يعد الروماتيزم مصطلحاً عاماً يشمل العديد من الأمراض الالتهابية، التي تصيب العظام والمفاصل والغضاريف. ولا يقتصر الروماتيزم على المسنين فقط، حيث إنه قد يهاجم جميع الأعمار. وكلما تم تشخيص المرض مبكراً، زادت فرص العلاج، والذي يختلف من حالة لأخرى. وقال طبيب العظام الألماني ديتليف بيكر-كابيلر إن الروماتيزم يشمل ما يزيد عن 100 نوع من الأمراض الالتهابية، مشيراً إلى أن الاعتقاد الشائع بأن الروماتيزم يصيب كبار السن فقط خاطئ، حيث إن الإصابة قد تحدث في كل المراحل العمرية. وأضاف بيكر-كابيلر أن الروماتيزم يظهر في شكلين رئيسيين، وهما: روماتيزم التآكل، والذي يشمل مثلاً الفُصال العظمي، والآخر هو التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن، وهو التهاب يُصيب المفاصل. وينشأ الفصال العظمي بسبب تآكل غضاريف المفاصل، وهو في الغالب يُصيب المسنين، وكذلك الأشخاص، الذين يعانون من زيادة الوزن. أما التهاب المفاصل المزمن المعروف أيضا بالتهاب المفاصل الروماتيزمي فغالباً ما يصيب الأشخاص في المرحلة العمرية بين 35 و50 سنة. وفي هذا النوع يعاني المريض من التهاب الغشاء الزليلي، بعد ذلك يمتد المرض إلى الغضروف المفصلي، وقد ينتشر المرض ويهاجم العظام. ومن جانبها، قالت طبيبة العظام الألمانية إليزابيث فون بيتسولد إن الإصابة تبدأ في أصابع القدم وأصابع اليد؛ حيث يمكن أن تتورم وتُكوّن عقداً، ومع تطور المرض قد يتمزق الغضروف، وتحتكك العظام ببعضها، وهو ما يترتب عليه الشعور بألم شديد. وبعد ذلك، تبدأ المحفظة المفصلية في التهتك، وهو ما يترتب عليه تصلب المفاصل. وفي الحالات الشديدة يمكن أن يلحق ضرر ببعض أعضاء الجسم، مثل القلب أو الكلى. ومن المرجح أن سبب التهاب المفاصل المزمن يرجع إلى استجابة من جهاز المناعة، على سبيل المثال بعد العدوى بداء لام، والذي ينتقل عن طريق حشرة القراد. بعد ذلك تهاجم المستضدات، التي من المفترض أن تحارب البكتيريا المتسللة، الجسم نفسه على نحو مفاجئ. وكلما تم تشخيص المرض مبكراً من خلال اختبارات الدم، كان ذلك أفضل، لأن مسار المرض يتحدد خلال أول عامين من الإصابة به. وإلى جانب الفصال العظمي والتهاب المفاصل المزمن تشمل الأمراض الروماتيزمية أيضاً مرض “التهاب الفقار اللاصق”، الذي يصيب العمود الفقري، ومرض فيبروميالجيا (متلازمة الألم العضلي التليفي) ومرض هشاشة العظام، الذي يصيب النساء على وجه الخصوص. وأشارت فون بيتسولد إلى أن العلاج يختلف من حالة لأخرى، موضحة أنه في المعتاد توصف عقاقير لتخفيف الألم ومكافحة الأجسام المضادة، بالإضافة إلى العلاج الحركي والطبيعي. كما يمكن علاج الروماتيزم أيضاً بالحرارة أو البرودة، حيث يمكث المرضى لفترة قصيرة في غرفة تصل درجة حرارتها إلى 110 درجات تحت الصفر. وفي حالات الفقار اللاصق يخضع المريض للعلاج بالحرارة، ولكن يتعين على الطبيب توخي الحذر، لاسيما مع المرضى، الذين يعانون من مشاكل في القلب، والذين لا يمكنهم تحمل حمام طيني ساخن بدرجة حرارة 42 مئوية. كما أن اتباع نظام غذائي معين يعمل على تخفيف متاعب الفصال العظمي. وقد يكون الملاذ الأخير في اللجوء إلى التدخل الجراحي.