من الصعب تناول التعليم بمنطقة نجران بمعزل عن التاريخ العام للتعليم في المملكة العربية السعودية، فهناك ارتباط عضوي وثيق بين كلاً الطرفين، وتاريخ التعليم بمنطقة نجران ما هو إلا امتداد طبيعي لتاريخ التعليم في المملكة، والحديث عنه هو حلقة متلألئة في عقد دري، وصفحة ذهبية في تاريخ ناضج، بل يمكن القول أن المطلع على تاريخ التعليم في المملكة يستطيع وبجهد يسير أن يتبين تفاصيله في كل منطقة على حدة، فلم تستأثر منطقة ما بالدعم دون سواها، بل تمتعت كل المناطق بخط وافر من الرعاية والتنمية في هذا المجال بحسب تنوع بيئتها وأحوال سكانها في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. فترة ما قبل التعليم النظامي إن موقع منطقة نجرانجنوب الجزيرة العربية بعيداً عن الشواطئ والسواحل كان يمكن أن يشكل عائقاً في وجه النمو الثقافي والتطوير الفكري بها، ولكن دورها كسوق مشهورة من أسواق العرب تصله تجارة التوابل ومحصولات اليمن وما حولها من البلاد الزراعية منذ القدم، وقبل عهد الدولة السعودية جعل الحاجة إلى التعليم محصورة في المعاملات التجارية البسيطة وحل القضايا وإصلاح ذات البين والنظر في أحوال الجماعات والقبائل الساكنة والمارة بها. فترة التعليم النظامي بدأ التعليم النظامي بمنطقة نجران بمدرسة واحدة عام 1362ه وهي المدرسة الأميرية (الملك سعود حالياً) وكان عدد الطلاب بها (120) طالباً التحقوا بها، وكانت المنطقة آنذاك تابعة لمديرية المعارف ثم ضمت إلى معتمدية المعارف التي تحولت إلى إدارة التعليم في أبها، وفي عام 1385ه ضمت إلى إدارة تعليم بيشة، وكانت المدارس التابعة لها وقتئذٍ ست مدارس ابتدائية هي: 1- المدرسة الأميرية (مدرسة الملك سعود حالياً). 2- مدرسة حبونا الابتدائية. 3- مدرسة بدر الجنوب الابتدائية. 4- مدرسة المحمدية الابتدائية. 5- مدرسة عمر بن عبدالعزيز الابتدائية. 6- مدرسة الملك فيصل الابتدائية. وبلغ عدد الفصول (56) فصلاً وبلغ عدد الطلاب (1804) طلاب. وفي عام 1386ه أنشئ مكتب الإشراف التربوي بنجران، وكان عدد المدارس في ذلك العام تسع مدارس منها ثمان مدارس ابتدائية وواحدة متوسطة هي متوسطة نجران حيث بلغ عدد الفصول (66) فصلاً وبلغ عدد الطلاب (2117) طالباً. وفي عام 1398ه تم تحويل مكتب الإشراف التربوي إلى إدارة التعليم بمنطقة نجران وأصبحت إحدى المناطق التعليمية بالمملكة التي ترتبط بالوزارة مباشرة وكان عدد المدارس (83) مدرسة منها (64) مدرسة ابتدائية و (25) مدرسة متوسطة و (4) مدارس ثانوية وبلغ عدد الفصول (572) فصلاً وبلغ عدد الطلاب (10611) طالباً. وفي عام 1414ه تحولت إدارة تعليم نجران إلى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة نجران حيث أصبح عدد المدارس (188) مدرسة منها (119) مدرسة ابتدائية و (50) مدرسة متوسطة و (19) مدرسة ثانوية وبلغ عدد الطلاب (36289) طالباً ... ومن عام 1417ه إلى عام 1422ه وصل عدد المدارس إلى 259 مدرسة وعدد مراكز الإشراف التربوي ثلاثة وهي على النحو التالي: 1- مركز الإشراف التربوي بحبونا. 2- مركز الإشراف التربوي بيدمة. 