أصدر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب عقب أحداث الشغب الجماهيري الذي حدث بعد مباراة النصر والهلال ومباراة الأهلي والهلال، وما صاحبه من تحطيم للسيارات وإيذاء للآخرين وتصرفات حمقاء عددا من القرارات الموفقة التي تهدف إلى سلامة سير المنافسات الرياضية والحفاظ على العلاقة التنافسية الشريفة بين كل الأندية وجماهيرها، والعمل على البعد عن أي مؤثرات سلبية في هذه المسيرة، وإلى سلامة الملاعب الرياضية والأملاك الاخرى. من جهة أخرى ناشد سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء بضرورة وضع حد لمنع التجاوزات غير السلوكية والفوضى التي تحدث في الملاعب السعودية، وأكد سماحته على المسؤولين ورؤساء الأندية التدخل مباشرة لمنع تكرارها وحدوثها مرة أخرى، وأشار سماحته إلى أن ممارسة الرياضة ينبغي أن تكون منضبطة ومتزنة بعيداً عن كل ما فيه إيذاء وتجاوزات غير سوية، وأوصى سماحته بأهمية بث الوعي والتوعية بين الجماهير الرياضية والمتابعين من خلال الأندية ووسائل الإعلام المختلفة وتذكيرهم أن مثل هذه التصرفات والفوضى والشغب ليست من أخلاق المسلم. أبرز أسباب الشغب الجماهيري يطلق الشغب الجماهيري على الأعمال والممارسات العنيفة وغير الأخلاقية والضارة الموجهة ضد المنظمات والهيئات الرياضية، وضد الأفراد أو المجموعات الخاضعة لسيطرتها أو تنتمي إليها، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إليها ما يلي: * أن تصبح الرياضة ومنافستها متنفسا للعديد من الجماهير الرياضية الذين لديهم مشكلات خاصة، سواء سلوكية أو اجتماعية أو اقتصادية، فيمارسون الشغب كتعبير وتفريغ عن تلك المشكلات والأزمات من خلال استغلال هذا الحدث الرياضي. * وجود عدد كبير من الجماهير الرياضية ممن لديهم تلك المشكلات، مما يجعلهم يمارسون الشغب بشكل فردي لا يلبث أن يتحول إلى جماعي تحت تأثير التفكير الجماعي - معهم معهم -. * قلة أو انعدام التوعية خارج وداخل الملاعب الرياضية وبشكل فعال ومؤثر، ومن الأساليب استخدام شاشات الملعب وأجهزته الصوتية وتوجيه كبار الشخصيات لمحاربة مثل هذا الشغب عقب المباريات الحاسمة والمهمة لهذه الجماهير. * لوحظ أن معظم من يمارسون الشغب الجماهيري قد تعرضوا لإحباطات خلال مراحل دراستهم، وأن معظمهم كانوا من عوائل غير مستقرة ومن طبقات اجتماعية عامة، كما أن معظمهم لم يكن لهم وظائف منتظمة. * التغطية والإثارة الإعلامية غير المنضبطة قبل المباراة الرياضية، وذلك من خلال تحيز بعض وسائل الإعلام لبعض الفرق دون غيرها أو عن طريق النقد اللاذع وغير العادل من قبل بعض الصحفيين الرياضيين الذين يتحيزون لفرق دون أخرى. * هناك أسباب أخرى يمكن إجمالها في النقاط التالية: (1) أهمية الفوز لكلا الفريقين واقتراب المنافسات الرياضية من مراحل الحسم - نهاية الدوري -. (2) أن تجمع المباراة الرياضية بين فريقين كبيرين من مدينة واحدة. (3) إقامة المباريات ليلا بدلا من النهار، حيث وجد أن ذلك يرفع من معدلات الشغب الجماهيري. (4) ارتفاع درجة حرارة الجو أثناء إقامة المباريات الرياضية. (5) تعرض أحد الفريقين للظلم من