لقد توسع قطاع التعليم توسعا مذهلا حتى تقزمت التوقعات حياله، وما كان هذا ليتم لولا الله ثم الدعم المطلق من قبل حكومتنا وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين نسأل الله له التوفيق والسداد وأن يجزيه عما قدم خير الجزاء، إلا أن هذا التوسع المذهل لم يسايره تطوير لمعظم أنظمة وزارة المعارف التي صار لها قرابة نصف قرن من الزمن، مع شكرنا لوزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد الذي بدأ بالتغيير منذ أن تولى الوزارة ومازال إلا انه تغيير بطيء حيث غير في بعض الأنظمة مثل التقويم المستمر ولائحة تقويم الطالب، ونحن نعايش هذه الأيام اختبارات الدور الثاني أقول من الأنظمة التي أرى أن من المصلحة تغييرها نظام اختبار الدور الثاني إذ من المعلوم أن امتحان الدور الثاني يتم قبيل بدء الدراسة للعام التالي وحبذا لو جعل هذا الامتحان بعد اعلان النتيجة للأسباب التالية: 1 لأن الطالب أحس بمرارة الاكمال، فبينما يرى زملاءه انتقلوا إلى صف أعلى يرى نفسه في صفه ولحق به من هو أصغر منه سنا، حتى أننا نرى من بعض الطلاب نوبات «هستيرية» من البكاء وهذه تنبئ عن محاسبة شديدة للنفس، ونرى كل الطلاب المكملين في حالة من عدم الرضا عن النفس والكل يعد بأنه لا محالة لا حق بزملائه في الدور الثاني إلا ان هذا الشعور يضعف مع مرور الأيام ومعرفة الناس وخاصة أقاربه بأنه مكمل، حتى ان بعض الطلاب يصرح قبيل اختبار الدور الثاني أنه لا يبالي نجح أم رسب. فلو قدم امتحان الدور الثاني بعد امتحان أهل الأعذار أو معه لاستفدنا استفادة جيدة من الظروف التي يمر بها الطالب وخاصة عدم الرضا عن النفس. 2 أن الطالب المكمل مازال يحمل الكثير من المعلومات عن المقرر الذي أكمل فيه فيستفيد منها عند تقديم امتحان الدور الثاني، لأني رأيت كثيراً من درجات الطلاب المكملين ووجدت أن درجات الطالب في امتحانه الذي أكمل فيه أكثر من درجاته في امتحانه في الدور الثاني وعند سؤال مدير المدرسة أو معلم المادة يتضح أن الطالب نسي المعلومات في الاجازة خاصة وأني رأيت بعد دخولي مجال الاشراف التربوي أن معظم الطلاب المكملين ينتمون إلى أسر غير متعلمة أو يتامى وأشباه يتامى!! فيا ليت الوزارة تحسن بهؤلاء صنعا وتقدم امتحان الدور الثاني لئلا ينسى هؤلاء معلوماتهم!! ولنفعل حماس الطالب وحماس أسرته للنجاح!! 3 تقليل فترة الترقب والقلق لدى المكمل وأسرته حيث يلازمهم القلق من اعلان النتيجة إلى اعلان نتيجة الدور الثاني، هذا إذا كان الوضع طبيعيا أما إن كان ولي أمر الطالب ممن لا يهتم بالطالب إلا عند اعلان النتيجة فالويل لهذا الطالب حيث سيجلد في كل مجلس وعند كل ضيف بسيل من عبارات السب والشتم والوعيد بالحرمان من السفر والتمتع بالاجازة، ونحن نعيش في عصر العلاقات الإنسانية فضلا عن الإسلامية أقول هل من رحمة لهؤلاء المساكين لنحول قلقهم من ثلاثة أشهر إلى أسبوعين أو ثلاثة؟! 4 كثير من الأسر التي أكمل أحد أولادها تحرم نفسها وأولادها التمتع بالاجازة إما من باب الحرص على المكمل أو من باب النكاية به، فإذا قدم امتحان الدور الثاني بعيد النتيجة ساعدنا الأسرة الجادة ومنعنا الأسرة المتحاملة على المكمل من التحامل عليه، وإن لم نفعل هذا ونحن أرباب التربية فمن يا ترى يفعله؟!! 5 كثير من الطلبة الذين أكملوا في الصف الثالث ثانوي يحرمون القبول في الجامعات لأن القبول ينتهي غالبا قبل امتحان الدور الثاني، فيضطر الطالب المكمل أن ينتظر فصلا دراسيا كاملا، وتتضاعف المشكلة إذا كان الطالب متفوقاً إلا أن ظروفه حالت دون نجاحه، وأما ما يقال عن حجز الكليات مقاعد للمكملين فإن الواقع يثبت أن المستفيدين من هذه المقاعد قلة!! فإذا قدم امتحان الدور الثاني مكنا الطالب من التقدم للجامعات مع زملائه دون جرح لمشاعره، أسوق هذا المقترح لمعالي وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد وأعتقد أن أبا أحمد سيهتم به ولا أقول هذا جزافاً لأني جلست معه وسمعت منه مباشرة أكثر من مرة ورأيت رجلا يحمل هما عظيما لأبنائه الطلبة ويبحث عما يصلحهم ويصلح لهم. أسأل الله للجميع التوفيق. سليمان عبدالرحمن الفراج