يترقب العديد من الناس وبشغف كل عام موعد إعلان نتائج الامتحانات النهائية لمعرفة نتيجة التحصيل الدراسي لأبنائهم، وتكون المفاجأة التي لا يتوقعها الكثيرون دائماً عندما يتم الإعلان عن إكمال أحد الأبناء في مادة أو أكثر من المواد الدراسية, وعندها يتعكر صفو الإجازة عند الأسرة نتيجة انشغال تفكير الوالدين في كيفية إعداد هذا الطالب لتجاوز هذا الإكمال خوفاً عليه من الرسوب وإعادة عام دراسي كامل، وفي كل عام تعود الأمنيات لمنسوبي التربية والتعليم من طلاب ومعلمين بحلم تقديم اختبارات الدور الثاني إلى بعد اختبارات الفصل الدراسي الثاني بقليل. إرباك للأسر بالإجازة يقول في البداية (هندي هزيم الأشجعي ولي أمر) إن تقديم اختبارات الدور الثاني حيث تكون مباشرة بعد انتهاء أعمال امتحانات الفصل الدراسي الثاني بأسبوع هو حلم يراود الكثير من الآباء، فالموعد الحالي للدور الثاني الذي يأتي بعد شهرين هو في حقيقة الأمر وقت طويل ينسى بسببه الطالب المكمل بعضا من المعلومات التي رسخت في ذهنه أيام الدراسة، كما أن فيه إبعادا عن جو الدراسة بهذا الوقت الذي سيجنبه الحساسية للدروس، وانتظار هذا الموعد سيربك كثيرا من الأسر ويجعلها وأبناءها في قلق دائم؛ لذا يجدر بأن يكون موعد الدور الثاني بعد انتهاء الدراسة بأسبوع، حيث يختبر الطالب في المواد التي رسب فيها قبل أن يدخل في خضم الإجازة، وبعدها تتضح الأمور أمامه بالرسوب أو النجاح، وحتى لو رسب فعندها تكون الإجازة فرصة له لنسيان الماضي ومراجعة حساباته هو وأسرته قبل استئناف عام دراسي جديد. تواجد غير مجدٍ أما المعلم (أحمد عشيبان الرويلي (مرشد طلابي) فيقول: في كل عام يلزم المعلمون بالدوام قبل انطلاق العام الدراسي الجديد بشهر تقريباً وقبل بداية اختبارات الدور الثاني بأسبوع، وهي فترة بلا شك طويلة وليس لها داع أبداً خاصة إذا علمنا أن المعلمين يقومون قبل الإجازة بإعداد أسئلة الدور الثاني للطلبة المكملين، وعندما يعودون من الإجازة فإنه ليس لهم عمل سوى فتح مظاريف الأسئلة (الجاهزة) وتسليمها للطلاب المكملين في قاعات الامتحان وبعد أن ينتهوا من تصحيحها ورصدها يبقون بلا عمل واضح، كما أن بعض المدارس المستأجرة التي بها عدد قليل من الطلاب قد لا يكون بها طلاب مكملون، وبالتالي لا أرى سبباً للتواجد المبكر للمعلمين إذا لم تكن هناك ضرورة تدعوا إلى هذا، وبذلك لا يصبح لهم أي جدوى من التواجد في المدارس إلا للثرثرة في الرياضة والمجتمع وأين قضوا إجازاتهم حيث يصبح هذا الدوام في نظري دوام (التوقيع) الذي يحضر فيه المعلم متثاقلاً من فراشه وقاطعاً راحته وإجازته لمجرد أن يزين التوقيع في سجل الحضور والانصراف، ولو كان اختبار الدور الثاني مباشرة بعد الانتهاء من اختبارات الدور الأول لكان هذا الوقت يستفاد منه في أمور أخرى كالإعداد للعام الدراسي الجديد أو الانخراط في برامج ودورات ترفع من كفاءة المعلم. ويقول (مشعل حسين