طالعتنا (الجزيرة) في عددها 12432 بخبر يبين مدى الجهود الرائعة التي تقوم بها لجنة المناصحة بوزارة الداخلية والتي تقوم بما من شأنه مناصحة الموقوفين بقضايا أمنية ذات صلة بفكر الفئة الضالة من خلال إقامة برنامج توجيهي يشارك فيه نخبة من العلماء والدعاة والمختصين في علوم العقيدة والعلوم الشرعية والنفسية والاجتماعية ويستهدف هذا البرنامج من يعتنقون أفكاراً مخالفة لمنهج الوسطية المعتدل وذلك لتبصيرهم بخطورة ما هم عليه من ضلال وإيضاح الحق لهم، حيث يتم ذلك من خلال حوار صريح بين أعضاء لجنة المناصحة والموقوفين، كما ان هذه اللجنة تقوم بتزويد الموقوفين بالكتب اللازمة وإقامة دورات علمية في قضايا فكرية ذات صلة بالأفكار التي يعتنقونها. ولعل هذه الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية لهي دليل قاطع على الجهود التي تبذلها المملكة في محاربة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل وتسخير الكفاءات العلمية إلى جانب رجال الأمن من أجل استئصال الإرهاب من جذوره، ولم تغفل الدولة رعاها الله الدور الإنساني من خلال إعطاء الفرصة لمن يعود إلى طريق الحق بعد أن يعلم أن ذلك الفكر الضال هو فكر يتعارض مع ديننا الإسلامي الحنيف والذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال وينبذ الغلو والتطرف وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق. وهذا ما حققته وزارة الداخلية حيث تم الإفراج عن أكثر من (700) من الموقوفين بعد أن ثبت خلال مناصحتهم عدولهم عن الأفكار والمعتقدات الهدامة الضارة بأمن وطنهم ومجتمعهم خاصة أولئك الذين لم يتورطوا في الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد في الفترة الأخيرة. وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً يسجل لوزارة الداخلية السعودية التي أثبتت أنها وزارة حملت على عاتقها استتباب الأمن في البلاد إضافة إلى انها وزارة إصلاح وتربية من خلال جهودها مع أولئك الموقوفين بتبصيرهم بطريق الحق وتصحيح أفكارهم الضالة. وهنا يتوجب على إعلامنا السعودي مسؤولية إبراز تلك الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الداخلية في محاربة الإرهاب وبشكل (موسّع) ومستمر ليعي المجتمع والعالم أجمع مدى الجهود التي تبذلها المملكة في محاربة الإرهاب وما تقوم به من جهود جبارة ليس فقط في مطاردة الإرهابيين والقبض عليهم وتفكيك الخلايا الإرهابية وإنما بإبراز ما تقوم به الدولة من جهود تتمثل في إعادة تأهيل أفراد الفئة الضالة ومساعدتهم في أن يكونوا مواطنين صالحين من خلال مناصحتهم وتصحيح أفكارهم والقيام بما من شأنه تثقيفهم بدينهم الصحيح وتوجيههم التوجيه السليم الذي يساعدهم لأن يسلكوا طريق الحق والصواب. أعتقد ان على كافة مؤسساتنا أن تحذو حذو وزارة الداخلية في محاربتها للإرهاب وذلك من خلال استمرار الحملات والبرامج والنشاطات التي من شأنها بيان خطر الإرهاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الجهاد، تلك المفاهيم التي جعلت البعض يتعاطف مع تلك الفئة الضالة، فنحن لا نريد أن ننتظر حتى تأتي عملية إرهابية لكي نقيم البرامج والندوات واللقاءات، بل اننا بأمس الحاجة إلى أن تستمر تلك الجهود لتكون عوناً بإذن الله في القضاء على الفكر الضال وأعوان الشيطان ممن انتهجوا منهج التفجير والقتل. الحرب على الإرهاب بحاجة إلى تعاون كامل ومستمر بين مختلف قطاعات الدولة. أسأل الله العلي القدير ان يحفظ لنا وطننا من كل شر.