تعودنا في هذه البلاد الغالية على الصراحة والوضوح والشفافية من قادة هذه البلاد الكريمة- حفظهم الله- وجمع كلمتهم على الحق، كما تعودنا على البساطة والتواضع وفتح القلوب قبل الأبواب لأبنائهم وإخوانهم المواطنين لمقابلتهم والتشاور معهم ومساعدة المحتاج منهم وحل مشاكلهم، وتفقد أحوالهم، ولقد كان حديث سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام- حفظه الله- يوم الثلاثاء الموافق الثالث والعشرين من شهر شوال للعام ألف وأربعمائة وسبعة وعشرين للهجرة أمام إخوانه ضباط وقادة القوات المسلحة، وكذلك تصريحه لوكالة الأنباء السعودية يوم الأربعاء الموافق الرابع والعشرين من شهر شوال للعام ألف وأربعمائة وسبعة وعشرين للهجرة إلا أكبر دليل على الشفافية والوضوح، فسموه الكريم أراد أن يوضح لأبنائه المواطنين وإخوانه الضباط أن هذه البلاد- أعزها الله- منذ تأسيسها على يد والده المؤسس العظيم جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- وحتى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله-. وهي تسير على نفس النهج الذي رسمه الوالد الباني، وأن الأمر في هذه البلاد المباركة قائم على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وأن الأمر شورى بينهم، وأن الأسرة المالكة الكريمة متفاهمة فيما بينها متحابة وملتفة حول مليكها في جميع الأمور حتى في شؤون وتدبير الحكم، وقد أراد سمو ولي العهد- حفظه الله- أن يوضح أن نظام هيئة البيعة الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- وفقه الله- في أواخر شهر رمضان المبارك لهذا العام ألف وأربعمائة وسبعة وعشرين جاء لمصلحة الوطن وأهله. وليوضح للجميع أن الأسرة المالكة جميعهم يعيشون في سعادة ومحبة وتآلف متكاتفين ومتعاونين فيما بينهم ومع شعبهم لا خلاف ولا فرقة بين الجميع - والحمد لله- وقد جاء هذا النظام لكي يدحر كلام المشككين في ذلك، وأن الحكم في المملكة العربية السعودية يسير على أسس صحيحة، وفي أيد أمينة تطبق شرع الله وترعى مصالح الشعب بكل أمانة وعدل. ويقوم على مصالحها ورعاية أبنائها قادة نهجوا نهج والدهم- رحمه الله- شرفهم الله بخدمة بيوته العامرة وخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض. لقد أراد سيدي سمو ولي العهد- حفظه الله- أن يبين ذلك لكل من يشكك في هذه الأسرة وحكامها، وأن هذا النظام الذي تبناه سيدي خادم الحرمين الشريفين- رعاه الله- إبان حكم أخيه الملك فهد- رحمه الله- جاء ليضع حداً لهؤلاء المشككين في تسلسل ولاية الحكم- حفظك الله- يا سلطان الكرم سلطان الخير على أريحيتك وتواضعك وصفاء قلبك وصراحتك المعهودة وحبك لأخيك ومليكك سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله ومتعك الله بلباس الصحة والعافية. إننا في هذه البلاد الغالية نرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يوفق قادة هذه البلاد الكرام، ويحفظ جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي وأن يجمع كلمتهم، ويؤلف بين قلوبهم تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود- أطال الله عمرهما ووفقهما- لما فيه الخير. ونسأله جل شأنه أن يديم علينا نعمة الإسلام والخير والأمن والأمان وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء، كما نسأله عظم شأنه أن يشغل من يريدنا أو يريد بلادنا وقادتنا بسوء في نفسه، وأن يرد كيده في نحره، ويفضح أمره على الملأ أجمع إنه على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.