طالب) إن في ذلك بلا شك فوائد عظيمة للطلاب باعتبار أن الطالب عند مذاكرته المادة التي رسب فيها يجد معلوماتها لا تزال راسخة في ذهنه ويكون لا يزال معتاداً على أجواء قاعات الاختبار، كما أن جعلها مباشرة بعد الامتحانات لن يشغل الطالب وأسرته في التفكير طوال الإجازة في هذه المادة التي قصر فيها؛ ما يؤثر على استمتاعه وأسرته بالإجازة ويقطع عليهم بعضا من وقتها للعودة إلى البلاد حتى يتم إعداده للامتحان منذ وقت مبكر.. كما أن فيه فرصة لطلاب المرحلة الثانوية للتقديم مع زملائهم على الجامعات والمعاهد حتى لا تمضي عليهم سنة أخرى تضيع هباء منثوراً بسبب إكمال طالب في مادة أو اثنتين. الاستعداد للعام الجديد ويقول (عطالله عافت الرويلي معلم) إن وقت الدور الثاني يفترض أن يكون فرصة للاستعداد للعام الدراسي الجديد وذلك لتفريغ المعلمين لتوزيع المنهج الدراسي وإجراء المسح السنوي لمعرفة النقص والاحتياج في إعداد المعلمين ولدراسة احتياجات المدارس من الكتب والأثاث وحاجتها للصيانة والتصليح، كما أن في هذا الوقت تعقد دورات تنشيطية للمعلمين، كما أن المدارس تجبر المعلمين المشمولين بحركة النقل الخارجي على العودة يومين وقطع مسافات كبيرة لتصحيح ورصد درجات اختبارات طلابهم المكملين، وهذا فيه مشقة عليهم. ولو تم تقديم اختبارات الدور الثاني بعد انتهاء اختبارات الفصل الدراسي الأول لاتضحت الأمور مسبقاً وعرف كل طالب نتيجته قبل الانخراط في الإجازة الصيفية.. مشيراً إلى أن اختبارات الدور الثاني من المفروض أنها تتبع العام الدراسي الحالي. دعم للسياحة الداخلية فيما يقول (فيصل الشملاوي - معلم) إن تقديم الاختبارات بعد الانتهاء مباشرة من أعمال اختبارات الدور الأول سيساهم بشكل كبير في دعم السياحة الداخلية في المملكة، حيث إن كثيرا من الأسر تنتظر وبفارغ الصبر إعلان النتائج للسفر إلى المدن الأخرى من المملكة لزيارة الأقارب وحضور حفلات الخطبة والزواج وحفلات التخرج، غير أن وجود طالب أو أكثر مكمل في الأسرة سيجبر الجميع على العودة بعد فترة من الإجازة للاستعداد لهذا الاختبار الذي يشغل ذهن الوالدين طيلة فترة العطلة. أما وزارة التربية والتعليم فقد أكدت أنها في الوقت الحالي لا تنوي إجراء أي تعديل على مواعيد اختبارات هذا العام للبنين والبنات، وقالت: إن الوزارة يردها عدة مقترحات ومطالب تهتم بها وتشكل من أجلها اللجان لدراستها قبل عرضها على الجهات العليا ومن ذلك فكرة تقديم اختبارات الدور الثاني وتأخير عودة المعلمين والمعلمات في الإجازة الصيفية، وذلك بعد عده مطالب رفعتها الهيئة العليا للسياحة تؤكد تأثر البرنامج السياحي الصيفي الناتج من عودة أكثر من مائتي ألف معلم ومعلمه مبكراً. واختبارات الدور الثاني ستكون في موعدها هذا العام والمحدد لها يوم الاثنين 27-7- 1427ه، وفي حال موافقة الجهات العليا على تقديمها فسيكون ذلك اعتباراً من العام الدراسي القادم 1427- 1428ه.