تزامن إعلان منتخبنا الأولمبي لنفسه متأهلاً ومتصدراً في آنٍ واحد عن المجموعة الأقوى والأكثر شراسة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد بكين 2008 مع الأمر الملكي السامي بتمديد رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز لرعاية الشباب لأربع سنوات مقبلة، ليثبت مجدداً سموه الكريم أنه (وجه السعد) على الكرة السعودية، ولتصبح فرحة الرياضيين على حد سواء فرحتين بالموافقة السامية التي يستحقها سموه وبانتقال الأخضر الأولمبي إلى الدور الثاني من التصفيات برصيد كبير من النقاط وبمستوى فني رفيع حصد معه إعجاب منافسيه قبل أنصاره والأهم أن هذا التأهل وتلك الصدارة جاءت بأيدٍ سعودية (وطنية) خالصة سواءً فنية ممثلة بالمدرب بندر بن جعيثن ومساعده عمر باخشوين أو إدارية ممثلة بالإداري المخلص فهد الحميدي. لقد نجح الجعيثن وهو المدرب القريب من نجوم الأخضر منذ سنتين في توظيف اللاعبين التوظيف الصحيح من خلال قراءته الجيدة للخصم ووضعه للتشكيل المناسب وتحديد الأدوار المناسبة لكل لاعب في الملعب. النتيجة الرباعية الكبيرة في شباك المنتخب الأردني تدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن قراءة الجعيثن لمنافسه تمت بصورة عملية ودقيقة وناجحة ولمست ذلك بتركيزه على اللعب من الأطراف وهي مناطق الضعف لدى الأردني إلى جانب استغلال المهارة لدى لاعبينا في الضغط على لاعبي الأردن الذين يُعاب عليهم البطء والتباعد في ملعبهم ومحاولة كسب الأخطاء القريبة من منطقة الجزاء وهذا ما نجح فيه منتخبنا بامتياز في الشوط الأول. وكان طبيعياً أن يدخل الشوط الثاني بنفس القوة كي لا يتيح للأردني العودة من جديد للمباراة فسجل الأخضر هدفه الرابع ليحدث بعده ارتخاء وتراجع في السيطرة والضغط واعتماد على الفرديات أكثر وهذا أمر طبيعي في عالم الكرة في مثل هذه المباريات. الجميل في الأمر أن اللاعبين كانوا الضلع الأهم وحجر الزاوية في إحداث الفارق وتأكيد التأهل القوي والصدارة مما يؤكد تعاونهم القوي مع مدربهم وتناغمهم معه وكذلك روحهم القتالية وتقديرهم للمسؤولية من خلال التزامهم وانضباطيتهم وتركيزهم العالي منذ بداية اللقاء بمعنى أن فوز أستراليا على إيران وضمان تأهلنا (أوتوماتيكياً) لم يفتر من عزيمتهم أو يدخل في نفوسهم الثقة الزائدة والتراخي. مبروك للأخضر تأهله المستحق وصدارته للمجموعة بجدارة. [email protected]