3- مركز الإشراف التربوي شرورة. وقد أضيفت سبعة برامج لصعوبات التعليم وثلاثة برامج لدمج المكفوفين ومعهد الأمل للصم وضعاف السمع ومعهد التربية الفكرية. دور الأمير مشعل بن سعود في تطور التعليم بالمنطقة من عام 1417ه إلى عام 1424ه وفي ركب التطور والإنجاز كانت وما زالت وستبقى هنالك جهود طيبة لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أمير منطقة نجران جهود آتت أكلها تنمية وتطوراً في كل المجالات ولعل أبرزها في قطاع التعليم حيث بلغ عدد المدارس في العام الدراسي 1424/1425ه (279) مدرسة منها (151) مدرسة ابتدائية و (84) مدرسة متوسطة و (44) مدرسة ثانوية وقد بلغ عدد الفصول (1984) فصلاً وبلغ عدد الطلاب (46144) طالباً كما بلغ عدد مدارس محو الأمية (38) مدرسة إضافة إلى مدرستين عسكريتين. وانطلاقاً من الاهتمام بالكم والكيف معاً في العملية التربوية والتعليمية فقد تم افتتاح أربع وحدات للصحة المدرسية وهي على النحو التالي: 1- الوحدة الصحية المدرسية بمحافظة شرورة. 2- الوحدة الصحية المدرسية بمحافظة حبونا. 3- الوحدة الصحية المدرسية بالفيصلية. 4- الوحدة الصحية المدرسية بالجربة. واستكمالاً للمنظومة التربوية والتعليمية بمنطقة نجران نفذت حكومتنا الرشيدة الكثير من الخدمات التعليمية ووفرت أنواعاً مستحدثة من التعليم إضافة إلى التعليم بمراحله المختلفة نذكر منها: 1- التعليم الموازي 2- التعليم المهني 3- التعليم التجاري 4- التعليم الصحي. المراحل التي مرت بها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران: 1- مع بداية التعليم النظامي في العام 1362ه ضمت منطقة نجران إلى معتمدية المعارف ... ثم تحولت إلى إدارة التعليم في أبها. 2- في عام 1385ه ضمت مدارس نجران إلى إدارة التعليم بمحافظة بيشة. 3- في العام 1386ه أنشىء مكتب الإشراف التربوي بنجران. 4- في العام 1398ه تم تحويل مكتب الإشراف التربوي إلى إدارة التعليم بمنطقة نجران. 5- في عام 1414ه حولت إدارة تعليم نجران إلى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة نجران. 6- في عام 1424ه أصبحت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران بناءً على تغير مسمى وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم. أسماء المدراء الذين تولوا إدارة التعليم بمنطقة نجران وتواريخ عملهم: الأستاذ/ عبدالعزيز بن أحمد العياضي «1386 - 1417ه» الأستاذ/ أحمد بن عبدالرحمن الهلال «1417 - 1418ه» الأستاذ/ حسن بن أحمد القربي «1419ه إلى الآن». الدراسات السابقة لقد تناول موضوع التعليم في منطقة نجران عدة دراسات بحثية سبقت هذه الدراسة على درب التعريف بالمنجزات وتتطلب الأمانة العلمية ذكر أبرزها هنا: 1- مسيرة التعليم بنجران - كتيب وثائقي صدر عن الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران عام 1421ه وهو كتيب مطبوع على ورق مصقول يبدأ بحوار الأجيال مع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود ثم استعراض للتعليم في المنطقة بقلم المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة نجران الأستاذ حسن بن أحمد القربي وحوارات مع رواد التعليم بالمنطقة ثم عرض لبعض الأنشطة الطلابية التي تميزت فيها مدارس المنطقة. 2- التاريخ التعليمي لمنطقة نجران - دراسة مختصرة صدرت عن البحوث التربوية بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران للأستاذ عبداللطيف طاهر علاقي مشرف البحوث التربوية سابقاً وكان ذلك عام 1416ه وهي دراسة موجزة تناولت التاريخ التعليمي للمنطقة ثم بيان بأسماء المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية إضافة إلى إحصائيات ورسوم بيانية خلال الفترة من عام 1363ه إلى عام 1416ه ثم صور لأهم المنشآت المدرسية. ومن هنا يتضح أن الدراسات السابقة لم تتناول المنجزات التعليمية منذ عام 1417ه وحتى عام 1424ه فقد كانت الخطى ثابتة والإنجازات عظيمة فرأت هذه المقالة أن تتم ما وقف عنده الآخرون خدمة لهذه المنطقة العزيزة التي تعد لؤلؤة في عصر دولة التوحيد والبناء.