لم أستطع مقاومة جمال عنوان مرّ بذاكرتي قبل مدة قصيرة والذي كان عنواناً لكتاب الأستاذة مريم محمد الفوزان فأحببت أن أمارس عليه نوعاً من الإعارة الوقتية لأجعله عنواناً لمقالي هذا... (عقد اللآلئ والعبر) كتاب قرأته مراراً وتكراراً وأبحرت بين موانئ معانيه وفي كل عبور أجدني أزداد منه وضوحاً في الرؤية الحياتية وبلاغة في العبارة الكتابية وعبرة في المعاني الواقعية ولعل أكثر ما يميز كتاب الأستاذة مريم محمد الفوزان عن غيره هو ملامسته في قصصه لأرض الواقع لا الخيال فقد حمل بين طيّاته العديد من القصص الاجتماعية الواقعية والتي رويت من أصحابها أو ممّن ينوب عنهم وبالتالي وجدت المصداقية إطاراً ميّز هذا الكتاب أضف إلى ذلك أنك أثناء قراءتك لهذا الكتاب لا تقف بذاكرتك وأفكارك عند حدود خاتمة القصة فحسب بل إنك تحمل ما فيها من عبر ومعاني لتطبقه على أرض واقعك كون القصص ما هي إلا مراحل قد عايشتها بنفسك أو مرّ بها غيرك من أقاربك وأبناء مجتمعك. اعذرني عزيزي القارئ على هذا الرأي المتواضع لكنني حقيقة لست أديبة ولا ناقدة وما دفعني لكتابة هذا الرأي المتواضع جداً إلا ملامستي لجمال معاني الكتاب الذي أعتقد جازمة بأنك ستستشعر جمالها وستشعر بها تلامس وجدانك وإحساسك بمجرد قراءتك له فأنا شخصياً أعرف الكثير من قريباتي ممن قرأنه قد نزلت دموعهن تأثراً بقصصه الاجتماعية الواقعية لذلك لن تلومني عزيزي القارئ إن أصريت على أن كتاب (عقد اللآلئ والعبر) استثنائي ولعلّي أقوم بدوري بنصح الكلّ بقراءته والإبحار بين موانئ معانيه ومن هذا الصرح الإعلامي المتميز صحيفة الجزيرة أتقدم بالشكر على هذا الإبداع للأستاذة مريم محمد الفوزان ومنّي لها ولجميع الكتاب دعواتي بالتوفيق والتميّز في ساحات الحرف والكلمة.