الشعر.. ديوان العرب.. وصوت المشاعر.. وبوابة التاريخ.. الشعر مرآة العقل ونبع الحكمة.. وفتيل الحرب.. الشعر ميزة جميلة وموهبة حقيقية.. يقف لها الناس احتراماً لأنها تجسد الأحداث وتصور المواقف فتبكي لها العيون.. وتعانق السحاب في حالة أخرى وتطير فرحاً في صورة ثالثة.. الشعر يصعب على من لا يمتلك الموهبة أن يتعلمه ويستحيل أن يقنع الناس إذا كان لا يمتلك الموهبة أصلاً مهما سلك من طرق وبذل من جهد. الشعر أخطر من النار وأشد ألماً من السيف.. حيث يبقى أثره ويصعب شفاء جرحه.. أجل الشعر أداة قاتلة وسلاح فتاك ذو حدين.. فهو يرسم أجمل الصور ويحفظ الأحداث والآثار ويبقى حجة دامغة.. كما أنه ينصر المظلوم ويذود عن الحمى ويستحث الهمم.. وهو في نفس الوقت يقلب الحقائق ويشوه الصور ويقرع طبول الحرب.. ويزرع الأحقاد إذا استخدمه من يمتلك الموهبة ولا يملك العقل حين يخرج عن إطار الأدب والدين. هناك أيها الأحبة من يمتلكون هذه النعمة والموهبة ولكن يظلمون أنفسهم ويهفون ذممهم في التجاوزات والأخطاء الفادحة.. ويكون واحدهم أشبه بالمخمور الذي يترنح ولا يعي ما يقول. بل إن هناك شعراء نبحث عن قصائدهم ونحفظ منها الكثير ونحن لم نعرفهم ولم نرهم وعندما يجمعنا بهم لقاء أو نشاهدهم في وسيلة إعلامية أو نقرأ لهم لقاء صحفياً نتمنى أننا لم نرهم وينقلب عنهم التصور رأساً على عقب حيث يتحولون 180 درجة وهو بلا شك أمر مؤسف. حالة خاصة لا شك أن تلك الحالات الخاصة لا تعمم وإن كان العدد يتجاوز الأصابع العشرة! ولكن هذا لا يلغي دور الشعراء الذين كسبوا ثقة ومحبة الناس برزانة عقولهم وجمال منطقهم وهم بلا شك صورة مشرقة للشعر والشعراء. وهذه رسالة من محب إلى كل شاعر يمتلك الموهبة الحقيقية أن يدرك أن هذه الميزة والموهبة خطرة إذا أساء استخدامها فقد يفتح على نفسه أبوابا مغلقة ويدخل في دوامة قد تكلفه حياته ولا يعتقد أن تجاوز حدود الأدب وكسر المألوف هو طريق مختصر للشهرة بل إنه أحد المزالق الخطرة للسقوط المريع. ولا يعتقد من يتشدق بالمجالس والصحافة والمنتديات والأمسيات أنه كسب احترام الناس عندما يتحول إلى مهرج أو شخص موتور يطلق الاتهامات جزافاً ويتطاول على الكبار متجاوزاً بذلك الأعراف والخطوط الحمراء!! من مبدأ (خالف تعرف) الشاعر الحقيقي هو من يحترم نفسه ليفرض احترامه على الآخرين ولا يكون مجرد مهرج لإضحاك الناس أو مصدر فتنة لإثارة الأسئلة المشبوهة بالمعاني الملغومة والمقاصد التافهة لشب نار الخلاف والإساءة إلى الآخرين. مداريات.. من القلب الشعر نعمه يبدد ضيقة الشاعر وترد المعاني بحسب أسلوب شاعرها ليا انتخى بالمعاني دمه الفاير جته القوافي توارد من مصادرها ثم فاح صدره.. لعلّه يبهج الخاطر ما دام عينه عن المرقاد مسهرها