تغيّرت الحياة وتبدلت الظروف ولا تزال القناعات في نادي النصر كما هي يعتقدون بأن الخلاص يكمن في الفرد المنقذ الذي يقف على هرم الإدارة انشغلوا بالرئاسة وتركوا هذا الكيان يغرق يبحث عن طوق نجاة إلى أن نشرت جريدة الحياة وعبر ملحقها الرياضي حواراً مع مدافع النصر المحترف التوغولي (تشنجاي مساميسو) أنا اعتبره الجزء الثاني من فضائح النصر، فالجزء الأول قاله سعد الزهراني العام الماضي. يجزم القريبون من النادي أن كل كلمة كانت بالحوار صحيحة وأن (مساميسو) لم يكن له مصلحة في تزوير الحقائق إذا ما اعتبرنا أن ما قاله غير صحيح. فهل كانت الجماهير التي تحضر وتحترق وتتابع الفريق في كل مكان ساذجة ومخدوعة لهذه الدرجة؟ عذراً على هذه الكلمات لكني بحثت في كل قواميس اللغة من أجل أن أجد كلمات لها وقع أفضل في نفسي ونفس القارئ الكريم لكني لم أجد فإلى متى سنظل نزخرف الكلمات ونبتعد عن ذكر الحقيقة؟ فما ذكره هذا (التوغولي) أصابني بالقهر والحسرة ومثلي كثيرون وجعلني أصرخ هل وصل الحال بهذا النادي العملاق إلى هذه الدرجة من السوء إدارياً وفنياً؟! سيحدث في المواسم القادمة أعظم من ذلك إن استمرت الأمور بلا حسيب ولا رقيب فكيف يكون هناك حسيب ورقيب والنظام غائب. نعود لما قاله هذا (التوغولي مساميسو) وأترك بعدها الحكم للشارع الرياضي، يقول (مساميسو) الفوضى وعدم الإحساس بالمسؤولية كانت موجودة لدى لاعبي النصر طوال الموسم، (مساميسو) رمى كل هذه الأشياء على شماعة الاحتراف وقال اللاعب في النصر لا يطبّق الاحتراف الصحيح ولست أدري ما علاقة الاحتراف فيما قال؟ ما علاقة الاحتراف في تهاون اللاعبين أثناء التمارين؟ وما علاقة الاحتراف في التدخين في غرفة الملابس؟ بل الأدهى والأمر حدث في مباراة الوحدة بمكة المكرمة فكما وصلني أن أحد نجوم الفريق، لن أذكر اسمه، قام بين شوطي المباراة بالتدخين إن حدث هذا فعلاً فوالله إنها ليس من الكوارث فحسب، بل من أعظمها في الرياضة. الجماهير تحترق وتصدم وتبكي ومنهم من يرقد في المستشفيات بعد كل خسارة ومن كنا نعتقد أنهم نجوم الفريق يحدث منهم كل هذا (استهتار وتهاون وعدم مبالاة). مجموعة أسئلة تنتهي بعلامتي التعجب والاستفهام ذكرها (مساميسو) في حواره والتي تدل على الفشل الإداري وقلة التوعية وغياب النظام، شدتني تلك الأسئلة كثيراً لأنني وجدت بها علة النصر الحقيقية سأذكرها كما جاءت في الحوار، طبعاً السؤال الذي فجّر كل هذه الأسئلة كان عن كثرة المدربين خلال الموسم للنصر وهل كان له تأثير على أداء الفريق؟ فكانت الإجابة الصاعقة: لو أتيت بمدرب آرسنال الإنجليزي والحديث هنا (لمساميسو) فماذا سيعمل مع لاعب لا يطبّق النظام الصحي والنوم السليم؟ كيف سيتعامل هذا المدرب مع لاعب لم يتناول أي غذاء وعندما يصل النادي يتناول مشروب الطاقة ويدخل التدريب، إذا لم تخلص وتكون لديك رغبة في تحقيق النتائج الإيجابية فماذا ستعمل؟ وكيف سيحقق الفريق والمدرب النجاح المنتظر؟ نحن في النصر (والكلام ما زال لمساميسو) بعكس جمهورنا المخلص الوفي، الفريق يخسر مباراة واثنتين ومع ذلك فالحضور الجماهيري يتضاعف من مباراة لأخرى. ولم يكتف (مساميسو) بتلك الأسئلة فقط، بل تحدث عن الحلول وما يجب أن يفعله كل من يرتدي شعار النادي، عندما قال يجب أن يعي اللاعبون حجم المسؤولية وأن يقدّموا ما يسعد تلك الجماهير ولن يحدث هذا إلا بتعاون وتقديم كل ما في وسعهم لكسب ثقة الجماهير التي لم تيأس ولم تتخل عن النصر رغم كل النتائج السيئة والمستويات المتواضعة. هذا الحوار كشف لنا الكثير وفضح المستور وأصبحنا الآن نملك الإجابة الشافية التي تلغى كل علامات الحيرة والذهول لماذا النصر بعيد عن البطولات؟ (مساميسو) لم يستثن من فريق بأكمله شارك طوال الموسم سوى ثلاثة لاعبين فهل ثلاثة لاعبين لديهم القدرة على إحراز البطولات؟ حتى نجم الفريق سعد الحارثي لم تحمه كل تلك الجماهير من انتقاد (التوغولي) ووجّه له تهمة التهاون واللا مبالاة. إن المتتبع لواقع النصر خلال الموسم الماضي يجد أن كل كلمة قالها (مساميسو) في هذا الحوار صحيحة وبنسبة كبيرة جداً فهل سيعي صنَّاع القرار في النادي حجم الكارثة أم سيتفقون على عدم التجديد لهذا النجم الذي تجرّد من كل الاعتبارات وفضّل مصلحة النصر على كل شيء رغم أنه يعتبر لاعباً أجنبياً ومحترفاً تهمه في المقام الأول والأخير مصلحته إلا أنه شعر بأن جماهير النصر تركض خلف سراب وهم ينتظرون البطولات من نجوم الاستهتار والفوضى وعدم المبالاة. كل ما ذكره (التوغولي) سببه غياب النظام والانضباط بالنادي كل تلك التجاوزات ستتكرر إلا إذا وجد نظام واضح وصارم يحفظ لهذا النادي العريق مكانته، فمن لا يستطيع أن يقدّم ما يفيد هذا الكيان يجب أن يبتعد ولتكن قاعدة يجب أن يعمل بها الجميع دون استثناء. سلطان الزايدي