تشهد محلات الخياطة الرجالية في مدينة الرياض ازدحاماً كبيراً مع بداية الشهر الحالي شهر ذي الحجة، حيث يعتبر هذا الشهر أحد المواسم المهمة بالنسبة إلى محلات الخياطة الرجالية وذلك استعداداً لعيد الأضحى المبارك ودخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة حيث تعتذر بعض المحلات عن استقبال زبائنها بسبب عدم التمكن من تسليم الثياب قبل العيد. وأوضح مراقبون لسوق الأقمشة الرجالية أن الاستهلاك يصل إلى أكثر من50 مليون متر من الأقمشة على مستوى المملكة بقيمة استهلاك تفوق 400 مليون ريال. ومن ناحية أخرى تشتد المنافسة بين مصانع الملبوسات الرجالية الجاهزة ومحال الخياطة الرجالية حيث يعمل كل منهما على استحواذ النصيب الأكبر من قيمة الملبوسات الرجالية وعلى الرغم من أن كثيراً من المصانع تطور من منتجاتها من ناحية جودة القماش وتفصيله ووضعه داخل أغلفة وعلب جذابة إلا أن محلات الخياطة مازالت تتفوق على منتجات المصانع. (الجزيرة) تجولت في عدد من المحال المتخصصة في خياطة الملابس الرجالية حيث أجمع أصحاب المحلات أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على الأقمشة الرجالية منذ دخول فصل الشتاء وساهم في ازدياد الطلب اقتراب عيد الأضحى وعن أنواع الأقمشة المفضلة لدى غالبية الزبائن اتفقوا على أن القماش المخلوط أو المشروك هو الأكثر طلباً وذلك لأن هذا النوع من القماش أخف وزناً وأقل سعراً ولا يشترط غسله بالبخار على عكس الصوف الذي يعد مرتفع الثمن حيث يصل في بعض الأحيان إلى 600 ريال للثوب الواحد. وعن المنافسة مع الملابس الجاهزة أشار بعضهم إلى أن تأثيرها طفيف حيث إن الإقبال عليها يكون مخصصاً لصغار السن والأطفال لرخص أسعارها مقارنة بمحلات الخياطة، إضافة إلى عدم اهتمام الأطفال بما يرتادون من ثياب بعكس الكبار الذين يحرصون على نوعية القماش وطريقة الخياطة حيث يشترط بعض الزبائن طرق تفصيل معينة وغريبة في بعض الأحيان مثل طلب أن يكون الثوب مخصراً أو ازرارا له ألوان وأشكال معينة وأكثر الفئات العمرية التي تطلب هذا النوع من التفصيل الغريب هم الشباب صغار السن. وعن الالتزام بمواعيد تسليم الثياب قال بعض العاملين في محل الخياطة ومنهم عبداللطيف الهلالي: إننا نواجه حرجاً شديداً في تسليم الثياب في الموعد المحدد إذا ارتفع عدد الزبائن وأحياناً نضطر للتفصيل لزبائن المحل الخاصين في أوقات متأخرة قبل العيد إرضاء للعميل مما يشكل عبئاً إضافياً على المحل. من ناحية أخرى اشتكى بعض الزبائن استغلال عدد من محلات الخياطة ضيق الفترة الزمنية التي تسبق أيام العيد، والإقبال الواسع على محلات الخياطة، لرفع أسعار التفصيل بنسب تبلغ أحياناً ضعف السعر الحقيقي وطالب عدد من المتسوقين وزارة التجارة بفرض جولات رقابية على محلات الخياطة للتحقق من عدم استغلالها العملاء في المواسم عبر رفع الأسعار أو بيع سلع مقلدة أو أقمشة رديئة الصنع.