لم تستمر مسيرة المدرب الصربي موسكوفيتش نيبوشا طويلاً في الملاعب السعودية، إلا أنه وخلال عامين أشرف خلالها على تدريب الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي خلال فترتين، حظي بشعبية وقبولا كبيرا جدا من أنصار ومحبي النادي الأهلي، وظل اسمه راسخاً في أذهان كل مشجع أهلاوي، خصوصاً في موسم 2006 -2007، بعد قدومه من النصر العماني، وخوضه غمار المنافسة في السعودية لأول مرة، استطاع خلالها أن يحقق للأهلي عدة مكاسب في تلك الحقبة. بطولتان خلال فترة أقل من شهر أمام المنافس التقليدي للأهلي الاتحاد، إبان الفريق الذهبي للعميد بطل آسيا حينها مرتين والمتأهل لكأس العالم بقيادة الداهية ديمتري، رفعت من أسهم المدرب كثيراً، إلى جانب صقله لموهبة المهاجم مالك معاذ، الذي صنع منه نيبوشا مهاجماً خلّد اسمه في تاريخ الكرة السعودية والأهلي، بعد أن كان لاعبا صاحب مستوى متواضع، إلى جانب منحه عددا كبيرا من الوجوه الشابة في ذلك الوقت برزت وأصبح لها تاريخ في الأهلي والمنتخب يتقدمهم منصور الحربي وإبراهيم هزازي، إذ عُرف عن المدرب الصربي اهتمامه بالعناصر الواعدة ومنحها الفرصة والثقة والتوجيه. وفي نهاية الموسم الرياضي الناجح طلب نيبوشا من إدارة النادي الأهلي مضاعفة عقده السابق، وتقدم بمتطلبات جديدة مستغلاً البطولتين اللتين حققهما مع الفريق الكروي ذلك الموسم، إلا أن الإدارة الأهلاوية فضلت عرض متطلبات المدرب على أعضاء شرف النادي خلال الاجتماع القادم لها لحسم الموقف، وقوبلت طلباته بالرفض ليعلن النادي إقالته من منصبه في مايو 2007 والتوقيع مع الألماني بوكير، قبل أن يعود بعد مضي أربعة أشهر فقط وتحديدا في أكتوبر ولم يحقق في تلك الفترة الثانية أي إنجاز. وفي تلك الفترة قدم له الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي -رحمه الله- الذي كان يشغل رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي في ذلك الوقت هدية عبارة عن سيارة فاخرة للمدير الفني للفريق الأهلاوي الصربي نيبوشا، خلال الاحتفالية التي أقامها بمنزله بعد حصول الفريق الأول على بطولة كأس ولي العهد. وكان نيبوشا مثيراً وقوياً في تصريحاته التي تسبق المباريات دائماً، وكانت لا تخلو من بعض الاستفزازات، إذ سبق له أن قال في أحد المؤتمرات التي تسبق الديربي للمدرب الفرني ميتسو، الذي كان مدرباً للاتحاد: «الثرثرة في الصحف لا تجدي كثيرا، وعلى ميتسو أن يركز أكثر على فريقه أفضل حالا له فهو جديد عليه ويلزمه وقت حتى يتعرف على عناصر فريقه ويوظفها بطريقة جيدة، أما أنا فأعلم متى سأتكلم؟! وحديثي الحقيقي هو ملعب الأمير عبدالله الفيصل، فهناك ستدار رحى الديربي وستتضح لمن الغلبة». وذكر في أحد اللقاءات الصحفية «أنا حاليا وبكل ثقة أقول إنني أحسن مدرب في السعودية، فأنا أفضل من كاندينيو ويوردانيسكو ورميو، وذلك من خلال ما قدمت من عمل في ناد كبير كالأهلي وبمجموعة لاعبين يعتبرون الأصغر في متوسط السن».