سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موقف البلدين نموذج يحتذى في تسوية الخلافات الحدودية بين الدول العربية بطريقة ودية وأخوية الصحف العربية تفرد مساحات واسعة وتركز تعليقاتها على المعاهدة الدولية للحدود بين المملكة واليمن
هيمنت المعاهدة الدولية النهائية والدائمة للحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية التي وقعت في مدينة جدة الاثنين الماضي على اهتمامات العديد من الصحف العربية التي أفردت لها مساحات واسعة في صفحاتها الرئيسية أمس وركزت تعليقاتها على الحديث عن المعاهدة وانعكاساتها على العلاقات بين البلدين. فقد أكدت صحيفة البيان الاماراتية ان ما يبعث على الأمل والتفاؤل ان توقيع المعاهدة سيفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ويضع أسسا قوية للتعامل بينهما مستقبلا. وقالت: ان موقف البلدين نموذج يحتذى في تسوية الخلافات الحدودية بين الدول العربية بطريقة ودية وأخوية خصوصا وان الخلاف الحدودي السعودي اليمني كان أبرز الخلافات الحدودية العربية وأكثرها متابعة من جانب المراقبين السياسيين. وطالبت الدول العربية ذات الملفات الحدودية المفتوحة بعد ان انطوت صفحة خلافية حدودية عربية بتلك الطريقة الرائعة وعلى قاعدة لا غالب أو مغلوب بين الأشقاء بأن تحذو حذوهما وان تمضي في الحل أو التسوية أكثر اقتناعا وثباتا بأن كل شيء يمكن معالجته بين الأشقاء. وفي المنامة أشادت صحيفة الأيام البحرينية بالمعاهدة ووصفتها بانها حل حضاري يجب ان يحتذى. وهنأت الصحيفة في افتتاحيتها أمس حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والحكومة اليمنية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح على التوصل الى هذا الحل الحضاري العربي المشرف. من جانبها قالت مجلة هنا البحرين ان هذه المعاهدة بشرى خير لاتفاقيات الأشقاء التي يجب ان تتم بطرق ودية وسلمية ومرضية لكل الأطراف. وقدمت المجلة التهنئة لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية على هذه المعاهدة التاريخية. ورأت ان المعاهدة ستساعد في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والحفاظ على روح المحبة بين الأشقاء في البلدين. وفي صنعاء أكدت صحيفة الثورة اليمنية الرسمية أن المعاهدة تمثل مكسبا كبيرا للبلدين والشعبين الشقيقين كما تحقق الامن والاستقرار والسلام وترسي مناخات التعاون والتفاهم المشترك. ورأت ان المعاهدة تاريخية كونها انجزت ما عجزت عنه الأجيال السابقة وحققت مكتسبات للأجيال القادمة بما يجعل من الحدود بين البلدين والشعبين الشقيقين جسورا للتواصل والتكامل وخدمة المصالح المشتركة,وقالت ان معاهدة جدة انجاز يصب في مصلحة التضامن والتكامل العربي وصالح الأمن والاستقرار الاقليمي والسلام العالمي والى رصيد القيادتين السياسيتين ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح. وأعربت عن تقديرها للجهود الكبيرة والمضنية التي بذلت على صعيد الحوار بين الجانبين لسنوات طويلة. وقالت ان التوصل لهذه المعاهدة والاتفاق يدلان على ان في التمسك بالأسلوب الحضاري والاصرار على الحل السلمي له أكثر من دلالة بعيدا عن التعقيدات والشاهد في ذلك النتيجة التي توصل اليها البلدان الجاران حيث أثمر الحوار عن حل ليس فيه انتقاص لأحد. وتحت عنوان الأعمال العظيمة,, سمة الرجال العظام أكدت صحيفة الجمهورية ان المعاهدة تمثل واحدة من أكبر الانجازات للمملكة واليمن. وقالت انه بتوقيع المعاهدة حقق البلدان ملامح عهد جديد لمرحلة جديدة تسودها علاقات إخاء وتعاون لمصلحة الشعبين الشقيقين, وخلصت الى القول إن ما بقي بعد توقيع المعاهدة العمل في اطار اللجان المشكلة وهي قضايا فنية مؤكدة ان العلاقة الطيبة مع المملكة العربية السعودية والأمن والاستقرار وحل مشكلة الحدود كلها ستنعكس ايجابيا لخدمة ومصلحة الشعبين الشقيقين ليسود الإخاء والمحبة محل الخلاف والاختلاف. الكتاب اليمنيون خصصوا مقالاتهم اليوم للحديث عن المعاهدة التي اعتبروها مفاجأة سارة ونهاية سعيدة للشعبين السعودي واليمني ولكل شعوب المنطقة وأبناء الأمة العربية. فقد أكد الكاتب مطهر الأشموري أهمية وتاريخية وحضارية الانجاز كونه يتجاوز اطاريته الثنائية الى حيث يصبح بين أهم الركائز لاستقرار المنطقة