تقاطر آلاف الفنزويليين أمس، إلى الأكاديمية العسكرية في كراكاس حيث سجي جثمان الرئيس الراحل هوغو تشافيز لإلقاء نظرة أخيرة عليه قبل تشييعه في مراسم وطنية اليوم. وكان مئات الموظفين والأعضاء في الحزب الاشتراكي الحاكم توافدوا لوداع قائدهم قبل أن يفتح الصالون أمام الجمهور على مدار الساعة ليل الأربعاء. وقالت يليتزي سانتايلا حاكمة ولاية موناغاس (شمال شرق): «وجدت وجهه جميلاً. سنذكره كما كان، مثلما كان على قيد الحياة». وعرض التلفزيون العام في بث مباشر صور النعش نصف مكشوف، يغطي علم فنزويلا قسماً منه، من دون أن يصور مباشرة وجه الرئيس الذي توفي عن 58 سنة إثر صراع مع السرطان، بعدما حكم البلاد 14 سنة. وتعاقب الفنزويليون أمام النعش في سيل متواصل، بعضهم بالكاد توقف، والبعض الآخر قام بإشارة صليب سريعة أو لامس النعش بيده. وأدى الكثيرون التحية العسكرية فيما كانت مكبرات الصوت تدعو إلى عدم التقاط أي صور. وتجري الجنازة اليوم في حضور العديد من قادة أميركا اللاتينية، وبعضهم وصل مبكراً إلى العاصمة الفنزويلية. ومن الرؤساء الذين تأكدت مشاركتهم رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورؤساء ألبيرو أولانتا هومالا والإكوادور رافايل كوريا ونيكاراغوا دانيال أورتيغا والمكسيك إنريكي بينيا نييتو وتشيلي سيباستيان بينييرا. وأعلن الحداد الوطني في عدد من البلدان منها البيرو والإكوادور ونيكاراغوا وكوبا وتشيلي والبرازيل. وتوجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى كراكاس لحضور الجنازة، فيما أدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس واجب العزاء في مكتب ممثل فنزويلا في رام الله. وبعث البطريرك كيريل بطريرك موسكو وعموم روسيا بتعازيه للشعب الفنزويلي بوفاة تشافيز ووصفه بالرجل المخلص لوطنه والمستقل. ونشرت الحكومة الفنزويلية قوات الجيش والشرطة في أنحاء البلاد، في ما بدا تحسباً لأي قلاقل. وحظرت الحكومة الفنزويلية بيع وتناول الكحول في البلاد خلال فترة الحداد التي تمتد إلى يوم الثلثاء المقبل. وكان جثمان تشافيز نقل الأربعاء من المستشفى العسكري حيث توفي إلى الأكاديمية العسكرية، بمواكبة جنود من حرس الشرف الرئاسي، بعدما جال الموكب سبع ساعات في شوارع العاصمة. وعلى وقع هتافات «يحيا تشافيز» وتصفيق الحشود، أخرج جنود النعش المغطى بالعلم الوطني من الموكب الجنائزي وحمله عدد من معاوني الرئيس الراحل على أكتافهم ودخلوا به مبنى الأكاديمية العسكرية، المكان الشديد الرمزية الذي انطلق منه الرئيس الراحل وهو عقيد سابق في قوات المظليين ليخوض المعترك السياسي. وفتح النعش في الأكاديمية التي توافد إليها العديد من الشخصيات منهم الرئيس بالوكالة نيكولاس مادورو الذي عينه تشافيز نفسه وريثاً سياسياً له، إضافة إلى رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر ورئيسي الأوروغواي خوسيه موخيكا وبوليفيا إيفو مورالس. وأحاط بالنعش مد بشري من مئات آلاف الأشخاص، العديدون منهم في ملابس حمراء بلون «التشافيزيين»، جالوا مع الموكب تحت شمس حارقة. وفي المساء احتشد الآلاف من أنصار الزعيم البوليفاري بعضهم جاؤوا مع عائلاتهم أمام الأكاديمية ينتظرون دورهم لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس، وهم يعانون من العطش والجوع بعدما واكبوا النعش طوال النهار في حر خانق وكان بعضهم يصيح: «نريد رؤية تشافيز». وكان تشافيز يصارع السرطان منذ حزيران (يونيو) 2011 وبعدما أدخل المستشفى شهرين في كوبا عاد في شكل مفاجئ إلى كراكاس في 18 شباط (فبراير) لكنه لم يظهر أو يتكلم علناً منذ ذلك التاريخ.