جدة - شاكر عبدالعزيز وبخيت الزهراني تصوير: خالد الرشيد .. تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز « حفظه الله « وبحضور سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء امس أعمال المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي الذي يقام تحت عنوان ( الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيقه ) بمشاركة ( 62 ) دولة وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة. وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالعزيز بن عبدالرحمن السبيهين كلمة عبر فيها عن فرحته الغامرة بهذا التلاحم الأخوي الصادق والوحدة الإسلامية المتينة المنطلقة من مشكاة الدين الحق امتثالاً لقول الله عز وجل ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ). وأكد أن الاجتماع جاء تأكيداً لرغبة ملحة وصادقة في استمرار العطاء والتواصل والتعاون والتشاور تحقيقاً للتضامن الإسلامي ونشراً للدعوة إلى الله عز وجل ، وتوجيهاً للعمل الإسلامي وتنسيقا للجهود المبذولة فيه . واستعرض مؤتمرات الأوقاف السابقة وكذا القرارات الصادرة عنها تجاه عدد من القضايا والمحاور التي نوقشت في تلك المؤتمرات ومنها ما يتعلق بالدعوة الإسلامية والجوانب المؤثرة في حياة الأمة كالتعليم ومؤسساته وضوابط النشر على الانترنت والعناية بموضوع التيارات والحركات المعادية التي تستهدف الإسلام والأمة . وعدد الأمين العام لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الموضوعات التي ستكون محور مناقشات أصحاب الفضيلة والمعالي وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي في مؤتمرهم الثامن لافتا النظر إلى أن المؤتمر يعقد في مرحلة تكالبت فيها بعض القوى على الإسلام وكثرت فيها التحديات الثقافية والفكرية وازدادت الخطورة فيها على ناشئة المسلمين وشبابهم من الانسياق وراء دعوات باطلة وأفكار ضالة . وقال ومن هنا تتعاظم مسؤوليات وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية لدول العالم الإسلامي بتكثيف الجهود والاهتمامات في تصحيح الأسس والمنطلقات وتوجيه القوى والطاقات الوجهة السليمة النابعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لتحقيق الأمن الفكري بين شبابها وإثراء الحوار بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأخرى بما يؤدي إلى خير الإنسانية وتجنيبها خطر الصراعات وما تجلبه من آثار سيئة ومفاسد خطيرة . ووجه شكره للمملكة على استضافتها الكريمة للمؤتمر ورعايتها له موصلا الشكر لمنظمة المؤتمر الإسلامي على تعاونها ومساندتها لأمانة المؤتمر . إثر ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة دعا فيها المشاركين في أعمال المؤتمر إلى السعي في إصلاح مجتمعاتهم، والعناية بمصالح الأمة والسعي في النهوض بها ورقيها والدفاع عن قضاياها والمحافظة على مكتسباتها وثوابتها. ورأى سماحته أن العالم اليوم يموج بالمشكلات ويغوص بالمعضلات ويتعرض للمحن والفتن ويواجه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وأضاف» عالمنا الإسلامي جزء من ذلك العالم، والعالم الإسلامي يشكو من تحالف الأعداء وهجومهم على الإسلام ومن جرأة بعض المنافقين على قضايا الأمة وعبادتها وثوابتها كما يشكو من ضعف فكري عند بعض أبناء المسلمين مما يستدعي من بعض العقلاء والمفكرين والمسؤولين أن يوحدوا صفهم ليضعوا الخطط المناسبة لإنقاذ الأمة». كما رأى سماحته أن الأمة الإسلامية تقف اليوم على مفترق طرق فإما أن ترضى بالإسلام عقيدة ومنهاجاً وتتمسك به تمسكا صحيحاً لتؤدي رسالتها كما أراد الله سبحانه وتعالى وإما أن تستسلم للأعداء ومكائدهم، وقال « إن عالمنا اليوم يفقد الأمن بمعناه الشامل إذ أن الأمن من أعظم مطالب الحياة وهو ضرورة لكل مجتمع». وعد سماحته تأصيل العقيدة الصحيحة في النفوس الملاذ لإنقاذ البشرية من هذا الداء وإلى مجابهة الغزو الفكري بكل أنواعه. ثم ألقى معالي وزير الشؤون الدينية بجمهورية النيجر الشيخ إسحاق لبو كلمة الدول الأفريقية نقل خلالها تحيات فخامة رئيس النيجر تينجا محمد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله . وقال» هذا البلد المبارك الذي يحتضن الحرمين الشريفين الذي يقام على أرضه هذا التجمع الكبير والمتمثل في المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي يتم خلاله تبادل الخبرات والتجارب حتى يتخذوا موقفا في الموضوع الهام وهو الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تحقيقه». بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الدينية بسلطنة بروناي الدكتور حاج محمد زين بن الحاج سرودين كلمة رأى فيها أن علاج مشكلة التشدد يكمن في فهم مضمونه وأسبابه والوقوف على أبعاده وتحديد وسائله، وقال « إذا عرفنا الداء تمكنا من إيجاد الدواء، ونحن وزراء الشؤون الدينية والأوقاف الإسلامية علينا واجب كبير وعبء ثقيل ومسؤوليات جسام حيال هذه القضية بالإضافة إلى مؤسسات أخرى تشاركنا هذه المسؤولية كالأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام المرئي والمسموع والمقروء». وأضاف» هذا الحضور المكثف من أصحاب المعالي الوزراء سيعمل على إنجاح هذا المؤتمر الذي سيخرج بالعديد من النتائج الطيبة والرؤى المشتركة التي ستعمل بمشيئة الله على تحقيق الأهداف المرجوة والمبتغاة لإيجاد الأمن بمفهومه الشامل لأمتنا الإسلامية ولدفع مسيرة العطاء إلى الأمام بخطىً ثابتة في ضوء المنهج الذي سينتهى إليه في نهاية هذا المؤتمر». ثم ألقى معالي وزير الشؤون الدينية بجمهورية باكستان الإسلامية الأستاذ سيد حامد سعيد كاظمي كلمة دول وسط آسيا وجه فيها الشكر لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لما قام به من جهود جبارة لانعقاد هذا الاجتماع المهم. وطالب الوزير الباكستاني من المشاركين في المؤتمر برسم إستراتيجية واضحة و قوية لتنمية و دعم الأمن الفكري لتحقق طموحات الدول في توفير الأمن والمسارعة في وضع الإجراءات الوقائية ومتابعة المتغيرات والصراعات الخارجية إقليميا وعالميا مصحوبة بالجاهزية والاستعداد لعلاج المشكلات والأزمات. وأعرب معاليه عن أمنياته بأن يعزز المؤتمر أواصر التعاون بين مختلف الأجهزة العاملة في حقل الدعوة الإسلامية من أجل إبراز الصورة الساطعة والأهداف السامية والنبيلة لديننا الحنيف، وأن يساعد على إيجاد الوسائل والطرق الفعالة في حماية الفكر الإنساني مما يتعرض له من عدوان. إثر ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الدينية بالجمهورية التونسية الدكتور أبوبكر الأخزوري كلمة الدول العربية أكد فيها أن قادة البلاد الإسلامية يولون التضامن الإسلامي أهمية كبيرة ويعتبرونه قوام العمل البناء المشترك الرامي إلى صون هويتنا وتوسيع مدى اشعاعنا في عالم اليوم والغد. ولفت إلى أن اختيار الموضوعات المدرجة في جدول الأعمال يؤكد عزم الدول الإسلامية على المضي في تكريس قيمنا الزكية التي بها أمننا الفكري ورفع التحديات الداخلية والخارجية وتسديد الحوار مع الآخر بكل ندية بخطاب فكري رشيد يجمع ولا يفرق وييسر ولا يعسر ويوفق بين الثابت والمتغير وبين الخصوصيات والكونية. وأشار