من يستطيع تدمير المدمر..؟! من يقوى على الوقوف في وجه مالك ورفاقه..؟! هو الفريق الأميز حضوراً وشباباً والذي يتنفس من رئة نقية هو صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبدالعزيز.. ويديره الرجل (الجانتل) أحمد المرزوقي بعقليته الاحترافية. ويدير شئونه الفنية الداهية نيبوشا, فتحول إلى (المحيط الأخضر الهادر).. فكان.. الفرح أخضر بعد أن اصطاد التماسيح الكأسين.. و(كأسين بالرأس توجع)، كما رددت الجماهير الأهلاوية..! بطولتا الأهلي انطلقتا من حائل..!! توافرت الكثير من العوامل المهمة جداً للفريق الأهلاوي في مسيرته هذا الموسم التي ساهمت بشكل مباشر فيما حققه بحصد بطولتي كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد.. طبعاً الفريق لديه (خلطة) من النجوم الدوليين والشبان ومدرب ذكي جداً ومغامر وإدارة واعية بأدوارها.. هنا نعود إلى بدايات الدوري وتحديداً لمباراة الطائي والأهلي في حائل التي انتهت بفوز كبير للطائي (4- 2) والتي أتصور أنها كانت مباراة مفصلية بالفعل, فقد تعاملت إدارة الرزين أحمد المرزوقي بواقعية وهدوء رغم السخط الجماهيري والمطالبات الصريحة بإقالة مدرب الفريق نيبوتشا.. لكن ما زالت أتذكّر التصريح الهادئ الذي قاله المرزوقي بعد نهاية المباراة مباشرة حينما قال: لن نتخذ أي قرار الآن ولكن حينما نعود إلى جدة سنناقش الأمر بهدوء أكثر.. وفعلاً حينما اتخذت الإدارة الأهلاوية (أهم قراراتها) هذا الموسم بتجديد الثقة بالمدرب ومنحه الأمان لمواصلة مشواره مع الفريق كان التحول اللافت والانطلاقة المثيرة حتى أحرز البطولتين ومن أمام غريمه التقليدي الاتحاد.. وعلى العكس تماماً كانت الإدارة الشبابية قد استعجلت كثيراً بعد تلقي فريقها الهزيمة الرباعية من الطائي في حائل فألغت عقد مدرب فريقها الكروي مباشرة وتعاقدت مع آخر مما أفقد الفريق توازنه بصورة واضحة, فخرج من بطولتين ويحاول أن يلملم أوراقه للحفاظ على لقبه.. المؤشر الأخضر..!! ارتفعت أسهم الرئيس الأهلاوي الرائع أحمد المرزوقي لدى الجماهير الأهلاوية بشكل كبير وازدادت جماهيرية هذا الإداري الخلوق لدى الجميع نتيجة لتواضعه واحترامه للمنافسين من خلال تصاريحه المتزنة والراقية والذكية سواء كان فريقه فائزاً أو مهزوماً في تطبيق حقيقي لمعنى التنافس الرياضي الشريف وحكمته في التعامل مع مختلف الأجواء التي مرت بالفريق مما أوجد أجواء صحية نقية داخل النادي عموماً والفريق الأول تحديداً بالبعد عن التشنجات والأجواء المشحونة.. وجود الإداري الخبير وجدي الطويل مع الفريق بتعامله المدروس مع كافة الظروف وخبرته العريضة في طرق الإعداد النفسي المهم للاعبين ساهم هو الآخر في الظهور المميز الذي كان عليه لاعبو الفريق في النهائيين وقدرتهم اللافتة على تطبيق خطط الجهاز الفني التي اختلفت كلياً من نهائي لآخر.. خطة الكأس الذهبي..! يقول المهاجم اللامع مالك معاذ: نيبوشا طبّق في المباراة النهائية على كأس ولي العهد خطة جديدة لأول مرة