تجمع أنصار حزب الله من أنحاء لبنان في ضاحية بيروتالجنوبية معقل الجماعة الشيعية أمس الجمعة للمشاركة في مسيرة (النصر) على إسرائيل الذي أعلنه الأمين العام للحزب حسن نصر الله. وشارك مئات الآلاف في الحدث الذي أقيم في الضاحية الجنوبية التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب مع مقاتلي الحزب التي استمرت 34 يوما. وتوجه المئات من الشبان وكبار السن إلى العاصمة على متن سيارات أو سيرا على الأقدام قادمين من قرى الجنوب التي تحملت العبء الأكبر من القصف الجوي والغزو البري الإسرائيلي. وقال علي شلغوب الذي كان يتوجه شمالا إلى الضاحية الجنوبية قادما من بلدة قانا في رحلة طويلة مدتها يومان وطولها 100 كيلومتر (رغم كثرة ما فقدناه من شهداء ودمار في المنازل إلا أننا ما زلنا ثابتين). وإلى جواره سار أناس يلوحون بأعلام ولافتات حزب الله ويرتدون قمصانا صفراء تحمل شعارات الحزب. وتكدس آخرون في حافلات صغيرة وسيارات من أجل الرحلة. وكان من المتوقع أن تتزامن المسيرة التي مع اكتمال انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبلبنان غير أن اللفتنانت جنرال دان حالوتس رئيس الأركان الإسرائيلي قال يوم الأربعاء ان هناك (عدة قضايا ينبغي تسويتها) قبل إمكانية إتمام الانسحاب. وتنسحب القوات الإسرائيلية بشكل تدريجي من الأراضي التي سيطرت عليها خلال القتال الذي بدأ بعدما أسر مقاتلو حزب الله جنديين إسرائيليين في غارة عبر الحدود. وقال منذر كريم الذي قدم إلى بيروت قبل يوم من المسيرة من قرية هناوي الجنوبية (جئنا إلى الضاحية اليوم حتى لا نتأخر على دعوة السيد حسن نصر الله). وأضاف (سنبيت الليلة في سيارتنا). وأعلن حزب الله انه انتصر في الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 1200 شخص في لبنان أغلبهم من المدنيين و157 إسرائيليا أغلبهم من الجنود. وكان نصر الله دعا أنصاره عبر تلفزيون المنار التابع للحزب إلى المشاركة في مسيرة النصر بالضاحية الجنوبية التي وصفها بأنها ضاحية الشرف والمجد والثبات والنصر للبنان بأكمله. واعتبر نصر الله أن الاحتفال فرصة لتجديد العهد وإعلان الفرحة بالنصر أمام العالم كله. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية معاقل حزب الله خلال الحرب كما قصفت جسورا وطرقا في أنحاء لبنان مما دفع قرابة مليون شخص إلى النزوح عن منازلهم. وأطلق حزب الله قرابة أربعة آلاف صاروخ على شمال إسرائيل. وبموجب هدنة أوقفت القتال في 14 أغسطس آب يجري حاليا نشر تعزيزات لقوة الأممالمتحدة في جنوبلبنان المعروفة باسم اليونيفيل وقوات الجيش اللبناني في الجنوب لمراقبة الهدنة ومحاولة تأكيد سلطة الحكومة اللبنانية. من جهة أخرى تواجه قوة الأممالمتحدة العاملة في لبنان (اليونفيل) التي فاق عددها مؤخرا عتبة 5000 جندي التي وضعتها إسرائيل كشرط لانسحاب جيشها التام من لبنانالجنوبي، تحدي تثبيت الاستقرار في منطقة طبعها العنف منذ عقود. وسيقع على عاتق جنود الأممالمتحدة مهمة ضمان وقف المعارك بين إسرائيل وحزب الله، وحماية المدنيين ومساعدة الجيش اللبناني على استكمال انتشاره على طول الحدود مع الدولة العبرية بعد 40 عاما من الغياب. كما ينبغي عليهم أيضا منع وجود السلاح غير الشرعي في هذه المنطقة التي تشكل معقلا لحزب الله اللبناني. ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة، سيكون على قوة اليونفيل التي يمكن ان يرتفع عددها إلى 15 ألف رجل ان تبرهن على القدرة على التمتع بفعالية حقيقية. وأشار اللفتانت - كولونيل اوليفييه دي كافينز، قائد الكتيبة الفرنسية الأولى إلى أن (اليونفيل منتشرة في المنطقة منذ سنوات، بيد ان ذلك لم يحل دون تمرير السلاح عبرها).