تحية طيبة وها هم المعلمون يعودون من جديد الى فصول الدراسة بعد ان قضوا اجازة طويلة امتدت الى شهرين استمتع الجميع من خلالها بالعطلة وكانت فرصة جميلة لكل معلم ومعلمة للراحة والاستجمام واستعادة النشاط قبل مزاولة الركض في الميدان التعليمي، وقد سبقت هذه الايام الكثير من الترقب والمتابعة من قبل اولياء الطلاب واسرهم وابنائهم في انتظار هذا اليوم الذي يعود ابناؤهم الى المدارس لاداء اختبارات الدور الثاني في تلك المواد التي قصروا فيها وكانت سببا في اكماله وتعكير جو الاجازة الصيفية على الاسرة التي لاشك انها سافرت للاستمتاع بالعطلة التي طالما انتظرتها للهروب من حرارة الصيف وملل الروتين اليومي ولتغيير الجو والمكان وهي تحمل في تفكيرها كيفية اعداد هذا الابن منذ الان لتعويض ما تسبب في تأخيره عن ركب زملائه الذين تجاوزوا مرحلة الامتحان بكل يسر وسهولةولكن لماذا يرسب طالب دون غيره وهل هناك فروق واضحة بين هذا وذاك، نعم وبكل تأكيد ليس الطلاب سواسية في مستويات تفكيرهم ولا في درجات ذكائهم . وقد انتبه لتلك الفروق الفردية رجال التربية والتعليم منذ القدم فكانت نتائج تجاربهم ان يراعي المعلم في الفصل كافة الفروق الفردية بين الطلاب وألا يعتقد بأنهم على درجة واحدة من الفهم والاستيعاب، وهذا يتطلب منه ان يغير في اسلوب ايصال المعلومات للطلاب داخل الفصل من خلال استخدام وسائل توضيحية ومن خلال تقريب ابسط للمعلومة بالاستعانة بكل الطرق الممكنة وعدم الركون الى وسيلة واحدة قديمة او غير مجدية نفعا أيضاً. ان من اسباب الضعف الدراسي البطء عند بعض الطلاب الذين يحتاجون من المعلم الى وقت اطول حتى من زمن الحصة المقررة لاستيعاب الدرس وهذا لو تم سيكون على حساب بقية الطلاب في الفصل وافضل حل لهذه الفئات تحويلها الى برامج مساعدة او فصول علاجية لهذه المشكلة . الشيء الآخر عدم اهتمام الاسر بابنائها منذ انطلاقة العام الدراسي واهمال متابعة مسيرته التعليمية طيلة فترات دراسته وبالتالي تصحو في نهاية الامر وبعد اكماله في مادة او اكثر على حقيقة هذا التقصير الذي كانت هي سببا في حصوله، ولا ننسى كذلك صعوبة بعض المقررات التي تفوق في بعض الاحيان المستوى الذهني للطالب وكثرة هذه المواد الى جانب صعوبتها مما ادى الى خلق تشتت ذهني عند البعض كان السبب في تدني مستوى تحصيله الدراسي في مواد على حساب الاخرى فمتى تعي الجهات التعليمية اهمية الكيف على الكم فان يخرج الطالب نهاية العام بشيء نافع خير من ان يخرج بلا شيء، وحتى لا يصبح اهتمامه بالدراسة لمجرد النجاح فقط دون جني الفائدة العلمية من هذا المقرر، امور كثيرة اتمنى ان تراعى في التدريس خصوصاً واننا الان دخلنا في الالفية الثانية التي بدأت كثير من الدول الاخرى مراجعة حساباتها في كل ما تقدمه لابنائها، اخيرا بالنسبة لموعد الدور الثاني الذي يأتي بعد شهرين هو في حقيقة الامر وقت طويل ينسى بسببه الطالب المكمل بعضاً من المعلومات التي رخست في ذهنه ايام الدراسة، كما ان ابعاده عن جو الدراسة بهذا الوقت الطويل سيجنبه الحساسية للدروس، كما ان انتظار هذا الموعد يجعل الاسر وابناءها في قلق دائم . ولذا يجدر بان يكون موعد الدور الثاني بعد انتهاء الدراسة باسبوعين وبعدها تتضح الامور امام كل طالب بشكل جلي، وحتى لو رسب فهي فرصة له لنسيان الماضي ومراجعة حساباته هو واسرته قبل استئناف عام دراسي جديد. محمد بن راكد العنزي محافظة طريف