نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة مساء أمس مؤتمر الأوقاف الثاني الذي تستضيفه جامعة أم القرى، وذلك بالمدينة الجامعية بالعابدية. وقد كان في استقبال سموه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ومدير جامعة أم القرى الدكتور ناصر الصالح ووكلاء الجامعة وعدد من المسؤولين بالعاصمة المقدسة. وبدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم. ثم ألقى مدير جامعة أم القرى الدكتور ناصر بن عبدالله الصالح كلمة رحب فيها بسمو محافظ جدة وشكره على افتتاحه لهذا المؤتمر نيابة عن سمو النائب الثاني مشيراً إلى أن هذا المؤتمر الثاني يأتي بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد نظراً لما حققه المؤتمر الأول من نتائج كبيرة ومثمرة كان منها العزم على استمرار العطاء وتتابع الخطوات مؤكداً أن الوقف في الشريعة الإسلامية بتشريعاته المحكمة وأهدافه السامية شعيرة من شعائر الإسلام وقد اهتمت به المملكة وولاة الأمر فيها عناية فائقة من خلال عمليات تطويرية مستمرة من أبرزها وزارة متخصصة ترعى مصالحه وتخطط لاستثمار ممتلكاته وتنمية موارده وعقدت له المؤتمرات والندوات ودعت لها علماء الأمة من مختلف الأنصار لإثراء قضايا الوقف وبرامجه بالأبحاث العلمية المؤصلة عبر مختلف المدارس الفقهية والرؤى الفكرية والاقتصادية التي تنبثق من شريعتنا الإسلامية. وفي ختام كلمته رفع عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على موافقته لإقامة هذا المؤتمر ولسمو ولي عهده الأمين على رعايته لهذا المؤتمر. عقب ذلك ألقى رئيس جامعة الأزهر الدكتور عمر هاشم كلمة المشاركين قدم فيها شكره نيابة عن الوفود المشاركة لحكومة المملكة على تنظيم هذا المؤتمر الذي يهتم بالوقف الإسلامي وتقوية دعائمه من خلال تنمية الأوقاف، مشيراً إلى أن دعم الأمة الإسلامية وقوتها أصبح يستمد من مكانتها الاقتصادية مؤكداً أن على مفكري العالم الإسلامي وعلمائه واجباً كبيراً في تقديم الأفكار والبحوث لهذا المؤتمر للارتقاء بالوقف الإسلامي والبحث عن مصادره الجديدة. إثر ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ كلمة أكد فيها حرص حكومة المملكة واهتمامها بقضايا الأمة الإسلامية وعلو شأنها مؤكداً أن هذا المؤتمر هو إحدى الثمرات المباركة التي تحرص عليها لافتاً إلى أن على المشاركين ثقلاً كبيراً في تحديد مستقبل اقتصاد الأمة الإسلامية كما يجب عليهم إثراء هذا المؤتمر بأفكارهم النيرة ومقترحاتهم السديدة في تنوع مصادر الدخل مؤكداً أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة الإسلامية اليوم والتي تهدف إلى هدم كل شيء حتى عروبتنا لا بد أن تواجه بقوة واضحة من أبناء هذه الأمة ولن يكون لنا ذلك إلا بتقوية دعائم اقتصادنا. وطالب المشاركين بأن يناقشوا قضايا الوقف مناقشة فاعلة وألا يكون هذا المؤتمر تقليداً تعاد فيه أقوال العلماء السابقين بل يجب أن ننظر إلى تجدد الوقف من خلال تجدد الزمان الذي نعيش فيه. واستعرض معاليه عدداً من أنواع الأوقاف التي عرفها إسلامنا منذ عهد أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم والتي منها الأوقاف على المساجد والتعليم وشق الطرق وإيصال المياه والمستشفيات. بعد ذلك ألقيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز وفيما يلي نص الكلمة: الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أصحاب المعالي وزراء الأوقاف في الدول الإسلامية أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الاخوة الحضور إن المملكة العربية السعودية وهي تسعى إلى خدمة قضايا العالم العربي والإسلامي ولها ولله الحمد والمنة قصب السبق في ذلك تسعد غاية السعادة باحتضان هذا المؤتمر الإسلامي الكبير الذي يجتمع له العلماء والمفكرون وأهل الاختصاص من أنحاء عالمنا لمعالجة قضايا الوقف الإسلامي في عمل علمي مبارك يسعى جاهداً لوضع الخطط التنموية الإستراتيجية لخدمة قضايا الوقف لتصل التطبيق بالتنظير والواقع بالمثال سعياً لإيجاد تنمية شاملة تحقق الخير والتقدم والازدهار لأوطاننا وأمتنا الإسلامية خصوصاً أنها تقدمت عبر مسيرتها المباركة بتجارب رائدة بفضل الله تعالى في مجال الأوقاف خدمة لقضايا العالم الإسلامي. أيها الاخوة الباحثون في سائر التخصصات ان رعايتها في هذه البلاد المباركة لمثل هذه المؤتمر والأعمال العلمية والمشروعات التنموية لتؤكد لكم حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على خدمة قضايا المسلمين والسعي الحثيث في جمع كلمتهم والمشاركة الفاعلة فيما يحقق لهم التقدم والازدهار في سائر الميادين وستظل بلاد الحرمين - إن شاء الله - قبلة أرواح ومهوى أفئدة ومنار هدى وصرح بناء يبذل الغالي والنفيس لما يعود على المسلمين بالخير والنماء والتقدم. وستجدون بلادنا سباقة في خدمة دينكم وأمتكم في جميع المجالات بحكم مكانتها من جهة ومكانتها في نفوس المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها من جهة أخرى وهو نهج دأبت عليه حكومة المملكة منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسيستمر عطاؤها على الدوام - بإذن الله تعالى - مستلهمين التوفيق والسداد من الله العلي القدير. وإنني بهذه المناسبة أقدم الشكر والتقدير لجامعة أم القرى ولوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على جهودهم في إقامة هذا المؤتمر على ثرى هذه الديار المقدسة. كما أقدم الشكر والتقدير للعلماء والمفكرين والباحثين وأهل الاختصاص الذين لبوا دعوة المؤتمر فيمموا وجوههم قِبل مكةالمكرمة وقصدوا جامعتها العريقة للمشاركة بالأبحاث وأوراق العمل. أصلح الله النوايا وبارك في الجهود ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه. بعد ذلك قدم مدير جامعة أم القرى هدية تذكارية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تسلمها نيابة عنه سمو محافظ جدة كما قدم هدية تذكارية لسمو محافظ جدة ولمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.