إلى أن الأمن بجانب العقيدة والفكر يحقق سعادة البشر جميعا وتتحقق به صفة الانسانية وتوازن حياة الأمم وإستقرارها وضمان تقدمها ورقيها ورهان سعادتها وهنائها وسلامة عقول أفرادها وتجذرهم في تربية التفكير القويم الذي يرعى ثوابت الحضارة ويستوعب حركة الزمن ويتوثب إلى الإبداع والإسهام البصير في إقناع الحضارة. وشدد على أن الوعي بطبيعة التحديات التي تجابه الأمة جمعاء يقتضي العمل على تعزيز التعاون من أجل ضبط الخطط والبرامج الهادفة إلى نشر الفكر الصحيح الذي ينهل من قيم ديننا القويم ويستمد عناصر توازنه وقوته من مكونات ثقافاتنا العربية الإسلامية القويمة ومن تاريخ أمتنا الحافل بضروب العطاء الحضاري السخي آخذا في الاعتبار معطيات العصر وتحولاته. وعد الإعلام عنصرا فاعلا في تحقيق التواصل والذي جعل برسائله المتنوعة وتقنياته المطورة هذا الكون قرية صغيرة وهو كغيره من منتجات العقل البشري ينفع نفعا كبيرا إذا أحسن استثماره ويكون خطرا مهددا إذا أسيئ استعماله وتوظيفه داعيا في هذا الإطار إلى صياغة ميثاق شرف يصون خطابنا الإعلامي عن كل انزلاق ويبث روح الإسلام الحية في القلوب والعقول . وتحدث عن الأمن في مفهومه الشامل واصفه إياه بغاية الإسلام معتبرا أن رعاية شؤون هذا الدين القيم لا تتحقق إلا إذا شاع الأمان والاطمئنان والسلام بين الناس أجمعين بدءا بالعقول والأفكار ووصولا إلى المعاملة في الواقع اليومي. وأكد أن أي فكر سليم متشبع بالإسلام نبعا صافيا نقيا لا يثمر إلا حياة طيبة ملئها السعادة وحظها النجاح والرقي وهي الغاية المشتركة التي نحرص على تحقيقها في لقاءاتنا في نطاق مؤتمرنا خدمة لديننا الذي هو عصمة أمرنا ومقوم كياننا وسبيلنا للتقدم والمنعة والعزة . بعدها ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر الأوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة بهذه المناسبة نقل خلالها للمشاركين في المؤتمر تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله وتمنياته ودعاءه لهم في هذا المؤتمر وفي جميع أعمالهم بالنجاح والتوفيق والنفع العام للإسلام والمسلمين. وقال خادم الحرمين الشريفين أيده الله يحرص على نصرة الإسلام ونصرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويعمل جاهداً على إصلاح نظرة العالم لهذا الدين العظيم ويضع البرامج الهادفة القوية للتعريف بسمو هذا الدين وإزالة الشبهات عنه وحوار أتباع الديانات والثقافات للوصول إلى جسر معرفي وإلى تواصل إنساني يحقق للعالم السلام والرحمة والعدل ويحقق للمسلمين أيضاً العزة والكرامة. ورفع معاليه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على رعايته لهذا المؤتمر ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني حفظهم الله على جهودهم جميعاً في نشر الدعوة الإسلامية والمحافظة على أصالتها. وأشار إلى أن الإسلام قد تعرض لمحاولات تشويه ونسب إليه ما ليس منه بقصد تارة وبغير قصد تارة أخرى . واستنكر الإساءات الظالمة في حق نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم التي أوجبت العمل تجاهها نصرة لنبي الإسلام وتحقيقاً للتوحيد وحفاظاً على هيبة الأمة وعزتها مضيفا أن عزة الأمة بدينها فيه قوتها وفيه منعتها والعلماء والهداة بهم تنهض الأمة وبهم تتحرك . وخاطب معاليه المشاركين قائلا إن المسلمين في مناطق كثيرة من العالم يحتاجوننا ويحتاجون إلى الدعم والمساندة في أماكن عبادتهم ومدارسهم وفي دور تعليمهم فالعناية بأماكن الاحتياج ورفع الجهل عن المسلمين من مقاصدنا جميعاً في أعمال وزاراتنا.