طلبت الأممالمتحدة من اسرائيل أمس الأربعاء تعديل حدودها مع لبنان بعدما وجد خبراء مسح الخرائط انها انتهكت الخط الذي يحدد انسحابها من جنوبلبنان عند احدى النقاط,وقال تيمور جوكسل المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في لبنان لرويترز ان على اسرائيل أن تغير الحدود عند مستوطنتها الشمالية ميسجفعام حتى تستطيع القوات الدولية ان تؤكد ان الدولة اليهودية انهت احتلالاً دام 22 عاماً. وقال جوكسل: الاسرائيليون أساؤوا تفسير خط الأممالمتحدة، حدودها لا تمر في المكان الذي تريده الأممالمتحدة,, ولا يمكن للامم المتحدة ان تقبل هذا . وأضاف طلبنا من الاسرائيليين تغيير هذا الوضع وننتظر منهم الآن الرد قبل ارسال أي قوات . ومن المقرر ان تسير قوات الأممالمتحدة دوريات في المنطقة الحدودية منذ امس الأربعاء للتأكد من ان اسرائيل انسحبت تماماً من جنوبلبنان تنفيذاً لقرارات الاممالمتحدة ذات الصلة. ومن شأن التأكيد النهائي لانسحاب القوات الإسرائيلية تمهيد الطريق امام انتشار قوات الأممالمتحدة على طول الحدود للحفاظ على الهدوء النسبي الذي يسود المنطقة منذ انسحاب اسرائيل الشهر الماضي. وكان تيري رود لارسن مبعوث الاممالمتحدة الخاص قال أمس الأول ان المنطقة الدولية انهت المرحلة الأولى من مهمة التحقق بتحديد الخط الذي يتعين على اسرائيل التراجع إليه. وحذر من أن هذا الخط غير قابل للتفاوض رغم اعتراضات من الجانبين الاسرائيلي واللبناني. وقال في مؤتمر صحفي أتوقع ان تلتزم الحكومتان التزاماً كاملاً بقرارات مجلس الأمن المستندة إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في 22 مايو آيار الماضي. وتوجه لارسن إلى نيويورك فجر أمس, وقالت مصادر أمنية ان من المقرر ان تجتمع فرق من الاممالمتحدةولبنان ظهراً لاجراء مزيد من المناقشات. وفي بيروت أعرب لبنان أمس الأربعاء عن استعداده الكامل للتعاون مع الأممالمتحدة ما أن تتثبت من أن الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان جاء مطابقاً للقرار 425 بالرغم من تحفظاته حول مسائل حدودية. وأوضح رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه نؤكد استعدادنا الكامل للتعاون مع الأممالمتحدة في تنفيذ مهمة قواتها في المناطق المحررة ، في اشارة إلى المناطق التي انسحبت منها اسرائيل في 24 آيار/ مايو في جنوبلبنان بعد احتلال دام 22 عاماً. وجاء الموقف اللبناني غداة النداء الذي وجهه الموفد الخاص للأمم المتحدة تيري رودلارسن إلى كل من لبنان واسرائيل لاحترام قرارات مجلس الأمن حول خط الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان الذي يحدده الخبراء الدوليون رغم تحفظات البلدين بهذا الشأن. وقال الحص نحن الآن في انتظار التحقق ميدانياً من انسحاب اسرائيل فعلياً إلى ما وراء الخط الذي رسمه الموفد الدولي وتالياً اعلان مجلس الأمن ان الانسحاب قد تم وفق قراره 425 . واعرب الحص عن أسفه لكون السيد لارسن لم يعترف للبنان بحقه في ثلاث نقاط على حدوده الدولية الجنوبية على رغم الاثباتات التي قدمت إليه . هذا وفي باريس اعتبر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين مساء أمس الأول ان زيادة كبيرة في قوات الأممالمتحدة في لبنان تبدو اليوم أقل ضرورة منها قبل أيام، لأن الوضع عند الحدود الاسرائيلية اللبنانية أكثر استقراراً مما كان متوقعاً. وقال الوزير الفرنسي خلال العشاء السنوي الذي يقام لمئة من طلاب المدارس والجامعات الفرنسية الكبرى فيما يتعلق بتعزيز قوات الطوارئ الدولية في لبنان، فان الوضع لا يبدو تماماً بالشكل الذي كان عليه قبل أيام . واضاف يبدو لي أن الحاجة إلى زيادة حجم هذه القوات أقل مما كانت عليه قبل بضعة أيام . وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قد اقترح بعيد الانسحاب الاسرائيلي الذي انجز في 24 آيار/ مايو زيادة عدد القوات الدولية من 4500 عنصر حالياً إلى 7900 عنصر، في تقييم أولي للاحتياجات. ودعيت فرنسا لزيادة حجم وحدتها المشاركة في هذه القوة والتي تبلغ حالياً 249 رجلاً. لكن السلطات الفرنسية أثارت استياء بيروت في الأسبوع الماضي عندما أكدت ان الشروط لم تتوفر بعد لزيادة القوة الفرنسية, وتتوقع فرنسا التزام الحكومة اللبنانية باعادة بسط سلطتها في المنطقة التي اخلتها اسرائيل عبر ارسال الجيش اللبناني. وكرر فيدرين هذا الشرط أمس الأول قائلاً: إن المسألة هي معرفة ما اذا كانت الدولة اللبنانية ستعيد سيطرتها أم لا على جنوبلبنان. ويطالب قرارا مجلس الأمن الدولي رقم 425 و 426 الصادران في 1978 بانسحاب اسرائيلي غير مشروط من لبنان وينصان على نشر قوة دولية لمساعدة الدولة اللبنانية على استعادة سيادتها. ورداً على الموقف الفرنسي أكد لبنان ان اعادة سيطرته على المنطقة المحررة في جنوبه لا تمر بالضرورة عبر ارسال الجيش.