توّج ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الأهلاويين بكأس ولي العهد، بعد أن نجح مالك ورفقاؤه في الفوز على الاتحاد بهدفين في مقابل هدف. فتحت أبواب استاد الأمير عبدالله الفيصل عقب صلاة الجمعة مباشرة عند الساعة الواحدة ظهراً، واضطر القائمون لإغلاقها قبل الساعة الخامسة، أي قبل المباراة بنحو خمس ساعات، وقضت بعض الجماهير في ملعب المباراة أكثر من عشر ساعات متواصلة! لكم أن تتخيلوا المشهد والصورة وكيف كانت أعصاب الجماهير، وكيف سيكون تفاعلها؟ فالأهلي يريد تأكيد عودته للبطولات أمام منافسه وجاره الذي لم يغب عن البطولات منذ عهد ديمتري الأول عام 1997 باستثناء العام الماضي، بينما الاتحاديون يريدون تأكيد مكانتهم وتميزهم وتفوقهم في الأعوام الماضية، وأن خسارتهم أمام الأهلي في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد كانت عابرة حكمتها ظروف طارئة! الحدث كبير... والمتنافسون كانوا الأجدر بالوصول، والأكثر تميزاً وتفوقاً في المسابقة، والجماهير بدأت في الأهازيج باكراً منذ دخولها. أوحت الدقائق الأولى بعد انطلاقة صافرة السويسري بوساكا بالتوتر الشديد، الذي بدا على محيا وتصرفات اللاعبين، فعصبية الثقفي وتدخل الحكم لضبط انفعالات فاغنر، ومداخلات القائدين نور وعبدالغني المتوترة كانت واضحة. أولى الهجمات الخطرة كانت من إعداد وإخراج"أجنبي"، عندما مرر فاغنر للأخطر والمزعج والمتعب كيتا، الذي سدد كرة قوية مرت إلى جانب القائم الأيمن للأهلي 9. الثلث الأول من الشوط مال إلى تكثيف خطي الوسط، إضافة إلى الشد العصبي ما أثر في المتعة وفي توفير الفرص، جماهير الفريقين لم تبحث عن المتعة والجمال، بل عن الأهداف وهز الشباك وتحقيق البطولة وقرع طبول الفرح. المغامر نيبوشا بدا هادئاً على غير عادته، وهو ما لم نستغربه من الداهية ديمتري خلال النصف الأول من الحصة الأولى. الثقفي يخاشن نور، والحكم صاحب اللغات الخمس يحذر الثقفي بپ"الطبطبة"على الرأس الممزوجة بابتسامة كانت كافية للقول إن الإنذار مصيرك في المرة المقبلة21. الاتحاد بدأ في السيطرة على الميدان، ونيبوشا لم يعد يستطيع السيطرة على نفسه أكثر فبدأ بالتوجيه وپ"الصراخ". الفرص بدأت في الازدياد من الجانبين، والبطاقة الصفراء لم تستطع البقاء، فخرجت اضطرارياً مع التحية والاحترام للبرازيلي كايو، اثر مخاشنته الواضحة للمايسترو فاغنر 36. جماهير"القلعة"تبحث عن مالكها معاذ الأهلي، الذي بدوره كان يبحث عن أي مساحة متاحة في الميدان لتكون الانطلاقة للفرح... فهل سيجدها؟ السويسري أنهى الحصة الأولى بسلبية النتيجة، وبتوقعات المتابعين بمزيد من الانفتاح والخطورة وبعض من الأهداف في الثانية. الاتحاد يجري تبديله الأول الذي حمل النوايا الهجومية للمدرب ديمتري، بعد أن زج مع مطلع الحصة الثانية بأوليفيرا بديلاً عن بوشقير. والاتحاديون يطالبون بضربة جزاء، جزاءً لبدرة الذي دفع نور 46. ويواصل الاتحاد الاندفاع ويسدد فاغنر كرة قوية تمر بسلام على المرمى الأهلاوي 47. نال اوليفيرا البطاقة الصفراء لمخاشنة الثقفي، ويبدو أنه"مشحون"بشكل مبالغ فيه، على رغم أنه لم يمض على مشاركته سوى خمس دقائق. المشادات تزداد والمساحات كذلك، وتسديدة عبدالغني كاد معاذ يستثمرها 56، ولاعبو القلعة يحاولون استغلال غياب زايد عبر التسديد من بعيد، وعبدربه يستحق إنذاراً جديداً 58.نيبوشا يفطن إلى ضعف خط وسطه أمام نور ورفاقه، ويسحب الثقفي الذي لم يكن بارزاً ليزج بأحمد درويش 60. الاتحاد يعود لأسلوبه السابق بالاندفاع، والخطورة الأهلاوية تزداد بعد إيجاد المساحات في منتصف الملعب. المدرب الأهلاوي يلوح بسبحة في يده وبغضب لعبدالغني الذي لم يهدأ ولم يدفأ وبقي مرتدياً قفازاته الشتوية! اللقاء يدخل الربع الأخير والمخالفات تزداد والضغط الاتحادي يعود من دون أن يحمل جديداً من حيث التسجيل وهو ما تخشاه الجماهير الأهلاوية. صاحب العبدالله يرفض التمرير والأهلي يحرم من التسجيل 77، وكيتا يواجه المسيليم في رد سريع ولكن من دون تسجيل 78، لتتوالى الفرص في الجانبين وكأن"الوسطين"فارغان. ديمتري دفع ثمن تبديله ونسي أن نيبوشا لا يغفل ولا يهدأ ورد بتبديلين حتى جاء الفرح عقب السيطرة الأهلاوية من قدم تيسير الجاسم الذي استثمر إهداء كايو ليأخذ"اوتوغرافاً"موقعاً من المنتشري ويسدد في المرمى الاتحادي هدفاً غالياً قد يكون مهراً لكأس غالية 80. الأهلي حقق المبتغى ولجأ للزج بالمدافع محمد عيد بديلاً للموسى، وديمتري يرمي بكل ما معه من أسلحة بحمزة إدريس، الغائب الحاضر معاذ يستغل تمريرة كايو ويسجل الهدف الثاني، والجماهير تردد - ما لك إلا معاذ"86. الرد الاتحادي كان سريعاً من كيتا بتسديدة قوية قلّص من خلالها الفارق وسجل للاتحاد هدفه الأول 87. تكر يشارك والخشونة سبب لتوتر الأعصاب، والجماهير في حال"هستيرية"والكل ينتظر ما بين متحين للصافرة ورافض للخسارة. حتى أطلق السويسري صافرته معلناً الجدارة الأهلاوية بتأكيد البطولة الثانية للأهلي، التي خطفها من أجمل وأحلى منافس الجار الاتحادي، ليختتم الأهلي موسمه بتحقيق كأس ولي العهد بجدارة واستحقاق.