السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الكاتب والصحافي الرياضي الزميل الأستاذ سليمان الجمهور فماذا قال.. * على الرغم من تأكيدك أن د. مدني رحيمي أخطأ بحق النصر في تهمة التآمر في لقاء الكويت عربياً، إلا أنك وصفت ردة فعل الإدارة النصراوية ب(المناحة) والتصعيد الإعلامي غير المرغوب فيه، وقلت إن التعامل معه يجب أن يكون حكيماً، فهل إدارة النصر تفتقد للحكمة؟ ولماذا بدأت تتخذ خط الانتقاد لمواقف الإدارة الحالية؟ - إدارة نادي النصر يقودها بشر عندهم الحماس والرغبة في إثبات الذات وتقديم المفيد للنادي وجهودهم ملموسة، لكن عيبهم أنهم جاؤوا في هذا الوقت الذي تكالبت فيه الظروف على الكيان النصراوي مما يجعلهم يحتاجون إلى وقت أطول لذا نجد أن بعضاً من قراراتهم مستعجلة وأحياناً تفتقد للحكمة. أما مسألة أنني بدأت اتخذ خط الانتقاد للإدارة الحالية، فكأنني ألمس منك رغبة قد لا تكون جادة بالقول: بأنني كنت مطبلاً لها سابقاً، لا يا أخي العزيز فالمواقف هي التي تحدد ماذا يجب أن نطرح من أجل المصلحة العامة للكيان الذي يجب أن يسير عليه لا أكثر ولا أقل. * هل افتقر تعامل إدارة النصر مع الحارس المبتعد محمد خوجلي للحكمة أيضاً من وجهة نظرك؟ - إطلاقاً، بل هو التصرف الذي يجب أن يكون، فحقوق النادي يجب أن تصان فنحن نتحدث عن ناد كبير ومؤسسة تربوية شاخصة وفي تاريخ النادي لا أذكر أن تهاونت مع أي لاعب مهما كان موقعه في الفريق، الخوجلي تسلَّم حقوقه كما قالت إدارة النادي، لذا يجب أن يكون موجوداً يؤدي واجبه كبقية زملائه لا أن يلزم منزله ويطالب بمبالغ في الأصل لم تكن له، بل إنني أرى أن إدارة النادي كانت هنا في هذه القضية بالذات أكثر من كونها حكيمة. * تقول حد الجزم إن د. مدني رحيمي خرج من تهمة التآمر منتصراً، كيف ينتصر من يخطئ من وجهة نظرك؟ - يجب أن ندرك في الوقت نفسه مغزى الحنق النصراوي على د. مدني رحيمي هل الرجل لامس حقيقة ما فتعامل النصراويون معه على مبدأ (كاد المريب....) أما أن ذلك الاعتراض جاء بسبب أنه قال ما ليس فيهم أصلاً واتهمهم تهمة غير مبررة من أجل مكاسب إعلامية وإثارة صحفية تزيد من رصيده، ومهما كانت نواياه خرج منتصراً من هذا المعترك، فسرها كما تشاء!! * كتبت بعنوان (رحيمي وخزعبلات الأحمدي) في الزميلة الحياة، ماذا تقصد ب(خزعبلات) علي الأحمدي إداري الوحدة؟ - لو كنت متابعاً لتصريح علي الأحمدي إداري نادي الوحدة بعد مباراة فريقه أمام الاتحاد الأخيرة لما كان هذا السؤال مطروحاً ضمن هذه القائمة، قال الأحمدي كلاماً لا يمكن السكوت عليه وكارثة أن يكون في الوسط الرياضي أناس بهذه العقليات. * يؤخذ على الإدارة النصراوية كثرة بياناتها الصحافية التي تناولت كل شيء إلا وضع الفريق النصراوي وتفسير أسباب إخفاقه، لغة البيانات هل تقنعك كنصراوي أو صحافي مهتم بالشأن النصراوي، وما تعليقك على وفرتها؟ - أولاً مسألة كوني (نصراوي) لغة تخاطب غير حضارية في نظري بين زملاء مهنة واحدة رغم أنه تهمة لا أنفيها، فقد لا يروقك أن أنعتك بالقلم الهلالي لأن مثل هذه اللغة يجب أن تكون محصورة في المجالس والمدرجات وكلانا لا يرتاد نفس المدرج أو نفس المجلس وهذا فارق شاسع، لكننا قد نرتاد أحياناً نفس المنبر وهذا ما يجب أن يفرض فيه لغة راقية. وإجابة للسؤال: إن النصر لم يكن الوحيد بين الأندية الذي ينهج البيانات هناك أندية كثيرة تفعل ذلك، وحتى مسألة الكثرة ليس هناك دليل على تصدر النصر القائمة، أما وضع الفريق الأصفر فهي لا تحتاج إلى بيانات وعار على الإدارة أن تفعل ذلك عليها أن تعالجها داخل البيت وهو ما ستفعله قريباً جداً. * هل توافقني الرأي في أن الصحافيين النصراويين الجدد بالغوا في التعاطي مع فريقهم الكروي وحمّلوا لاعبيه فوق طاقتهم وورطوهم بطموحات أكبر من مستوياتهم ليخدعوا الجماهير النصراوية بأن فريقهم قادر على تحقيق بطولة؟ - مشكلة النصر الأزلية أنه يعيش تحت وطأة إعلام لا يريد أن يراه في المقدمة في ظل صمت مطبق لمن يعنيهم الأمر، ومن مقومات العمل الرياضي توفر مساندة إعلامية على مستوى كبير وهو أمر لا يتوفر للنصر، وهذا الجانب لم يوضع في حسابات النصراويين منذ تأسيس النادي، فالأندية التي لديها صحف (مثلاً) تساندها في السراء والضراء هي التي في المقدمة وستظل كذلك إلى إن يشاء الله، فالجانب الإعلامي في النصر (صفر) وهي أكبر معاناة تواجه العمل النصراوي. لذلك لا أتفق معك بوجود صحافيين نصراويين لا جدد ولا قدماء، الموجودون أقلام تحفر في الصخر من أجل ذاتها لا من أجل عشقها وميولها، بينما المؤهل الحقيقي لتكون صحافياً يشار له بالبنان (سلم على محمد وصبح على منصور). * الضخ المالي الكبير في النصر لا يتوازى مع حجم ما تحقّق على أرض الواقع، ما الأسباب برأيك؟ - من يقول غير ذلك لا يعرف الحقائق، النصر تعاقد مع دينلسون بمبلغ كبير وسوف يتعاقد مع الحاج عيسى بمبلغ أكبر كله من أجل أن يبقى النصر في الواجهة لا أن يزيد ترتيبه في سلم المسابقات، وعلى حساب رواتب اللاعبين الذين يشتكون من تراكمها، ما تحقق على أرض الواقع لدى مسيري النادي أن اسم ناديهم تناقلته وكالات الأنباء العالمية عندما تعاقدوا مع الداهية البرازيلي ومع ذلك تقول إنه لم يتحقق شيء على أرض الواقع. * يلاحظ بعض الزملاء أنك لا تستمر طويلاً في تعاونك الصحفي ولعل التزامك مع (الوطن) ثم (الرياضية) ككاتب لم يدم طويلاً وهو خير شاهد على صحة هذه التهمة، ما رأيك؟ - هذا كلام غير صحيح، بل إنني احترم الاتفاقات وملتزم بها، ففي صحيفة (الوطن) رحل الزميل صالح الحمادي وجاء من بعده الزميل عبد الرحمن بحير والأخير ألغى زاوية الكتاب بشكل نهائي علي وعلى غيري، أما صحيفة (الرياضية) فقد كنت ملتزماً معها وأكتب ثلاث مرات في الأسبوع، لكن في الآونة الأخيرة حدث شيء ما لا أعرفه حتى الآن رغم كل حسن النوايا من جانبي ففضلت الانسحاب على أن لا أبقى مجرد (حاضر غائب) في نفس الوقت، فقط كنت أريد تفسير من الأخ العزيز والقدير سعد المهدي وأعتقد أن هذا حقي. * كنصراوي ومحب لماجد عبد الله هل ما زلت تأمل في إقامة حفل اعتزال لهذا اللاعب؟ أم أن الأمر أصبح كالسراب؟ - نصراوي! يا أخ سامي..؟ عموماً هذا شرف لا أدعيه، عموماً لو كنت مكان ماجد لرفضت أي تكريم يكفي ماجد التكريم الذي حظي به من الجماهير طيلة وجوده في الملاعب، والتكريم الذي يقابل به كل يوم. * عاصرت جيلين من الصحافيين والكتّاب النصراويين، السابق بقيادة الدويش والزهراني، والحالي، ما الفرق بين الجيلين؟ وأين تقف بينهما؟ - لا أجد فرقاً إلا بغياب قلم الأستاذ محمد الدويش، والأستاذ عبد الرحمن الزهراني انطلاقاً من ظروفهما العملية، فكما أعرف أنهما في منصب حكومي جيد قد لا تسمح الظروف بعودتهما في الوقت الراهن إلى الصحافة، أما ما يخصني فدعه بيني وبينك فلن أشغل القراء بأمور شخصية. * ما زلت بعيداً عن المناصب الصحافية القيادية خاصة في صحف المنطقة الوسطى، لماذا؟ - أحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال. * ماذا تقول لهؤلاء؟ سعد المهدي أجمل وأروع من كسبتهم (أنا) في الوسط الإعلامي وعلى قولتنا ولد ناس قمة في الأخلاق والتواضع لم يزده المنصب الذي يتولاه الآن كرئيس لتحرير صحيفة الرياضية إلا تواضعاً وأدباً. مساعد العبدلي هذا الرجل المفروض أن يوجه له السؤال الذي وجهته لي قبل: ما زلت بعيداً عن المناصب الصحافية القيادية خاصة في صحف المنطقة الوسطى، لماذا؟ صالح السليمان ما دمنا في معقل (الجزيرة) وهي فرصة قد لا تسنح لي كثيراً، أقول إن هذا القلم أكثر من تعرض لي دون سابق إنذار سواء شتماً أو قذفاً رغم عدم وجود معرفة سابقة ولن أسامحه ما حييت حتى يعتذر لي أو يفنِّد أسباب هجومه علي، وأعتقد أن هذا من حقي، ورغم ذلك أعتز بمعرفة الأخ العزيز محمد العبدي مدير التحرير وهو رجل فاضل مع بقية زملائنا في (الجزيرة) عبد العزيز الهدلق وعبد الكريم الجاسر والبقية دون عدد، قد نختلف في الألوان لكننا نتلزم بالاحترام بيننا، ماذا يبقى للإنسان إلا السيرة العطرة. مدني رحيمي ليست بيني وبينه أي صلة رغم ذلك أعتبره رجلاً صاحب قلب أبيض. سعد السبيعي أتفق مع هذا الرجل في كل شيء. * كلمة أخيرة؟ - قد أكون بقلمي أخدم النصر وقد تكون يا أخ سامي بقلمك تخدم الهلال وقد يكون ثالث يخدم النادي الآخر، لكننا نجتمع في النهاية على خدمة الوطن من خلال هذه المنافذ، كل ما أطلبه وأتمناه أن نتحدث ونخدم ونتعاون بلغة صحفية راقية بعيداً عن تلك الهجمة البغيضة التي مبدؤها إن لم تكن معي فأنت ضدي؟ والشكر موصول لحضرتكم.