ونهوضها. وقال في مقال نشرته صحيفة الثورة الرسمية: بحكم ان الملف الحدودي اليمني السعودي كان الملف الأصعب والأكثر تعقيدا فان وصول قيادتي البلدين الى حل مرض ومنصف يعني ان الأنظمة والقيادات العربية بدأت تقدم بالأفعال والممارسة ما يجسد وعيها بالمستقبل ويؤسس لارتباط التكامل والشراكة أمام تحدياته. من جانبه اوضح الكاتب عبدالكريم الخميس ان المفاجأة السعيدة لم تكن في المعاهدة نفسها وانما في الهدوء الذي أحاط بمراسم التوقيع المفاجىء بعد مفاوضات طويلة وشاقة. ونوه الكاتب اليمني محمد العريقي بالانجاز الكبير موضحا ان القيادات الكبيرة هي التي تحقق لشعوبها الأعمال المتميزة والتاريخية. ووصف في مقال نشرته صحيفة الثورة القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين بالقيادة الشجاعة المسؤولة التي أنجزت معاهدة حدودية دولية نهائية بين البلدين بأسلوب حضاري قائم على الحوار والتفاهم. وخلص الى انه بتوحد الارادة السياسية التي أزالت ما تبقى من عقبات وصعوبات لتصل العربة الى النهاية مفسحة الطريق أمام التعاون والتكامل وتبادل المصالح بروح الإخاء والاحترام والثقة بمستقبل أفضل لعلاقات البلدين والشعبين الشقيقين. وأكد الكاتب خالد راوح في العمود اليومي لصحيفة الجمهورية في دائرة الاهتمام ان المعاهدة جاءت انطلاقا من روابط الإخاء وتجسيدا للرغبة المشتركة في ايجاد حل أخوي وودي لمسألة الحدود بين البلدين تصونه الأجيال,وأعرب وليد محمد المخلافي عن تفاؤله بانهاء ترسيم الحدود بين البلدين قريبا فقد ضربنا نموذجا فريدا في حل خلافات الأخوة والأشقاء وقطعنا دابر الفتنة. وفي الكويت وصفت صحيفة الرأي العام المعاهدة الحدودية بين المملكة واليمن بأنها انجاز تاريخي مؤكدة ان العلاقات السعودية اليمنية دخلت مرحلة جديدة من تاريخها. ورأت صحيفة القبس البلدين توصلا الى حل لآخر عقدتين وهما جبل ثار ونقطة الحدود البحرية,وفي القاهرة اعتبرت صحيفة العالم اليوم ان توقيع السعودية واليمن لمعاهدة ترسيم الحدود البرية والبحرية نصرا وتتويجا لحسن الجوار والعلاقات الأخوية بين الرياضوصنعاء مشيرة الى انه أمكن التغلب على نقاط الخلاف التي كانت تقف حجر عثرة للتوصل لمثل هذا الاتفاق خلال حقبة طويلة من السنين. وقالت الصحيفة ان معاهدة جدة تحققت نتيجة النيات الحسنة من الدولتين ورغبتهما الأكيدة في حل أي خلاف بالطرق الودية. وقالت ان المملكة العربية السعودية واليمن ضربتا المثل على انه يجب التمسك بحسن الجوار من خلال تقريب وجهات النظر التي أثمرت حيث أمكن التغلب على آخر نقاط الخلاف المتمثلة في نقطة الحدود البرية الخاصة بجبل ثار ونقطة الحدود البحرية رأس المعوج. وفي بيروت اعتبرت صحيفة المستقبل اللبنانية أمس معاهدة الحدود التي بين المملكة العربية السعودية واليمن خاتمة سعيدة لواحدة من أكثر قضايا الحدود تعقيدا على الساحة العربية حسب رأي الصحيفة. ولفتت الى ان الساعات الأخيرة من المفاوضات الماراثونية بين المملكة واليمن حسمت نقاط الخلافات حول أعقد نقطتين في ملف الحدود وهما جبل ثأر ورأس المعوج حيث كان للقرار السياسي لقيادتي البلدين القول الفصل في هذه المسألة. وقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد عن تقديره العميق للقيادة الحكيمة في كل من المملكة العربية السعودية واليمن ولجهودهما المخلصة التي أفضت الى توقيع معاهدة ترسيم الحدود بين البلدين,وقال عبدالمجيد في تصريح خاص لوكالة الأنباء السعودية أمس ان جامعة الدول العربية تثمن هذه المعاهدة عاليا باعتبارها معاهدة تاريخية وتمثل خطوة مهمة على طريق تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين,وقال اننا ننظر الى اتمام هذه المعاهدة باعتبارها انجازا مهما لحل مشكلة معقدة دامت سنوات,, منوها بالحل الأخوي والودي الذي تمت به التي رأى فيها تدشينا لبداية عهد جديد سيشهد تحسنا وتطورا للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات. وحول رؤيته للنموذج السعودي اليمني في حل مشكلات الحدود قال الأمين العام للجامعة العربية اننا نعتبر هذا النموذج انجازا مهما يجب الاهتداء به لأنه سيجعل العلاقات العربية العربية أكثر صلابة وقوة معربا عن أمله في ان تحتذي بهذا النموذج باقي الدول العربية لتسوية الخلافات الحدودية فيما بينها.