يشهد اليمن الشقيق اليوم الأربعاء مرحلة جديدة من الانتخابات بعد رجوع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن قراره بعدم ترشيح نفسه للرئاسة نزولاً لرغبة الشعب اليمني الذي ناشده بالعودة عن قراره وترشيح نفسه للرئاسة من جديد. ويخوض الرئيس في العديد من المناطق اليمنية جولة لترشيح نفسه للرئاسة مع منافسه فيصل بن شملان تشير صورتها إلى تقدم الرئيس اليمني على منافسه بفارق كبير في جميع مناطق اليمن بدون استثناء. (الجزيرة) التقت بأحد أبرز الشخصيات التي تتمتع بمكانة سياسية واجتماعية وقبلية في اليمن معروف بصراحته لدى جميع الأوساط الرسمية والمدنية انه الشيخ غالب بن ناصر الأجدع شيخ شمل قبائل مذحج اليمنية والذي بدأ حديثه مع (الجزيرة) بتوجيه العديد من الانتقادات للعديد من الأحزاب التي لم يسمها في اليمن. وقال: إنها تحمل شعارات فضفاضة لا تغني ولا تسمن من جوع فيما البعض منها للأسف الشديد يعمل على خراب البلاد وزعزعة أمنه واستقراره عبر وسائل مختلفة من الطرق وقال: إن السلبيات التي خلفتها بعض الأحزاب كانت سلبية انعكست على استقرار الأوضاع في اليمن بصورة عامة موضحا أن اليمن اليوم يحتاج إلى سلطة فيها رجال أوفياء ومخلصون لا يفكرون إلا في مصلحة اليمن وشعبه. ووصف الشيخ غالب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أحد المرشحين لرئاسة اليمن في الانتخابات الجارية حالياً بأنه يتمتع بصفات إيجابية ومن يحكم بلاد مثل اليمن لا بد أن يتحمل المشاق ويركب الصعاب والرئيس شهم جداً وقدم لليمن الكثير من الإنجازات التي لا شك أنها حققت لليمن مكانة متقدمة لكن لا تزال هناك معاناة ترهق المواطن اليمني في مقدمتها عنصران مهمين هما (الأمن والعدل) اللذان بدونهما لا يمكن أن يتحقق أي نمو أو تقدم أو تطور ورقي في أي بلد مهما كانت قوة ومتانة سلطته والرئيس اليمني علي عبدالله صالح وهو يستعد حالياً للفوز بفترة جديدة في السلطة هو الأجدر والأفضل للقيام بتصحيح كثير من الأوضاع وعلينا أن نعترف بالحقيقة وألا نتجاهلها على الإطلاق حتى لا نبدأ بخداع أنفسنا، هذا وطن وشعب علينا جميعاً مسؤوليات كبيرة تجاهه من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا القادمين وهذه أمانة يجب أن نقوم بها على أكمل وجه بدون مجاملات وليس بالضرورة أن نحقق هذه الطموحات في الأمن والعدل ما بين يوم وليلة ولكن علينا أن نسير خطوات سريعة باتجاه هذا الهدف حتى نصل إليه ونحافظ عليه بعقل وحكمة ووعي وإدراك ومسؤولية ويجب أن ينصب تفكيرنا على الاهتمام بالوطن والمواطنين ونضع كل ما يصل للبلاد والعباد في مقدمة الأولويات ونضع من هذين المطلبين إحساساً وإشعاراً بقداستهما ولا نسمح لأي كائن كان من المساس به والإساءة إليه من الداخل والخارج. ونحن مستعدون أبناء قبائل اليمن كافة أن نقف خلف فخامة الرئيس في السراء والضراء حتى تحقق هذه المطالب في العدل والأمن ونقود اليمن بيد واحد نحافظ بها عن كل المكتسبات التي نتطلع إلى تحقيقها في المرحلة القادمة في عهد الرئيس علي عبدالله صالح الذي لا شك أنه إذا طالت بنا الأعمار سوف يفوز بالرئاسة في اليمن خلال هذه الانتخابات. ووصف المرشح فيصل بن شملان بأنه رجل جيد للغاية ولو كنت من الناخبين لرشحته لكنه لن يفوز، وليس أمامنا سوى الدعاء والتمني للرئيس علي عبدالله صالح كل التوفيق والنجاح ومثلما ذكرت في السابق أنه يحمل العديد من الصفات للاستمرار في قيادة السفينة إلى بر الأمان ووصف ما يجري في اليمن حالياً من أعراس انتخابية بأنها ظاهرة صحية لاكتشاف الأفضل والأحسن للوصول للسلطة ولكن يجب أن نتعامل مع مثل هذه المناسبات بمثل مستواها تماما وتتسع دائرة الوعي لدى الجميع لاختيار الأفضل وبصورة ديمقراطية حقيقة لنقل السلطة بسلام وأمان وقد شهد هذا العرس العديد من الحوادث التي كنّا لا نتمنى وقوع مثلها منها حادث التدافع الذي وقع في إب، أين كان التنظيم والمتابعة