قال الدكتور ياسر المذيب طبيب أمراض الروماتيزم بمستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم الحاصل على البورد الفرنسي إن الروماتيزم المفصلي (العظمي) هو أكثر أنواع الروماتيزم انتشاراً وهو يصيب الغضاريف (المادة اللينة الكاسية للمفصل التي تسهل حركته) بحيث تصبح خشنة وتقل حيويتها والسبب في ذلك ضعف التغذية بهذه الغضاريف والتغذية العامل الأساسي في بناء أنسجة وأعضاء الجسم، البناء الذي يقاوم ما يقابله من هدم واستهلاك في هذه الأنسجة والأعضاء. الإصابة بالروماتيزم دليل على توقف البناء الجسماني وأشار الدكتور المذيب إلى أن طبيعة حياة أجسامنا عبارة عن عملية بناء وهدم وتكون هذه العملية متوازنة في سن الطفولة وفي مرحلة الشباب ثم تتضاءل بعد ذلك عملية البناء وتستمر عملية الهدم ولذلك تبدأ الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي بعد الثلاثين وتزداد مع تقدم السن فيقل عدد الخلايا التي تغذي الغضاريف فتصفر وتتشقق وتبدأ بالتآكل ويشعر المصاب بصعوبة في القيام والجلوس وصعود السلم ونزوله والمشي مسافة طويلة كما يشعر بصعوبة في ثني وفرد الركبتين إذا أصابهما الروماتيزم أما إذا أصاب أطراف الأعصاب فتنشأ عنه عقد عظمية لا ضرر منها سوى التشويه. السمنة تسبب تشقق في الغضاريف وأضاف الدكتور المذيب أن الروماتيزم المفصلي قد يصيب فقرات الرقبة أو أسفل الظهر أو الفقرات الصدرية أو المفاصل الحاملة للجسم مثل الوركين والركبتين وقد يصيب كعب القدم بصورة نتوء عظمي أفقي أسفله على شكل شوكة. السكري يساعد في الإصابة مضيفاً أن كل ما يساعد على الهدم في بنيان الجسم يساعد على الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي بسرعة، مثل إصابة المفصل بكدمة شديده نتيجة الاصطدام بشيء أو إصابته بالتهاب شديد أو بكسر والسمنة، إذ اتضح أن تخلل خلايا دهنية داخل الغضاريف يساعد على تشققها وتحلّلها كذلك ضعف الدورة الدموية وقلة إفراز الغدة الدرقية ومرض البول السكري كل هذا يساعد على الإصابة بالروماتيزم المفصلي العظمي. العلاج الحديث يساعد على شفاء المرض ووقف المضاعفات وعن الدور الوراثي للمرض قال الدكتور المذيب أن الاستعداد الشخصي الوراثي يلعب دوراً هاماً في ضعف الغضاريف، وكان هذا المرض فيما مضى يسبب تقاعد الشيوخ، أما الآن فوسائل العلاج الحديثة تحول دون تمادي الأعراض إلى مضاعفات. نتائج أفضل مع المتابعة الطبية المبكرة ومؤكّداً على أنه كلما بادر المريض إلى العلاج المبكر كانت النتيجة أفضل وإلا كانت المضاعفات مع إهمال العلاج نمو نتوءات عظمية إلى درجة تحدد حركة المفصل وتلاشي الغضاريف الكاسية للعظم بحيث تصعب حركة المفصل مترافقة مع تحديد حركة المريض إذا كان المفصل المصاب هو الورك أو الركبة. تقوية الغضاريف وفي الختام أفاد الدكتور المذيب أن علاج الروماتيزم المفصلي العظمي يعتمد أصلاً على إزالة أي سبب يكون قد ساعد على الإصابة به وتقوية الغضاريف بعقاقير تعتمد على اليود والكبريت وفيتامين أ وتنشيط الدورة الدموية في المفصل بوسائل مختلفة أهمها الأشعة القصيرة. مضيفاً بأن الوقاية تأتي في تحاشي السمنة، وعلاج أي التهاب في المفصل بسرعة، والعلاج الجراحي للتشوّهات الخلقية التي تسبب أي انحراف في محور المفصل.