هناك اعتقاد خاطئ عند الناس وهو أن مرض الروماتيزم ليس له علاج سوى المسكنات، إلا أن علاج الروماتيزم الالتهابي يتلخص في العناية بالمفاصل والعلاج بالأدوية لذا فهو تعاون بين الفريق الطبي والمريض، حيث يحتاج المريض للموازنة بين الراحة وتمارين المفاصل، فالراحة الزائدة قد تؤدي إلى تيبس المفاصل وضمور العضلات، ولذلك يجب على المريض استعمال المفاصل ما أمكن ذلك ويجب وقف الحركة عند الشعور بالألم الشديد أوعند حدوث تورم أو احمرار بالمفصل، وهناك علاجات حديثة لالتهاب المفاصل الروماتيزمي عبارة عن عقاقير حيوية تعطى لحالات الروماتيزم الحادة والتي فشلت في الاستجابة للعقاقير التقليدية على شكل حقن بالوريد أو تحت الجلد وقد أثبتت هذه العلاجات فعاليتها في حالات الروماتيزم الالتهابي المستعصية، ويعرف الالتهاب الروماتيزمي بأنه التهاب شبه حاد أو مزمن غير مصحوب بصديد، ويؤثِّر على المفاصل الطرفية بصورة متطابقة على جانبي الجسم. وهو عادة يتطور في شكل انتكاسات وفترات هدوء قد تصاحب بأعراض وعلامات عامة تؤثِّر على باقي الجسم مثل ضعف الدم (الأنيمياء) ونقص الوزن وارتفاع في ترسيب الدم. ويصيب مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي أجهزة الجسم المختلفة، ولكن في معظم الحالات فإن إصابة الجهاز الحركي هي التي تسود أعراض وعلامات هذا المرض. وإصابة الجهاز الحركي هي الأساس لتشخيص هذا المرض. آثار التهاب الروماتيزم وحول الآثار التي يحدثها هذا الالتهاب في حالة الالتهاب الروماتيزمي فإن الجهاز المناعي لسوء الحظ يهاجم الأنسجة الموجودة بالمفاصل أو الغشاء المبطن للمفصل مما يؤدي إلى إتلاف الغضروف وجزء من العظم، وأيضاً قد يحصل تدمير للأربطة المحيطة بالمفصل والتي تمنع الحركة الزائدة غير المرغوب فيها مما يؤدي إلى اختلال وعدم ثبات بالمفصل، وليس هناك اختبار معملي واحد معين لتشخيص المرض ولكن يتم تشخيص المرض من المعلومات التي يحصل عليها الطبيب من المريض والكشف الطبي والاختبارات المعملية بالإضافة إلى الأشعة وتقنيات التصوير الأخرى. وهناك اختبارات الدم والتي تساعد في تشخيص المرض وتدل على نشاطه مثل عامل الروماتيزم، وهي مفيدة في تشخيص حالات المرض المبكر، وصور الرنين المغناطيسي والموجات الصوتية تعطي تشخيصاً دقيقاً ومبكراً لهذا المرض وهي تتفوَّق على أشعة أكس التقليدية. الروماتيزم المفصلي ويعتبر الروماتيزم المفصلي العظمي من أكثر أنواع الروماتيزم انتشاراً وهو يصيب الغضاريف المادة اللينة الكاسية للمفصل التي تسهل حركته بحيث تصبح خشنة وتقل حيويتها والسبب ضعف التغذية في هذه الغضاريف والتغذية العامل الأساسي في بناء أنسجة وأعضاء الجسم، البناء الذي يقاوم ما يقابله من هدم واستهلاك في هذه الأنسجة والأعضاء، فطبيعة حياة أجسامنا عملية بناء وهدم وتكون هذه العملية متوازنة في سن الطفولة وفي مرحلة الشباب: ثم تتضاءل بعد ذلك عملية البناء وتستمر عملية الهدم ولذلك تبدأ الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي بعد الثلاثين وتزداد مع تقدم السن فيقل عدد الخلايا التي تغذي الغضاريف فتصفر وتتشقق وتنبري ويحس المصاب بصعوبة في القيام والجلوس وصعود السلم ونزوله والمشي مسافة طويلة كما يحس بصعوبة في ثني وفرد الركبتين إذا أصابهما الروماتيزم أما إذا أصاب أطراف الأعصاب فتنشأ عنه عقد عظيمة لا ضرر منها سوى التشويه، وقد يصيب الروماتيزم المفصلي فقرات الرقبة أو أسفل الظهر أو الفقرات الصدرية وقد يصيب كعب القدم بصورة نتوء عظمي أفقي أسفله على شكل شوكة، وكل ما يساعد على الهدم في بنيان الجسم يساعد على الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي بسرعة، مثل إصابة المفصل بكدمه شديده نتيجة الاصطدام بشيء أو إصابته بالتهاب شديد أو بكسر والسمنة، إذ اتضح أن تخلّل خلايا دهنية داخل الغضاريف يساعد على تشققها وتحلّلها كذلك ضعف الدورة الدموية وقلة إفراز الغدة الدرقية ومرض البول السكري كل هذا يساعد على الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي. أمراض أخرى وكذلك تساعد على الإصابة به الإصابة بأي مرض روماتيزمي آخر مثل النقرس والحمى الروماتيزمية، ويلعب الاستعداد الشخصي الوراثي في ضعف الغضاريف دوره المهم، وكان هذا المرض فيما مضى يسبب تقاعد الشيوخ، أما الآن فوسائل العلاج الحديثة تحول دون تمادي الأعراض إلى مضاعفات، وكلما بادر المريض إلى العلاج المبكر كانت النتيجة أفضل وإلا كانت المضاعفات مع إهمال العلاج نمو نتوءات عظمية إلى درجة تحدد حركة المفصل وتلاشي الغضاريف الكاسية للعظم بحيث تصعب حركة المفصل، وعلاج الروماتيزم المفصلي العظمي يعتمد أصلاً على إزالة أي سبب يكون قد ساعد على الإصابة به وتقوية الغضاريف بعقاقير تعتمد على اليود والكبريت وفيتامين أ وتنشيط الدورة الدموية في المفصل بوسائل مختلفة أهمها الأشعة القصيرة، والوقاية في تحاشي السمنة، وعلاج أي التهاب في المفصل بسرعة، والعلاج الجراحي للتشوهات الخلقية التي تسبب أي انحراف في محور المفصل. يمكنكم الإطلاع على الإصدار الأخير من مجلة مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي من خلال موقعنا على الإنترنت www.hmc.com.sa ولاستفساراتكم راسلونا على البريد الإلكتروني : [email protected]