وزارة المالية, فليس نظاميا ولا منطقيا ولا مجديا ان تقوم الاندية او الاتحادات او الاعلام بهذا الدور. بالاحتراف الحقيقي وليس الترفيهي وما يترتب عليه من انضباطات ادارية وتنظيمية والتزامات مالية استطاعت الكثير من الدول أن تختصر المسافات والأزمنة وأن تسبقنا وتتفوق علينا, لأنها ببساطة اختارت طريق النجاح وتحقق لها هذا بالعمل والاخلاص والبذل والتفاني, أما نحن فتاهت خطانا في دهاليز فوضى المجاملة والمحسوبيات والراحة والاسترخاء والنوم العميق نهارا لنسهر الليالي بصخب كلام كما الاحلام. ياسمو الامير: لاتنتظر من أصوات متوترة متأزمة, وأقلام مدادها التعصب والكراهية, وبرامج حوارية وسيلتها التهريج وغايتها التأجيج علاجا لأمراض صعبة وهموم معقدة, كثير من هؤلاء شريك ومتهم ومتورط فما الذي تتوقعه أكبر وأكثر وأسوأ من ذلك؟! [email protected]