قرأت الخبر المنشور في جريدة (الجزيرة) في العدد رقم 12472 تحت عنوان: (تقديم اختبارات الدور الثاني لعموم الطلاب والطالبات)، وقد سبق أن كتب الكثيرون من الإخوة الأعزاء للمطالبة بتقديم اختبارات الدور الثاني للطلاب إلى ما بعد الانتهاء من اختبارات الدور الأول، حيث إن كثيرا من الأسر التي لديها أبناء مكملون في عدد من المواد يظلون طيلة الإجازة يترقبون هذه الأيام بكثير من الترقب والمتابعة بانتظار هذا اليوم الذي يعود أبناؤهم إلى المدارس لأداء اختبارات الدور الثاني في تلك المواد التي قصروا فيها والتي كانت سبباً في تعكير جو الإجازة الصيفية على الأسرة التي كانت تنتظرها كل عام بفارغ الصبر للاستمتاع بها والهروب من حرارة الصيف وملل الروتين اليومي ولتغيير الجو والمكان وهي تحمل في تفكيرها كيفية إعداد هذا الابن منذ الآن لتعويض ما تسبب في تأخيره سابقاً عن ركب زملائه الذين تجاوزوا مرحلة الامتحان بكل يسر وسهولة، ولكن لماذا يرسب طالب دون غيره وهل هناك فروق واضحة بين هذا وذاك، نعم وبكل تأكيد ليس الطلاب سواسية في مستويات تفكيرهم ولا في درجات ذكائهم، وقد انتبه لتلك الفروق الفردية رجال التربية والتعليم منذ القدم فكانت نتائج تجاربهم أن يراعي المعلم في الفصل كافة الفروق الفردية بين الطلاب وألا يعتقد بأنهم على درجة واحدة من الفهم والاستيعاب، وهذا يتطلب منه أن يغير في أسلوب إيصال المعلومات للطلاب داخل الفصل من خلال استخدام وسائل توضيحية ومن خلال تقريب أبسط للمعلومة بالاستعانة بكل الطرق الممكنة وعدم الركون إلى وسيلة واحدة قديمة أو غير مجدية نفعا، أيضاً إن من أسباب الضعف الدراسي البطء عند بعض الطلاب الذين يحتاجون من المعلم إلى وقت أطول حتى من زمن الحصة المقررة لاستيعاب الدرس، وهذا لو تم سيكون على حساب بقية الطلاب في الفصل، وأفضل حل لهذه الفئات تحويلها إلى برامج مساعدة أو فصول علاجية لهذه المشكلة، الشيء الآخر عدم اهتمام الأسر بأبنائها منذ انطلاقة العام الدراسي وإهمال متابعة مسيرته التعليمية طيلة فترات دراسته وبالتالي تصحو في نهاية الأمر وبعد إكماله في مادة أو كثير على حقيقة هذا التقصير الذي كانت هي سبباً في حصوله، ولا ننسى كذلك صعوبة بعض المقررات التي تفوق في بعض الأحيان المستوى الذهني للطالب وكثرة هذه المواد إلى جانب صعوبتها مما أدى إلى خلق تشتت ذهني عند البعض كان السبب في تدني مستوى تحصيله الدراسي في مواد على حساب الأخرى، فإن يخرج الطالب نهاية العام بشيء نافع خير من أن يخرج بلا شيء، وحتى لا يصبح اهتمامه بالدراسة لمجرد النجاح فقط دون جني الفائدة العلمية من هذا المقرر، أمور كثيرة أتمنى أن تراعى في التدريس خاصة. أخيراً بالنسبة لموعد الدور الثاني الذي يأتي بعد شهرين هو في حقيقة الأمر وقت طويل ينسى بسببه الطالب المكمل بعضا من المعلومات التي رسخت في ذهنه أيام الدراسة، كما أن إبعاده عن جو الدراسة بهذا الوقت الطويل سيجنبه الحساسية للدروس، كما أن انتظار هذا الموعد يجعل الأسر وأبناءها في قلق دائم؛ لذا يجدر بأن يكون موعد الدور الثاني بعد انتهاء الدراسة بأسبوعين وبعدها تتضح الأمور أمام كل طالب بشكل جلي، وحتى لو رسب فهي فرصة له لنسيان الماضي ومراجعة حساباته هو وأسرته قبل استئناف عام دراسي جديد. محمد بن راكد العنزي [email protected]