واستطعنا أن نطبقها بشكل كبير وحققنا الفوز.. وبالفعل فالذي تابع أداء الفريق الأهلاوي في المباراة النهائية لكأس ولي العهد يكتشف أن الداهية نيبوشا قد مارس أسلوب الخداع والفر والكر والمباغتة طوال شوطي المقابلة حينما قسم زمن المباراة إلى عدة أجزاء ووضع لكل جزء طريقة معينة.. في إحدى الهجمات الاتحادية على المرمى الأهلاوي استحوذ المسيليم على الكرة وبسرعة فائقة أرسلها طويلة للمنطلق مالك معاذ الذي كاد أن ينفرد بالمرمى الاتحادي لكنه تعثّر وهي الهجمة التي أفصحت عن هوية الخطة الأهلاوية المحكمة التي نتج عنها تسجيل هدفين كان الثاني هو تطبيق مثالي لما حفظه اللاعبون خلال التمارين التي سبقت المباراة.. تدمير الأهلي..!! الجميع يتذكّر التصريح الفضائي الذي أطلقه رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي حول سعيه لتدمير الأهلي..!! ويبدو أن ذلك التصريح الغريب قد استفز الأهلاويين بطريقة عجيبة..!! ولا نبالغ إن قلنا إن ذلك التصريح كانت إيجابياته على الفريق الأهلاوي كبيرة جداً, فقد تفرغوا لبناء فريقهم فكانت النتائج (مثمرة) وأكثر جمالاً في ظهور جيل البطولات الجديد الذي أحيا ذكريات (قلعة الكؤوس).. وكانت العودة لأجواء البطولات تمر من بوابة المنافس التقليدي مما أضفى عليها طعماً مختلفاً لدى جماهير الراقي.. الكثير من الأهلاويين تمنوا أن تستمر سياسة التدمير الاتحادية التي اقترنت باكتساح أخضر للبطولات من بوابة العميد..! كما أكد آخرون أن الأهلي استطاع تحقيق البطولتين (دون مؤتمرات) وفلاشات دعائية..!! مالك إلا تيسير..!! الثنائية الجميلة التي أودعها تيسير الجاسم ومالك معاذ المرمى الاتحادي في نهائي كأس ولي العهد توجت المستوى المتطور الذي كان عليه هذين النجمين طوال الموسم وترجمت بذل وعطاء نجوم القلعة الخضراء وإصرارهم على نشر الفرح في القلوب الخضراء في موسم الحصاد المبهر.. تيسير الجاسم أو (الحاسم) أضفى على أدائه المبهر في وسط الميدان صفة مهمة بقدرته الفائقة على التسجيل دون عناء مهما واجه من مدافعين دوليين ومن خلفهم من حراس.. الفرحة الأهلاوية بثنائية الموسم الجميلة لا يعادلها إلا البروز الكبير لعدد من نجوم المستقبل الشبان.. الضربة التي لم تقتل الأهلي..!! الخروج (الصعب) للأهلي من الدور قبل النهائي للبطولة العربية من أمام وفاق سطيف الجزائري وما صاحب تلك المباراة من أحداث ومؤثرات متعددة والتي امتدت إلى ما بعد المباراة بأيام أوجدت أجواءً من القلق في الأوساط الأهلاوية خشية أن تمتد آثارها إلى نهائي كأس ولي العهد لكن الإدارة الأهلاوية نجحت بامتياز وخلال وقت قصير واستطاعت توظيف عدد من الأحداث الأخرى لصالح الفريق ومنها أن إزاحة فريق ثقيل كالهلال عن النهائي والتأهل بدلاً عنه يمثّل شيئاً إيجابياً للفريق ومدى قدرته على تجاوز (أزمة) البطولة العربية الطارئة.. وكأنها قد طبقت المقولة الشهيرة (الضربة التي لا تقتلك.. تقويك), فكان المظهر القوي في النهائي الكبير فالفوز بالكأس الغالي..