في ملعب رياضي لكرة محدود المساحة ليفتح أمام أمة بأكملها للدخول إليه ليلقى البعض منهم حتفه.. وعلى من تقع المسؤولية نتيجة هذا التقصير والإهمال ويجب ألا يتكرر، ويجازى المتسبب أي من كان.. فالمحافظة على أرواح المواطنين مهمة جداً ويجب أن يضع كل مسؤول ذلك أمام عينه ومن هنا يجب أن يختار الناخبون المرشح الذين يرون فيه الخير للوطن والمواطن، هذه أمانة يجب أن نحرص عليها مع أنفسنا والدين يحثنا عليها ويشدد على العمل بها لدرجة أنها وردت في كثير من السور القرآنية التي نزلها الله عن طريق رسله لعباده في الأرض ومنها {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً} سورة الأحزاب (72). ودعا ووجه الزعيم القبلي غالب الأجدع انتقادات شديدة لظاهرة اختطاف السياح الأجانب الذين يحلون ضيوفاً على اليمن، سواء كانوا ممن يقيمون فيه أو ممن يزورنه. وقال: إن هذا العمل يسئ بالدرجة الأولى لكل أبناء اليمن ويشوّه صورته وحضارته وسمعته الطيبة في الخارج، فلماذا تصنع مثل هذه الإساءات لليمن العريق؟ إن مثل هذه الظاهرة لا شك ستعيدنا إلى الحديث عن الأمن والعدل ولكن ان يصل الأمر بإقدام البعض بعمليات خطف السياح الأجانب واحتجازهم والتهديد بقتلهم في ظل وجود سلطة على البلاد فهذا بدون شك أمر خطير يجب ان نتعامل معه بحزم وقوة وإلا ستصبح ظاهرة عادية من أراد من السلطة شيء ولم تحققه له ليس عليه سوى خطف سائح وبقدر ما يدهشني من عدم التعامل مع مثل هذه الحوادث بحزم شديد يدهشني أكثر الأشخاص اليمنيون الذي يقومون بتنفيذ مثل هذا العمل وما الذي يدفعهم إلى ذلك؟ ومن هذا المنطلق علينا كيمنيين أن نضطلع بمسؤولية مشتركة للمحافظة على الأمن والاستقرار في اليمن وعلى شيوخ القبائل استنكار ظاهرة خطف السياح الأجانب والتصدي لها ووضع قوانين وأعراف قبلية تمنع الاستمرار في خطف السياح والوقوف مع النظام لمكافحة هذه الظاهرة والقضاء عليها من جذورها. وتحدث الشيخ غالب عن الإرهاب في اليمن بصورة عامة وما وقع مؤخراً من محاولة لتفجير مواقع لمنشآت نفطية في مأرب وحضر موت يستفيد منها الوطن والمواطنون في مختلف أنحاء اليمن. وقال في هذا السياق: إن الإرهاب ظاهرة عالمية ابتلي بها اليمن مثلما ابتليت بها العديد من دول العالم وهذا الإرهاب لا دين ولا عرق له يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وهو عدو لكل من يعيشون في أمن واستقرار. وأكد أن الإرهاب لا يوجد فكرياً في اليمن على شكل ظاهرة لكن علينا مسؤوليات كبيرة في اليمن للتعاون على القضاء عليه والتعاون مع بعضنا للمحافظة على ديننا ومصالحنا وأمننا واقتصادنا التي يستهدفها مثل تلك الأعمال الإرهابية وما حدث مؤخراً من محاولة لتفجير منشآت نفطية في اليمن يعد بكل المقاييس جريمة في حق الوطن. ودعا الأجدع الشباب الذين تغسل عقولهم بمثل هذا الفكر إلى العودة إلى جادة الصواب وطالب بحمله توعوية شاملة في جميع مناطق اليمن وفتح مجال واسع للحوار عن مدى خطورة ظاهرة الإرهاب وضرورة التصدي لها. وفيما يتعلق بظاهرة الثأر التي لا تزال تتكرر في اليمن وقال: إن هذه الظاهرة قديمة وتكرر من حين إلى آخر وتقلق الجميع برغم أننا تمكنا من القضاء على كثير من مشاكل الثأر وأسست منظمة محلية مشكلة من كافة وجهاء اليمن من علماء وشيوخ قبائل وتمكنا من وضع حلول نهائية لعدد كبير من قضايا الثأر وانفقنا مزيداً من الأموال من خزائننا الخاصة إلى درجة الإفلاس ولم نجد أي نوع من المساعدة لدعم خزينتنا للاستمرار بشكل متواصل. وقال: إن مشايخ القبائل يبذلون جهوداً كبيرة للإصلاح بين الناس في كثير من قضايا الثأر التي يرجع تاريخ بعضها للأسف الشديد إلى سنين عديدة ونأمل من السلطة الجديدة في المرحلة القادمة تقديم الدعم المادي للمشايخ الذين يقومون بطي ملفات الثأر بين بعض القبائل اليمنية وإيقاف هدر الدماء التي تتساقط بالعشرات والمئات في بعض الأحيان نتيجة ملاحقات ثأرية بين قبيلة وأخرى.