قبل الحكام. (5) الشحن الإعلامي وتصوير الفرق بأنها أندية أو فرق مستهدفة وتحاك ضدها المؤامرت. (7) ازدياد حالات الشد والعنف داخل الملعب بين اللاعبين وزيادة حالات الإنذارات والطرد. (8) زيادة أعداد الجماهير. (9) نوعية الجماهير: فالعزاب غير المتزوجين، والشباب غير كبار السن وذوو الدخل المرتفع غير ذوي الدخل البسيط. (10) جذور المنافسة بين الفريقين المتباريين. حلول مقترحة للشغب الجماهيري إن هذه الظاهرة الرياضية - الشغب الجماهيري - الخطيرة إذا تركت ولم تعالج من البداية يستفحل خطرها ويصعب بعد ذلك السيطرة عليها، حيث إنها تنمو كالسرطان خاصة إذا ما وجدت شبابا بعيدين عن الهدي الإسلامي والأخلاق الفاضلة ووجدوا قدرا كبيرا من الفراغ إضافة إلى المال، إذ إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة، ومن الحلول المقترحة للوقاية والعلاج من ظاهرة الشغب الجماهيري ما يلي: * تكثيف الوعي الديني والحضاري، فهو وقاية فاعلة في الحد من تفاقم هذه الظاهرة، وقد كانت تجرى مسابقات رياضية على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- في الجري أو سباق الخيل والهجن أو في الرمي، وكان هناك مشجعون لكن لم يسجل التاريخ شيئا من شغب المشاهدين والمشجعين في تلك الفترة، وما نراه اليوم من شغب جماهيري إنما هو لضعف في الايمان والأخلاق الإسلامية، وتقليد غير واع لمجتمعات غير مسلمة. * أن يقوم المهتمون بالتربية والتعليم بشكل عام ومعلمو التربية البدنية في المدارس بشكل خاص بتغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات الخاطئة والمرتبطة بالرياضة وغير المرغوبة في الطلاب التي منها الشغب الجماهيري. * التعامل مع مثيري الشغب الجماهيري بحزم والعمل على عدم دخولهم للملاعب والتقاط صور لهم أثناء قيامهم بالشغب وعقوبتهم بعد ذلك، مثلما يحدث في بعض البطولات الأوروبية، فهذه العقوبة تؤثر في الآخرين ممن يفكرون في ارتكاب الشغب مرة أخرى. * تكثيف وجود رجال الأمن بعدد يتناسب مع حجم المباراة الرياضية أثناء وعقب المباريات الحاسمة، وهذا يرفع معدل الحذر والخوف لدى الكثير من مثيري الشغب من الجمهور بعد المباراة. * أن تقوم لجنة الحكام بالعديد من الإجراءات العملية مثل: توعية الحكام بضرورة الابتعاد عن الميل العاطفي أثناء المباراة الرياضية، أن يبتعد الحكام عن تحكيم المباريات التي يشارك فيها أندية يشجعونها وغير ذلك من الإجراءات. * أن يشارك لاعبو الأندية الرياضية في معالجة الشغب من خلال مطالبتهم للجماهير الرياضية بالتحلي بالروح الرياضية أثناء المباريات، وكذلك أن يقوم لاعبو الفريقين الرياضيون المتباريون عقب المباريات بالسلام ومصافحة بعضهم بعضا، وما أجمل أن يتبادل لاعبو الفريقين القمصان الرياضية بعد المباراة الختامية. أخيراً: إن الشغب الجماهيري من أخطر الأمراض الفتاكة في جسم الرياضة الجميل، ومتى ما ترك هذا المرض يستشري في هذا الجسم فإنه سيهلكه يوما ما، لذا فإن على الجميع المسؤولين ذوي العلاقة ومحبي الرياضة والرياضيين في بلادنا أن يدركوا حجم هذه الظاهرة، ويتعرفوا على أسبابها ويسعوا إلى علاجها. الخرج