كتب الأستاذ الأديب حمد القاضي في أحد أعداد جريدة الجزيرة بيتا من الشعر للشاعر ابن زريق العباسي «استودع الله في بغداد لي قمرا» وحيث إن له رنة موسيقية فقد حفظه جميع من قرأ الجزيرة. وحيث إنني أهوى البحث والاستقصاء فلقد بحثت عن باقي القصيدة ووجدتها وهي كالتالي: إن الشاعر ابن زريق البغدادي ودع حبيبته «زوجته» ببغداد حي الكرك باكياً وهي تتمسك بثيابه مستعطفة إياه ألا يرحل وأن يعيشا سوياً بالكفاف، فأبى وسافر إلى الأندلس طلبا للرزق من مدح أمراء الأندلس ولكنه لم يجد من يكرمه. فكتب قصيدته هذه ثم وضعها تحت وسادته ونام عليها ومات والقصيدة تقول: لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه جاوزت في لومه حدا أضر به من حيث قدرت أن اللوم ينفعه فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا من لومه فهو مضنى القلب موجعه قد كان مضطلعا بالخطب يحمله فضيقت بخطوب البين أضلعه يكفيه من لوعة التفنيد أن له من النوى كل يوم ما يروعه ما آب من سفر إلا وأزعجه رأي إلى سفر بالعزم يجمعه كأنما هو في حل ومرتحل موكل بفضاء الله يذرعه تأبى المطامع إلا أن تجشمه للرزق كدا وكم ممن يودعه أستودع الله في بغداد لي قمرا بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه ودعته وبودي لو يودعني صفو الوداد وأني لا أودعه وكم تشبث بي عند الرحل ضحى وأدمعي مستهلات وأدمعه لا أكذب الله ثوب العذر منخرق عني بفرقته ولكن أرقعه اني أوسع عذري في جنايته بالبين عنه وقلبي لا يوسعه أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته كذاك من لا يسوس الملك يخلعه ومن غدا لابسا ثوب النعيم بلا شكر الإله فعنه الله ينزعه وكم قائل لي ذنب البين قلت له الذنب والله ذنبي لست أدفعه اني لأقطع أيامي وأنفذها بحسرة منه في قلبي تقطعه لا يطمئن لجنبي مضجع وكذا لا يطمئن له من بنت مضجعه ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني به ولا أن بي الأيام تفجعه حتى جرى الدهر فيما بينا بيد عسراء تمنعني حظي وتمنعه بالله يا منزل القصف الذي درست آثاره وعفت من غبت أربعه هل الزمان معيد فيك لذتنا أم الليالي التي أمضته ترجعه ومن يصدع قلبي ذكره وإذا جرى على قلبه ذكرى يصدعه لأصبرن لدهر لا يمتعني به ولا بي في حال يمتعه علما بأن اصطباري معقب فرجا وأضيق الأمر لو فكرت أوسعه عل الليالي التي أضنت بفرقتنا جسمي ستجمعني يوما وتجمعه وأن تنل أحداً منا منيته فما الذي بقضاء الله نصنعه فرح بنت عبدالرحمن السويد/كلية الاقتصاد للبنات /بريدة