قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان وبينما يتسابق المخرجون المصريون للانتهاء من تصوير مسلسلاتهم الجديدة للحاق بمواعيد العرض بعد أن تم تسويقها، تهدّد مشكلات قضائية عدداً من الأعمال بالحرمان من العرض إذا لم يتم الفصل فيها قبل بدء أيام الشهر الكريم. ولعل أقرب الأعمال عرضة لعدم العرض في رمضان مسلسل (السندريلا) الذي كتبه عاطف بشاي ويخرجه سمير سيف وتقوم ببطولته منى زكي ومدحت صالح وتدور أحداثه حول حياة الراحلة سعاد حسني. وشهد المسلسل صراعاً قضائياً بين منتجه وشركة العدل للإنتاج منذ اليوم الأول للإعلان عن بدء تصويره. وأصدرت محكمة مصرية مؤخراً حكمها بإلزام منتج المسلسل طارق نور بوقف نشره أو عرضه وحق شركة العدل في إنتاج المسلسل بحسب تعاقدها السابق مع أسرة سعاد حسني مقابل مبالغ مالية تم دفعها بالفعل وتجهيزها لإنتاج برنامج مسابقات تليفزيوني لاختيار وجه جديد للقيام بدور سعاد حسني على غرار برنامج (العندليب من يكون). ورغم تلك الأحكام استمر تصوير المسلسل وتقدم منتجه بطلب لاستئناف الحكم القضائي في محاولة لتفادي أزمة حرمان المسلسل من العرض بناء على الحكم خاصة بعد إنهاء التعاقد مع محطة تليفزيون (إل بي سي) اللبنانية لعرضه حصرياً طوال أيام رمضان. لكن الموقف تأزم كثيراً عندما أصدر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية استناداً إلى حكم المحكمة قراراً بإلغاء الترخيص الممنوح للمنتج بتصوير وعرض المسلسل حتى يتم الفصل في النزاع القضائي القائم حوله بما يعني عدم عرضه في رمضان باعتبار الفترة المتبقية لن تكفي للفصل في القضية. كما يتعرض مسلسل (العندليب) لموقف مشابه، حيث أقام محمد شبانة ابن شقيق عبد الحليم حافظ دعوى قضائية عاجلة يطلب فيها وقف عرض المسلسل الذي كتبه مدحت العدل ويخرجه جمال عبد الحميد ويقوم ببطولته عبلة كامل وكمال أبو رية والوجه الجديد شادي شامل ويتناول سيرة حياة عبد الحليم. واستند شبانة في دعواه إلى مخالفة شركة العدل المنتجة للمسلسل لشروط العقد المبرم مع ورثة الفنان الراحل والذي يؤكّد حقهم في الاطلاع على السيناريو قبل تصويره وهو الأمر الذي تجاهلته الشركة مما أثار شكوك الورثة تجاه نيتهم وطريقة مناقشتهم لعدد من التفاصيل المثيرة للمشاكل في حياة العندليب ومنها زواجه من سعاد حسني. ورغم الدعوى القضائية القائمة استمر فريق عمل (العندليب) في التصوير أيضاً في محاولة جادة للانتهاء من تجهيز المسلسل لعرضه في رمضان بعد أن تم التعاقد مع قناة (إم بي سي) لعرضه حصرياً باعتبارها مشاركة في إنتاجه بعد أن شاركت في إنتاج البرنامج الخاص باختيار بطله الشاب وعرضته على شاشتها حصرياً أيضاً. أما مسلسل (أحلام لا تنام) تأليف سماح الحريري وإخراج مجدي أبو عميرة وبطولة النجمة إلهام شاهين ونبيل الحلفاوي فتعرّض لمشكلة مختلفة، حيث أقامت الطبيبة المصرية رشا سمير دعوى قضائية متهمة منتجيه والمؤلفة بسرقة المسلسل من قصة قصيرة لها نشرتها ضمن مجموعة قصصية أصدرتها مؤخراً. وطالبت في دعواها بوقف تصوير المسلسل ومنع عرضه لما في ذلك من تعدٍ على حقوقها المادية والأدبية الموثقة، حيث لم تتعاقد معها جهة الإنتاج على حقوق استغلال القصة في مسلسل تليفزيوني في حين نسبت الكاتبة القصة لنفسها ووضعت اسمها على النص باعتبارها مؤلفته دون وجه حق. وفي حين يستغرق الفصل في الدعاوى القضائية المماثلة الكثير من الوقت فإن الأعمال الثلاثة ليس لديها وقت كاف للانتهاء من تلك النزاعات التي تهدد بحرمانها من اللحاق بالعرض الرمضاني إضافة إلى أنها لا تزال قيد التصوير ولم يتم الانتهاء من أي منها بعد.