النخالية المبرقشة) من أشيع أمراض الجلد التي تشاهد في العيادات يومياً خاصة في الفصول الحارة والرطبة .. سميت بالنخالية المبرقشة بسبب مظهرها فالجلد المصاب بها يبدو مبقعاً ببقع سمراء وبقع شاحبة وأحياناً بقع وردية .. وتغطي هذه البقع وسوف (قشور) ناعمة جداً (كالنخالة). تنتشر البقع عادة على الصدر، الظهر، الأكتاف، وبحالات قليلة قد تمتد للرقبة والوجه والأطراف وهي غير مزعجة على الأغلب للمرضى، لكن ما يثير قلقهم هو اللون المختلف فيها، وخاصة السمر الذين يخشون أن تكون هذه البقع الفاتحة نوعاً من البهاق وخاصة أن النخالية قد تترك لوناً أفتح من لون الجلد لعدة أشهر حتى بعد العلاج. يصاب بالنخالية المبرقشة عادة الشباب لكنها قد تصيب الأعمار الأصغر والأكبر وقد تستمر لفترات طويلة وقد تختفي شتاء لتعود صيفاً. وهي تنتج عن نوع من الخمائر Malassezia والتي تسكن على الجلد بشكل طبيعي لكنها في حالات مؤهبة خاصة مثل الاستعداد الشخصي للإصابة، ارتفاع الحرارة والرطوبة بالمحيط، وزيادة التعرق قد تتحول إلى خمائر ممرضة. تشخص النخالية المبرقشة عادة بالفحص السريري فهي مميزة بالبقع الملونة والمغطاة بوسوف ناعمة، وقد نلجأ أحياناً لوضع شريط لاصق على الجلد لتظهر القشور الناعمة جداً بشكل واضح .. كما يساعد بالتشخيص أيضاً التألق الأصفر المخضر الذي تبديه البقع لدى رؤيتها بمصباح خاص، هو مصباح wood. يمكن معالجة النخالية المبرقشة بمعالجات موضعية مثل الشامبوهات أو المحاليل الحاوية على مضادات فطرية مثل terbinafine، Ketoconazole ،Selenium sulphide ويمكن بالحالات المعندة استخدام المضادات الفطرية بشكل حبوب وخاصة Itraconazole. هناك مشكلتان أساسيتان فيما يتعلق بعلاج النخالية المبرقشة. أولاً: إن اللون (الفاتح) قد يبقى رغم نجاح المعالجة ولعدة أشهر وهنا لا داعي لإعادة العلاج وإنما يعود اللون إلى طبيعته مع الوقت. وقد نضطر في بعض الأحيان لإعطاء معالجة ضوئية بالأشعة فوق البنفسجية لتحفيز صبغة الجلد على عودة اللون الطبيعي. وثانياً : الكثير من الحالات تنكس وخاصة بعودة الفصول الحارة أو الرطبة. وخاصة بوجود الاستعداد الشخصي. وهنا قد نلجأ إما للوقاية طيلة الفصل الحار باستخدام أشياء بسيطة مثل الشامبوهات المذكورة سابقاً أو استخدام المضادات الفطرية الفموية بشكل متقطع. د. يارا حافظ