دخل النادي الأهلي في إشكال كبير هذه الأيام، تمثل في عدم حسم موضوع استمرار المدرب الصربي نيبوشا موسكوفيتش، الذي قاد الفريق الكروي في الموسم الحالي إلى تحقيق بطولتين غاليتين أمام المنافس التقليدي فريق الاتحاد، وهما كأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? وكأس ولي العهد الأمين، والوصول به على الدور نصف النهائي من دوري أبطال العرب قبل خروجه المشرف أمام وفاق سطيف الجزائري بعد ظروف صعبة عاشها الفريق هناك. وتبذل إدارة الأهلي جهوداً مضاعفة من أجل إبقاء نيبوشا، نظراً للمطالبات الجماهيرية الكبيرة، وللحفاظ على استقرار وهيبة الفريق الذي يعيش في الفترة الحالية أفضل مراحله الفنية والنتائجية، ولكن العقبة الوحيدة التي تواجه الأهلاويين هي إصرار المدرب على رفع مقدم عقده بشكل مبالغ فيه، إذ طلب من إدارة النادي مبلغ 600 ألف دولار لمدة عام واحد وهو مبلغ مرهق جداً لخزانة القلعة، في وقت عرضت فيه إدارة النادي 400 ألف دولار، بزيادة 50 ألف دولار عن عقده السابق المقدر ب?350 ألف دولار، ما جعل الأمور معلقة حتى الآن بين الطرفين، وسط تلوحيات من المدرب بالرحيل وتلميحات عن تلقيه عروضاً مغرية من أندية سعودية وقطرية وإماراتية، وإن كانت المؤشرات تتجه صوب الاتحاد الذي يرغب في تعويض جماهيره عن فشله في البطولتين بالتعاقد مع الداهية الصربي على أمل أن ينجح في قيادة الفريق إلى منصات التتويج وتحقيق البطولات والإنجازات في الموسم الرياضي المقبل. واستفاد نيبوشا كثيراً من صبر الإدارة الأهلاوية عليه في بداية الموسم، عندما تعرض الفريق لإخفاقات ونكسات في الدوري السعودي، خصوصاً بعد الهزائم المتلاحقة من الحزم والهلال والطائي والتعادل مع الخليج، ومشكلته الكبيرة التي افتعلها مع قائد الفريق حسين عبدالغني وإبعاده عن تشكيل الفريق ثم نتائجه غير المقنعة في دوري أبطال العرب وتعالي الأصوات بضرورة إبعاده عن الفريق والتعاقد مع مدرب بديل بعد التعادل مع الرجاء المغربي في جدة إلا أن حكمة رئيس النادي أحمد المرزوقي منحته الفرصة الأخيرة لتعديل الوضع النتائجي المخيف، في ظل احتجاجات أهلاوية متواصلة على قرار الرئيس، على رغم تردد أنباء عن التعاقد مع بعض المدربين في ذلك التوقيت، وأبرزهم الفرنسي هنري ميشيل والروماني بيلاتشي والبرازيلي أوسكار وغيرهم من المدربين. وبالفعل اغتنم نيبوشا الفرصة الذهبية، وصالح الأهلاويين بالفوز على الشباب بهدفين من دون رد في الرياض، ثم قاد الفريق إلى التأهل من بوابة الرجاء المغربي ومن ثم واصل الأهلي عنفوانه واستمر في انتصاراته وحصد كأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? وأتبعه بكأس ولي العهد الأمين، مقدماً القلعة في شكل منظومة أدائية رائعة تحمل مزيجاً من عناصر الخبرة وحيوية الشباب، وعنوانها الإبداع والتميز والروح المعنوية العالية والإرادة القوية على تحقيق الانتصارات وحصد الألقاب والبطولات. ونجح نيبوشا في تقديم الكثير من المواهب الواعدة والقدرات الكروية اللامعة، التي أثبتت أحقيتها بارتداء الشعار الأخضر، وفي مقدمها مالك معاذ والمسيليم وهزازي والثقفي وجفين البيشي وعيد وريشاني وهوساوي والسلمي وغيرهم من اللاعبين، الذي قادوا القلعة إلى عالم الذهب، وأسعدوا جماهيرهم الكبيرة والغفيرة، بإنجازات أمام المنافس التقليدي والجار المقرب فريق الاتحاد، ما جعل الأهلاويين يتمسكون به، ويطالبون باستمراره وبقائه، بعدما طالبوا بإبعاده عن الفريق في بداية الموسم، ليستغل ذلك المدرب ويبدأ في ممارسة أسلوب الضغط على إدارة النادي، إما الزيادة وإما المغادرة بعدما رفعت البطولتان الكبيرتان أسهمه كثيراً، وجعلت مؤشره أخضر في تأكيد جديد على أن البطولات هي من تصنع المدربين وتجعلهم مطلوبين من جميع الأندية المحلية والخارجية.