في البداية أقرر حقيقة مهمة، مفادها: ينبغي علينا جميعا أن نعيد صياغة المواطنة الحقة ونرسخ المفهوم الصحيح للتربية الوطنية وأهميتها وضرورة غرس أسسها ومبادئها في نفوس الناشئة. وهنا أشير إلى ما نص عليه أعضاء مجلس الوزراء في إحدى الجلسات من اعتماد العبارة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين (من نحن من دون المواطن السعودي) منهجا لعمل كل الأجهزة والمؤسسات الحكومية. لقد كان خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود دائم التأكيد على مبدأ أساس لدى جلالته هو المواطن أولا. إن خادم الحرمين محق في تأكيد هذا المبدأ، إذ يعد المواطن اللبنة الرئيسة لأي دولة وفي أي مجتمع ولأي نظام. ثم إن العلاقة الحميمة عبر الأزمان القديمة التي ما زالت راسخة ومتينة بين القيادة والشعب، بين ولاة الأمر وأفراد المجتمع، تؤكد جدارة مثل تلك المبادئ الوطنية. ولا شك أن من أعظم مدلولات (من نحن من دون المواطن السعودي) التأكيد على كون المواطن حجر الزاوية والأساس في أي خطوة تقوم بها دولته وولاة أمره. إن المليك ينتهج المواطنة واقعا قبل أن يدعو إليه مبدأ وأساسا في الحكم والإدارة. ذلك أن المعادلة الصحيحة تقوم على أركان ثابتة قوية، وأبرز تلك الأركان هي التفاهم المشترك والاقتناع الحر والتعاون المثمر والطاعة الحقة. ولا عجب فدولتنا الرشيدة قامت منذ عهد جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهود المملكة على أساس أن الولاء لله ثم للمليك والوطن. دعونا نكون موضوعين أكثر ونسأل أنفسنا قبل أن نسأل الآخرين، إن لم يكن لدينا مواطنة صادقة فكيف يكون إنجازنا وإتقاننا لأعمالنا، بل كيف نكون قدوة صالحة لأبنائنا وإخواننا وأصحابنا وجيراننا وزملائنا وموظفينا. أيها المليك نحن جميعا معك ودعواتنا لك بالتوفيق والسداد خدمة لهذا الوطن وأبنائه. والله من وراء القصد. * مستشار اقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود