رائعة هي الهدية.. تبدأ بالكلمة العذبة وتمر بالوردة وتتخايل بين اللؤلؤ والذهب وتشمخ بالمال.. في نفوسنا نحن البشر!! خمس لآلئ جميلة جداً وصلتني من الشاعر الغائب المبدع أحمد بن عبدالله السعد.. ذلك الشاعر الرقيق الذي يفيض عذوبة وجمالاً.. قال لي وهو يقدمها مازحاً: (خذها وان شئت ان تنسب منها شيئاً إلى نفسك لتقرأها على من تحب.. فلك ذلك). تلك اللآلئ الخمس الجميلة حملت أسماء مذهلة هي: حب اللؤلؤ والأفق الرابع ومن وحي المساءات ولعيونك وها هو الضوء تهادى.. يا الله تلك الأسماء الجميلة المعبرة (اللي تفتح النفس) قارنتها مع رواية أهديت إلي حديثاً تحمل اسم (فسوق) ووجدتني أردد بكل هدوء فعلاً (خلق وفرق) وكل إناء بما فيه ينضح!! تناولت حب اللؤلؤ فصافحتني كلمات الشاعر بندر الدوخي يصور حال شاعرنا أحمد السعد بصدق فيقول: (أحمد السعد في شعر هذا الديوان حائر بين عجزين!! عجزه عن دخول المدينة والذوبان في أحماضها وعجزه عن الانفصال عن القرية التي تشده إلى عالم يقترب كثيراً من الأرض انتماء ويرتفع إلى السماء يقيناً). ولنقتنص تلك اللؤلؤة الجميلة من الديوان: اقلبي الصفحة وخلي ذكرى ماضينا.. سراب وفري - يا أختي - عتابك فاتنا وقت العتاب كنا في الدنيا.. حكاية عمرها عمر العذاب نمشي - ما ندري - نتمنى ينفتح للشوق.. باب كشت الدنيا علينا والزمن يصرخ مناب أحرقتنا الآه وذبنا واحترق نص الكتاب تأملوا فقط (يا أختي وكشت ومناب)، فعلاً فعلاً هو كما قال الدوخي وأكثر!! وتزداد الإثارة حينما يقع ديوان الأفق الرابع بين أصابعك فتذهل من تلك المقدمة التي كتبها الشاعر والدكتور إبراهيم العواجي بلا مجازفة فقال: (كانت قراءتي للأفق الرابع مواجهة حقة.. تحمل في طياتها عناصر المفاجأة والتحدي!! كانت المفاجأة أنني لم أكن أعرف أن خلف تململ أحمد السعد كما عرفته شاعر قصيدة غنائية بديعة.. بركان شعر جديد. والوجه الآخر للمفاجأة قصائد الديوان المناسبة كزخات المطر في وجه الشروق تلامس رمال الدهناء العميقة كعمق ذاكرة الزمن.. لا الإنسان). ولعل تلك البكائية الواقعية هي التي دعت الشاعر الدكتور العواجي ليقول ما قاله بلا مجازفة: بكائية وينتهي الحوار بيننا.. بلا هدف! منعطف يجرنا لمنعطف نتوه في أزقة الكلام خائرين شعارنا البكاء والدموع والخضوع لأي لحظة قميئة.. تطل فيها عاداتنا القديمة لتقبل الهزيمة ونعلن القرار قرارنا الوحيد في صحرائنا الممتدة أن نذبح المودة ونقتل الصبار بالعطش ونشطب الأجندة نوزع العمر الرديء في حقائب المسافرين وترحل الذكرى مع السنين إلى هنا.. إلى هناك ونقبل الفكاك من مصائب الحنين وأما ديوانه من وحي المساءات، فبوح نثري ثري بين هو وهي ترحل فيه دون أن تدري أو تحس وكذلك عندما تدلف إليه فهو يقول: قبل المساء للعصافير أن تزغرد للغيوم أن تهمي وترحل للطقس أن يتبدل لكن هل باستطاعة الإنسان ان يحكم في الأمر بمقاييس ومواصفات متفق عليها في أنحاء الأرض!! ولنقتطع هذا المقطع المعبر من ديوانه ها هو الصوت تهادى: ربة الشعر تنادي ويرد الصوت مشاعر ها هو الضوء تهادى فوق أكتاف الستائر وأنا في العتمة بعض من بقايا اللون خائر بين وعد... ناهد للعمر آسر وعيون ناعسات أشعلت طيب المباخر فاسكبي الشعر وهاتي كل ما تحوي الدفاتر ولنختم تلك الإطلالة الجميلة على هذا الشاعر الذي لطف الفصيح ليتراقص ببساطة الشعبي، وشمخ بالشعبي ليقترب من الفصيح ويغازله بحنان.. أقول لنختم حديثنا هذا ب: امسامحة بين هواك لقلب من تهوى وقول.. وصارحه لا تقعد بجال الرصيف وتشكي عيون الجارحة ولا تحكي عن وقت مضى وهم غشاك البارحة إحساسي ما يكذب ولا اكذب عليك ما أحدٍ بيرجم ذابحة