محمد فتيحي حميد بدران الطنطاوي إجابة خاصة القاهرة.. القصيدة التي رغبت في نظرها لما تحمله من تجديد وصبر وإضافات وشدة معاناة هي: (لمحمد بن زريق) وهو شعر قاله عند فراق زوجته ينشد التجارة الحلال.. ويعتبر البغدادي حسب فهمي للشعر وتذوقه وإجادته، وقد قارعت الفحول في: مصر وسورية والأردن. يعتبر شعراً سيداً، بعثت أنت إليَّ هذا البيت: أستودع الله في بغداد لي قمراً بالكرخ من تلك الأزرار مطلعه وإليك القصيدة حسب رغبتك: لا تعذليه إن العذل يولعه قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه جاوزت في لومه حداً أضرَّ به من حيث قدرت أن اللوم ينفعه فاستعملي الرفق في تأنبه بدلاً من عذله فهو مضني القلب موجعه قد كان مضطلعاً بالخطب يحمله فبصقت بخطوب الدهر أضلعه يكفيه من لوعة التشتيت أن له من النوى كل يوم ما يروعه ما آب من سفر إلا وأزعجه رأي إلى سفر بالعزم يزمعه كأنما هو في حل ومرتحل موكل بقضاء الله يزرعه إن الزمان أراه في الرحيل غنى ولو إلى السَّد أضحى وهو يزمعه وما مجاهدة الإنسان توصله رزقاً ولا دعة الإنسان تقطعه قل وزع الله بين الخلق رزقهم لم يخلق الله من خلق يضيعه لكنهم كلفوا حرصاً فلستَ ترى مسترزقاً وسوا الغايات تقنعه والحرص في الرزق والأرزاق قد قسمت بفي إلا أن بغي المرء يصرعه والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه (1) إرثاً ويمنعه من حيث يطعمه أستودع الله (2) في بغداد لي قمراً بالكرخ من تلك الأزرار مطلعه ودعته وبودي لو يودعني صفو الحياة وإني لا أودعه وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى وأدمعي مستهلات وأدمعه لا أكذب الله (3) ثوب الصبر متحرق عني بفرقته لكن أرقعه أني أوسع عذري في جنايته بالبين عنه وجرحي لا يوسعه ومن غدا لابساً ثوب النعيم بلا شكر عليه فإن الله ينزعه (4) لقد كتبت الإجابة على حال عجولة لكن ما كتبته يفي بالغرض: (1) لا يجوز نسبة الفعل إلى الدهر. (2) يوصيها بحفظ أوامر الله وتقواه. (3) يريد أن سفره (لله) فيصبر إذاً لله تعالى. (4) يقصد: العدل والزكاة والصدق والرحمة.