تشهد كثير من محال الخياطة الرجالية في السعودية بداية من الأيام الأخيرة من شهر رمضان وقبل قدوم عيد الفطر المبارك حال استنفار قصوى، ما دفع تلك المحال إلى إعلان حالة طوارئ للوفاء بطلبات الزبائن قبل حلول عيد الفطر بيوم أو ساعات قليلة قبيل صلاة العيد. وتسبب الزحام الشديد على محال الخياطة في اعتذار الكثير من المحال عن استقبال طلبات تفصيل جديدة للعيد منذ بداية الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان. وكشف عاملون في محال الخياطة في حديثهم ل «الحياة» ارتفاع أسعار الأقمشة بمختلف أنواعها بنسبة وصلت إلى 50 في المئة، مشيرين إلى أن غالبية المحال رفضت استقبال طلبات خياطة جديدة بسبب زيادة الطلب على التفصيل بأكثر من 20 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة، كما أن هناك بعض المحال ترفض استقبال الأقمشة من خارج المحل للتفصيل. وقال المشرف على أحد محال الخياطة الرجالية جاكير حسين، إن «أسعار تفصيل الثياب بالنسبة للصغار تصل إلى 80 ريالاً، والكبار تصل إلى 300 ريال كحد أقصى، وذلك بحسب نوعية القماش الذي يختاره الزبون، وهذا السعر لا يتضمن تطريز الملابس التي تجتذب العديد من الزبائن، وحالياً ترفض غالبية محال الخياطة الرجالية الأقمشة من خارج المحل». وأضاف حسين ان: «الإقبال على تفصيل الملابس الرجالية قوي هذا العام، فمع بداية شهر رمضان بدأت الطلبات تنهال على محال الخياطة الرجالية، إذ زاد الإقبال على التفصيل بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وبداية من اليوم السابع من رمضان توقفنا عن استقبال طلبات الخياطة لوجود إعداد كبيرة من الزبائن، وحتى نستطيع الانتهاء من الطلبات التي لدينا». من جهته، أشار المشرف على مصنع مشار للخياطة الرجالية (فضل عدم ذكر اسمه) إلى «أن أسعار الأقمشة ارتفعت خلال الأيام الماضية بأكثر من 50 في المئة، وهو ما أثر في زيادة أسعار التفصيل في المحل، الأمر الذي أدى إلى تذمر العديد من الزبائن الراغبين في التفصيل». ولفت إلى أن «أسعار الأقمشة تزيد مع دخول شهر رمضان تدريجياً، وتتضاعف خلال العشر الأواخر من الشهر، بسبب زيادة الطلب». وأكد أن أصحاب محال الخياطة يرفعون الأسعار خلال هذه الأيام، فأصحاب المحال عليهم متطلبات كثيرة، إذ يدفع المالك يدفع الإيجار وسعر القماش ومرتبات العاملين، الأمر الذي يجعله يتفنن في مسألة رفع قيمة القماش مع التفصيل، ويعتبر شهر رمضان والحج موسمين لمكسب محال الخياطة، إذ تدخل هذه المحال بعد هذين الموسمين في حال ركود، إذ يقل عدد الزبائن وتنخفض الأسعار، «وبعض محال الخياطة تعمل على توفير قيمة الإيجار والمستلزمات والمرتبات والمكاسب فقط من موسمي رمضان والحج». وكشف انه خلال عيد الأضحى القادم سيتم تطبيق تقنية اخذ مقاسات الزبائن بالليزر في بعض المحال من دون تدخل الإنسان، وستكون هذه التقنية الأولى من نوعها في المملكة، ونسبة الخطأ في أخذ المقاسات هنا تكون ضئيلة جداً مقارنة بالمقاسات التي تؤخذ عن طريق العاملين في المحال» ويعزو أحد العاملين في محال الخياطة الرجالية عماد عبدالله، زيادة الأسعار إلى «ارتفاع أسعار الأقمشة عالمياً، والذي كان عاملاً أساسياً في ارتفاع الأسعار، وبخاصة الأقمشة اليابانية التي تعتبر المورد الأساسي للسوق السعودية، إضافة إلى زيادة أسعار الشحن»، مشيراً إلى أن أسعار الأقمشة شهدت ارتفاعات ملحوظة مقارنة بأسعار العام الماضي، إذ قفزت الأقمشة ذات الخامة المتوسطة إلى 180 ريالاً في مقابل 120 ريالاً في العام الماضي، في حين ارتفعت قيمة الخامات الجيدة لتصل إلى 300 و430 ريالاً. وأضاف: «هناك أنواع من الأقمشة منها الهندي والاندونيسي والكوري والتايلندي الذي غزا الأسواق بغزارة، وكثير من الزبائن لا يعرفون معنى جودة الأقمشة فيختارون من دون معرفة البلد المصنع»، مطالباً الزبائن بالبحث عن الأسماء المعروفة التي لها خبرتها وصدقيتها في الأقمشة. وتابع: «أكثر شكاوى العملاء تأتي بسبب تغير لون القماش بعد فترة، وتغير اللون ليس عيباً في القماش، وإنما السبب يكون في طريقة الغسيل».