تحرك مئات الجنود الاثيوبيين إلى مدينة صومالية ثانية أمس بهدف حماية الحكومة الانتقالية الضعيفة، في وقت انهارت محادثات سلام بين حكومة الرئيس عبدالله يوسف والإسلاميين قبل بدئها في الخرطوم بسبب عبور القوات الاثيوبية الحدود وتهديد أديس أبابا ب"سحق"الإسلاميين إذا هاجموا مقر الحكومة في بيداوة، شمال غربي العاصمة مقديشو. وأكد شهود عديدون أن نحو 200 جندي اثيوبي ترافقهم شاحنات بيك آب مزودة رشاشات وعربات أخرى دخلوا فجر السبت مدينة واجد - وهي قاعدة إغاثية للأمم المتحدة - التي تبعد 75 كلم جنوب شرقي الحدود الصومالية - الاثيوبية. واضافوا أن الاثيوبيين تسلّموا مطار المدينة من ميليشيات مرتبطة بالإدارة المحلية. وتسبب التدخل الاثيوبي في انهيار محادثات السلام بين الحكومة الانتقالية والإسلاميين في الخرطوم برعاية الجامعة العربية. وأعلن الإسلاميون انسحابهم من المحادثات متهمين الحكومة بتلقي دعم"من عدو الصومال"، في إشارة إلى اثيوبيا. وقالت الحكومة بدورها انها لن تحضر المحادثات حتى تتلقى ضمانات دولية بأن أي اتفاق مع الإسلاميين سيُحترم. وقال مصدر تابع للإسلاميين إن مسلحين موالين للميليشيات الإسلامية خاضوا اشتباكاً قصيراً مع قوات الحكومة امس في منطقة تبعد نحو 120 كيلومتراً عن مقر الحكومة الموقتة، مما يزيد المخاوف من اندلاع حرب شاملة. وقال المصدر إن ميليشيات الحكومة استولت على شاحنتين للإسلاميين مزودتين اسلحة ثقيلة واضرمت فيهما النيران خلال القتال الذي دار في منطقة قوريولي. ونفت اثيوبيا مراراً في الأيام الماضية عبور قواتها الحدود الصومالية. كذلك نفته حكومة الرئيس يوسف. وقال نائب وزير الإعلام صلاد علي جيلي لوكالة اسوشييتد برس في بيداوة:"ليس هناك جندي اثيوبي واحد على الأراضي الصومالية. أنفي ان الاثيوبيين يسيطرون على واجد". لكن سكاناً في المدينة أكدوا ان القوات الاثيوبية لم تلق أي مقاومة عندما سيطرت على المطار. وكان الاثيوبيون بدأوا في عبور الحدود الخميس وانتقل 400 جندي منهم إلى بيداوة، 240 كلم شمال غربي مقديشو. وكان الإسلاميون اقتربوا الأربعاء من مقر الحكومة الانتقالية، لكنهم انسحبوا مع تقدم القوات الاثيوبية. وقال زعيم الإسلاميين الشيخ حسن ضاهر عويس لوكالة اسوشييتد برس أمس ان"وجود القوات الاثيوبية في الصومال عدوان مفضوح. نعرف ان اثيوبيا تريد تقسيم الصومال ولا تريد المصالحة بين الشعب الصومالي". واضاف ان أعضاء"المحاكم الإسلامية وممثلي الشعب الصومالي سيقررون الخطوات الملائمة إزاء وجود القوات الاثيوبية في الصومال".