اندلعت معارك عنيفة أمس السبت في مدينة قريبة من بيداوة، عاصمة الحكومة الموقتة في جنوبالصومال، بين القوات الحكومية مدعومة بوحدات إثيوبية والميليشيات الإسلامية، بحسب سكان وعناصر ميليشيات. وهاجمت قوات حكومية مجهزة بشاحنات مزودة بمدافع رشاشة مدينة بوارحاكابا على بعد حوالي ستين كلم من بيداوة، وخاضت مواجهات مع الميليشيا المحلية الموالية للإسلاميين. وقال الشيخ محمد إبراهيم بلال قائد ميليشيا المحاكم الإسلامية في المنطقة إن القوات الحكومية مدعومة بجنود إثيوبيين هاجمتنا في بوراحاكابا، وأمرت الميليشيا المحلية بالانسحاب من المدينة. وأورد قائد الميليشيا المحلية إبراهيم بورو: تعرضنا لمكمن داخل المدينة، لقد هاجمونا وخضنا مواجهة لنحو ساعة، ثمة ضحايا لكنني لا أستطيع تحديد العدد، رجالي جرحوا ودفعنا خارج المدينة. وذكر السكان أنهم شاهدوا مقاتلين في بزات عسكرية إثيوبية يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية في المدينة. وفي بداية الشهر، سيطر جنود صوماليون لوقت قصير على المدينة بمساعدة قوات إثيوبية قائلين إنها باتت تابعة للمنطقة الحكومية، ودفع هذا الهجوم المجلس الإسلامي الأعلى في الصومال إلى إعلان الجهاد ضد إثيوبيا المجاورة. وأفاد حسن مختار أحد السكان أن الجانبين تبادلا إطلاق النار، ونخشى تصاعد المعارك. وتدعم إثيوبيا الحكومة الصومالية الانتقالية في ظل تزايد تهديد الإسلاميين الذي سيطروا في حزيران- يونيو على مقديشو إثر معارك عنيفة استمرت أشهراً، ومذ ذاك تسيطر المحاكم الإسلامية على القسم الأكبر من المناطق الوسطى والجنوبية في الصومال. وأديس أبابا متهمة بإرسال آلاف الجنود إلى الصومال دفاعاً عن الحكومة، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي كرر الخميس أن الجنود الإثيوبيين الموجودين في الأراضي الصومالية ليسوا سوى مدربين عسكريين. وتخشى إثيوبيا ذات الغالبية المسيحية توسع نفوذ الإسلاميين داخل الصومال، وخصوصاً أنهم متهمون بالتطرف. واتهم الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد الخميس المحاكم الإسلامية الصومالية بالتحرك تحت راية طالبان وتنظيم القاعدة وبتجنيد (مقاتلين أجانب) ولاسيما من العرب والأوروبيين. لكن الإسلاميين نفوا أي صلة لهم بالقاعدة وأكدوا في المقابل أنهم أعادوا النظام والأمن إلى المناطق التي يسيطرون عليها. وحذر محللون عدة من تدهور الوضع في الصومال التي قد تتحول إلى ساحة معركة جديدة بين إثيوبيا وإريتريا المتهمة بدعم الإسلاميين، علماً أن البلدين يخوضان نزاعاً منذ الحرب الحدودية بينهما بين عامي 1998 و2000. وتأتي معارك السبت فيما تمارس جامعة الدول العربية ضغوطاً لاستئناف المفاوضات بين الحكومة الصومالية والإسلاميين نهاية تشرين الأول- أكتوبر في الخرطوم. ومنذ بداية هذا العام، لجأ أكثر من ثلاثين ألف صومالي إلى كينيا وازداد تدفق اللاجئين مع سيطرة الإسلاميين على مقديشو في حزيران- يونيو الفائت. وتشهد الصومال حرباً أهلية منذ الإطاحة عام 1991 بالرئيس السابق محمد سياد بري.