أكّد مساعد مدرب الوحدة سابقاً والمحاضر في قسم الإعلام في جامعة أم القرى حالياً حاتم خيمي أن ظاهرة الشغب الجماهيري هي ظاهرة عالمية موجودة في كل دول العالم، مشيراً إلى أن السعودية تعد من أقل الدول شغباً قياساً بالأحداث التي تحصل سنوياً في الملاعب السعودية، التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وقال:"ظواهر الشغب الجماهيري التي شاهدناها في الأعوام الأخيرة تعتبر طبيعية وتحدث في الدول العالمية المتقدمة في مجال كرة القدم، فمن يتابع الدوري الإيطالي وهو من أقوى الدوريات الكروية في أوروبا والدوري الأرجنتيني في أميركا اللاتينية يلاحظ قوة حجم الشغب الجماهيري الذي يصل إلى حدّ الوفيات بين الجماهير في المدرجات والممرات المحيطة بالملاعب، والحمد لله أن ملاعبنا لم تصل إلى هذه الحال من حالات الشغب الجماهيري، وما حدث في بعض اللقاءات التي شاهدناها من الجماهير هي ردّ فعل طبيعي لقوة التنافس الميداني بين الفرق السعودية ورغبة هذه الجماهير بمختلف ميولها في مصلحة فرقها وانتصاراتها وحصولها على الإنجازات والبطولات". واضاف :"معلوم أن المدرج يوجد به طبقات عدة من الجماهير يختلفون في التفكير والعقلية والتصرف وطريقة التشجيع، فمنهم الدكتور والمهندس والمعلم والطالب والأمي ومن الصعب السيطرة على الجميع، ولذا تصدر في بعض الأحيان تصرفات غير مقبولة من شخص أو أكثر تسيء إلى المدرج بأكمله، والنادي هو الخاسر الأكبر من هذه التصرفات الخارجة عن المألوف، ويدفع الثمن غالياً من خلال العقوبات العاجلة التي تفرضها لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم". واتهم خيمي مسيري الأندية بتأجيج حالات الخروج عن النص، قائلاً:"السبب الرئيسي في حالات الشغب الجماهيري من وجهة نظري هم مسؤولي الأندية بتصريحاتهم النارية التي تسبق المباريات وما فيها من إثارة زائدة واستحقار للفريق المنافس، ما يشعل نار الغضب في جماهير الفريق الآخر التي تنتظر أية فرصة للرد على المسؤول بطريقة قد تكون غير حضارية فيها تشويه لمعنى التنافس الحقيقي، إضافة إلى الحركات الغريبة التي قد تصدر من بعض اللاعبين وتثير جميع الجماهير في المدرجات والشواهد على ذلك كثيرة، وأيضاً الأخطاء التي تحدث من الحكام ويتضرر منها الفريق وتعبر عنها الجماهير في المدرجات بأساليب فيها الكثير من حالات الشغب الجماهيري". واستطرد:"مشكلتنا في الرياضة السعودية أننا نعتبر أنفسنا مثاليين أكثر من اللازم ، فهناك من يرجع رفضه لحالات الشغب الجماهيري بأننا شعب مسلم ولا يجوز أن تصدر منا هذه التصرفات والأحداث الجماهيرية، وأعتقد أنه لا وجه للربط بين الموضوعين، فما دام هنالك تنافس قوي في أرض الميدان فمن الطبيعي أن يمتد التنافس إلى الجماهير في المدرجات، وتحدث بعض هذه الأحداث السلبية الخارجة عن الروح الرياضية وهي قليلة جداً في الملاعب السعودية ، ونحن لسنا معها ولا نقرها مهما كانت الأسباب، ولكن إذا حدثت فليس معنى ذلك أننا نربطها بأمور أخرى فهي تصرفات خارجة عن الإرادة قد تكون نتيجة رد فعل عكسية لحال غضب سريعة يمر بها المشجع أثناء النزالات الكروية". واختتم قائلاً:"القضاء على حالات الشغب الجماهيري من سابع المستحيلات في ظل قوة التنافس بين الفرق السعودية، ولكن من الممكن تخفيفها وتقليلها من خلال العقوبات العاجلة التي تفرضها لجنة الانضباط على غرار ما يحدث في دول العالم، ومن ذلك إقامة المباريات من دون جماهير مثل لقاء النصر والاتحاد، وهذا القرار أعتبره من أفضل القرارات الجزائية وأنجحها على رغم افتقادنا للحضور الجماهيري في اللقاء، لكون الجماهير المتضررة ستكون أكثر هدوءاً وعقلانية في اللقاءات الأخرى، وإدارة النادي ستحرص على توعية جماهيرها بحجم الخسائر التي نالتها من هذه القرارات، سواءً أكان ذلك معنوياً أم مادياً جراء غيابها عن مواجهات الفريق، وبهذه الطريقة يصبح الحذر هو سمة الجميع، وكلنا دعاء بأن تخف حالات الشغب الجماهيري عن الملاعب السعودية في الفترة المقبلة".